لقد أنعم الله على منطقة الخليج بنَعَم كثيرَة وأموال طائلة وخيرات وفيرَة، ولكنّهُ ابْتَلاهَا اليوم وامتحَنَ ملوكها وأمَراءَها بتاجِر وسَمْسار جَلَسَ على مقعد الرّئاسة بأقوَى دولة فى العالم، لا همَّ لهُ سِوَى جَمْع المال والاستفادة من الصّراعات وتأجيجها طالما سَيَعُودُ ذلك عليْه بالنّفْع، ولا يَخْجَل من الحَديث بهذه الحَقيقَة علناً. نَعَمْ، رجُلُ أعمال حوَّل أمريكا إلى دوّارة تَتَحَرّكُـ وتَدُورُ بدَوَرَان البُورصَة، ومَنْ يعتَقِدُ أنّهُ اليوم حليفَها قد يجِدُ نفسَه غدا فى مربع الابْتِزاز "التّرامْبِي"!
من لا يَتَعَلّم من الماضي، لن يرْحَمْهُ المُستَقبَل ! فليُفَكِّر قادَة الخليج والعَرَب عموماً فى المستقبل وهُم يتَحَرّكُون فى الحاضر ويُلقُون أقلامَهُم أيّهُم أقربُ "لاتْرَمب"، فخُطُوط الزّمَن تَتَلاقَى وتَتَآزَرُ لتَرسُمَ المَصير. أفلا ينظرُ زُعَمَاؤنا إلى فلسطين كيْفَ سُلبَتْ؟ وإلى العراق وسورية واليمن وليبيا كيف دُكّتْ ومُزّقتْ؟ وإلى النّيران المشتَعلة في كلّ مكان كيْفَ مُدّت؟
ورغم أنّي لسْتُ من المُـتَشَائمين ولا مِمّنْ يَرَوْنَ مع الفيْـلسُوف الألماني المتشائم "هيجل" أنّ "الحَياةَ مَوْتٌ مُؤَجّلٌ" فإنّي كثيرًا ما أشْعُرُ بأنّ القادَة العرَب أُكِلوا يَوْمَ أُكِل الثّوْرُ الأبَيَضْ !؟ أُكِلوا يوم "أَكَلوا" الشّهيد صدّام حُسين، رحمه الله. وفي هذا الواقع المُر، يَستَحضِرُ المَرْءُ قَوْل عنترةَ بْنُ شدّادْ:
سَيَذْكرُني قَوْمي إذا الخَـيْلُ أقبَلت @@ وفي الليلة الظلمَاءِ يُفتَقَدُ البَدرُ