واشنطن ستعارض عملية هجومية إسرائيلية على إيران.. وبايدن لنتنياهو: تلقّيت نصراً فخُذه

أحد, 04/14/2024 - 09:48

الناصرة- “القدس العربي”: ماذا ربحت وماذا خسرت إيران وإسرائيل من هذا التصعيد الجديد، وكيف سينعكس على الحرب على غزة، وعلى القضية الفلسطينية بشكل عام، غداً ومستقبلاً؟

لم تنجل الصورة بعد، فالغبار ما زال في الجو ولم يهبط بعد، والحدث لم ينته، وهو مرشح للمزيد من التفاعل. مع ذلك يمكن القول، في هذه المرحلة، إن إسرائيل لم تتوقع حجم هذه “الصفعة”- الكمية من الصواريخ والمسيّرات، لكن الهجمة الإيرانية افتقدت لعامل المفاجأة، ما خفّف من وطأتها، مثلما وفّرت لها فرصة للقول إنها ثأرت لكرامتها بعد اغتيال عددٍ من المسؤولين والعلماء الإيرانيين، إضافة للجنرال مهداوي في دمشق، ولولا هذه الهجمة لبدت إيران بصورة سيئة تدفع بعض الجهات للسخرية والتندّر حيال مواصلة التهديد بالثأر في “المكان والزمان المناسبين”.إيران
لم تنجح إيران، وربما لم ترغب أيضاً، في إلحاق أذى بالغ في القواعد العسكرية المستهدفة في النقب والجولان وغيرهما، كونها غير راغبة بحرب تهدّد مشروعها النووي، بيد أنه يحسب لها تجرؤها على تحدي إسرائيل والنيّل من قوة ردعها، من خلال ضرب أهداف داخل مناطقها السيادية ومباشرة من الأراضي الإيرانية أيضاً، وبصواريخ جوالة وباليستية كثيرة لا مسيرات فحسب.

في المقابل صدّت إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة ودول غربية وعربية، وحيّدت معظم الصواريخ والمسيرات، لكن الهجمة المباشرة عليها تنال من هيبتها وقوة ردعها، وبدت بعيون أعدائها وأصدقائها ومواطنيها أنها محتاجة للاعتماد على “فزعة” من الخارج كي تحمي نفسها من إيران، وحتى الأمس كان العالم يتساءل؛ كيف سترد إيران، واليوم بات يتساءل كيف سترد إسرائيل، علماً أن مثل هذه الهجمة هي بمثابة إعلان حرب عليها.

ومع ذلك، تستفيد إسرائيل الآن من فرصة استعادة صورة الضحية المعتدى عليها بعدما حوّلتها الحرب البربرية على غزة لدولة منبوذة في العالم، إضافة لولادة فرصة لتحريض العالم على إيران وشيطنتها واعتبارها مصدر الشرّ في المنطقة والعالم بدلاً من إسرائيل نفسها كدولة احتلال وانتهاكات.

ولذا فإن هناك من يرى أن هذه الهجمة تصبّ الماء على طاحونة إسرائيل، رغم نيلها من سيادتها وهيبتها، لأنها ترمم ما أفسدته الحرب على غزة. وتستذكر هنا مقولة الأديب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي حول “الفرج العربي”، “الفرج الإسلامي” هذه المرة بالنسبة لإسرائيل الطامعة بصرف الأنظار عن جرائمها في غزة، على سبيل المثال.

وهل، وكيف، سينعكس هذا التصعيد على غزة وعلى الشعب الفلسطيني بشكل عام، اليوم وغداً، وهل ستقوم الولايات المتحدة بإقناع إسرائيل، على سبيل المثال، للذهاب لتحالف إستراتيجي مع دول عربية ضد محور المقاومة بقيادة إيران. سؤال مفتوح يرتبط بسؤال كيف سترد إسرائيل، وهل تكتفي برد تكتيكي يحفظ لها ماء الوجه والانتقام لكرامتها القومية، أم أنها ستصعّد طمعاً بهدف إستراتيجي لإضعاف إيران، كما تفيد تسريبات إسرائيلية، في الساعات الأخيرة، بأن الرد سيكون كبيراً وجوهرياً، علماً أن بعض الوزراء، أمثال بن غفير، يدعون لرد ساحق ماحق.