انها لحظة الحقيقة في المنطقة العربية

اثنين, 06/12/2017 - 13:59

سوسن برينيس

ادارة أمريكية تواجه عواصف داخلية و تحقيقات في شبهات تلقي عون خارجي أثناء الحملة الانتخابية للرئيس، كل ما يعنيها إيجاد ملايين مواطن الشغل للأمريكيين و الحفاظ على المصالح الامريكية بغض النظر عن طبيعة الأنظمة الحليفة دكتاتورية كانت أو قمعية، و اخر اهتماماتها الديمقراطية و حقوق الانسان

 

أنظمة عربية و خليجية ضاقت ذرعا بثورات الشعوب منذ 2011 و بإطلاق عقال حرية التعبير و النقد تجاه الحاكم العربي الذي فقد قدسيته و بات يتحسس كرسيه و كل مكتسباته و مكتسبات عائلته، فاعلنت الحرب على كل إرادة لتحرر الشعوب و مشاركتها في صنع القرار و اختيار الحاكم و محاسبته،

 

حروب أهلية تعصف بمعظم دول الربيع العربي بسبب استعادة الثورة المضادة لزخمها بدعم خارجي و تمسك الحكام الذين ثارت عليهم بسيقان كراسي الحكم لآخر رمق و لو كان الثمن تدمير كل البلد،

 

عودة لعصر الانقلابات العسكرية على الحكومات الاسلامية المنتخبة، منها ما نجح (مصر 2013) و منها ما فشل (تركيا 2016)،

 

قوى توسعية إقليمية (ايران، إسرائيل) تسعى لاستغلال الظرف الخطير و حالة الضعف للتمدد و تحقيق مكاسب لم تكن تحلم بها (•ايران : إعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية وصولا إلى المتوسط •إسرائيل : إنهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد على حساب حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية)،

 

 نخب علمانية متطرفة أيقنت صعوبة المنافسة الديمقراطية حاليا مع أحزاب إخوانية لها شعبيتها في صفوف شعوب المنطقة فاصطفت إلى جانب العسكر و حرضتهم على الانقلاب على الحكومات الإسلامية المنتخبة، أو اختارت أن تكون أداة ترويج للثورة المضادة لصالح دول عربية أو اجنبية،

 

حرب على الإرهاب حامية الوطيس في كل من العراق و سوريا ضد تنظيمات جهادية مسلحة توصف بالعنف الشديد من جهة، و حصار خانق ضد قطر بتهمة دعم الإرهاب المتمثل في الأحزاب الإخوانية التي اختارت الانخراط في الحياة السياسية و نبذ العنف من جهة اخرى، و خطورة ما يمثله ذلك من تشجيع على تبني العنف و نبذ السلمية و التحزب في صفوف جماهير الأحزاب الاسلامية،

 

انفتاح إعلامي لا سابق له بفضل وسائل التواصل الاجتماعي و سرعة إيصال الخبر مهما كانت قوة دعاية النظام الحاكم، و عودة للمطالبة بإغلاق قنوات إخبارية كقناة الجزيرة كشرط من شروط رفع الحصار عن قطر،

 

إنها لحظة التناقضات الحادة، لحظة اشتداد القبضة و قرب اطباق الكماشة على اي حلم عربي بالتحرر و الديمقراطية، لحظة الحقيقة فإما أن نعيش معا بكل تنوعنا و اختلافاتنا و إما أن نرزح تحت نير الاستبداد و الاستعمار

 

 

الفيديو

تابعونا على الفيس