التقت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الملكة إيزابيث، لطلب الإذن بتشكيل حكومة أقلية بدعم الحزب الديمقراطي الوحدوي، في إيرلندا الشمالية، بعد خسارة المحافظين الأغلبية في الانتخابات العامة.
فقد أصبح حزب المحافظين بحاجة إلى 8 مقاعد إضافية لتشكيل حكومة أغلبية مطلقة.
ودعا زعيم حزب العمال، جيريمي كوربن، رئيسة الوزراء إلى الاستقالة، وأعلن استعداده لتولي المنصب.
وقال زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، تيم فارن، عن تيريزا ماي: "عليها أن تخجل من نفسها وتستقيل، لو كان لها قدر من عزة النفس".
وخسرت تيريزا في هذه الانتخابات 12 مقعدا كانت لحزب المحافظين عندما دعت إلى انتخابات مسبقة، مما يحتم عليها الاستعانة بأحزاب أخرى في مجلس العموم لإدارة شؤون الحكومة التي تقودها.
وبررت دعوتها لانتخابات مبكرة برغبتها في الحصول على تفويض شعبي أقوى يدعم موقفها في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي تبدأ يوم 19 يونيو.
ويتوقع أن يحصل المحافظون على 319 مقعد، وحزب العمال على 261 مقعد، بينما يكون نصيب الحزب الوطني الاسكتلندي في مجلس العموم 35 مقعدا، أما الحزب الديمقراطي الوحدوي فحصل على 10 مقاعد.
وسيشكل حزب المحافظين كتلة قوامها 329 نائبا في مجلس العموم بدعم الحزب الديمقراطي الوحدوي، تسمح لهم بتشكيل حكومة.
وتبين النتائج أن حزب العمال هو المستفيد الأكبر، إذ ربح 29 مقعدا، بينما خسر المحافظون 13 مقعدا، بينما ضيع الحزب الوطني الاسكتلندي 22 مقعدا أمام تقدم المحافظين والعمال والديمقراطيين الأحرار في اسكتلندا.
وحصل المحافظون على نسبة 42 في المئة من الأصوات، و العمال على 40 في المئة، بينما كانت حصة الديمقراطيين الأحرار 7 في المئة، وحزب استقلال بريطانيا 2 في المئة، وحزب الخضر 2 في المئة.
وبلغت نسبة المشاركة 68،7 في المئة، إذ ارتفعت بنسبة 2 في المئة مقارنة بانتخابات 2015، ولكن الأغلبية العظمى كانت للحزبين التقليديين وهما المحافظون والعمال في كثير من مناطق البلاد.
وخسر حزب استقلال بريطانيا نسبة كبيرة من الأصوات مقارنة بالانتخابات السابقة، ولكن الأصوات التي خسرها ذهبت إلى حزب العمال، وليس إلى المحافظين كما كان متوقعا.
وقال كوربن، عقب انتخابه نائبا عن منطقة شمال إيزلينغتون، إن الوقت قد حان "لتفسح ماي الطريق" لحكومة تكون "أكثر تمثيلا للشعب" في هذه البلاد.
وأضاف أنه "فخور جدا" بالنتائج التي وصفها بأنها تصويت "للأمل في المستقبل"، وأن الشعب "أدار ظهره للتقشف".
وقال حزب المحافظين، في وقت سابق، أنه في حال عدم حصول الحزب على الأغلبية المطلقة، فإن ماي ستمنح فرصة تشكيل حكومتها أولا.
ويرى لورد أودونل، أحد كبار الموظفين الحكوميين السابقين لبي بي سي إن مسؤولية رئيس الوزراء "الآن" هي البقاء في منصبها ، ولابد أن ترتب لقاء مع الملكة الجمعة لتطلعها على ما تعتزم فعله لاحقا.
ولكن هناك احتمالا أن تشهد بريطانيا انتخابات أخرى هذا الصيف، إذا تعذر تشكيل الحكومة أو سحب البرلمان ثقته منها.
وقالت ماي إن "أهم ما تحتاجه البلاد الآن هو فترة من الاستقرار، وإذا فاز حزبنا بأكبر عدد من المقاعد، وأكبر عدد من الأصوات فإن مسؤولية ضمان هذا الاستقرار تقع على عاتقنا وهذا ما سنقوم به".
وأكد النائب عن حزب الديمقراطي الوحدوي، سيمون هاملتون، أن أصوات الحزب "ستكون غاية في الأهمية" في البرلمان الجديد، في سعيها من أجل التوصل إلى "اتفاق مفيد لإيرلندا الشمالية، في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي".
وخسرت أسماء لامعة مقاعدها في البرلمان الجديد، من بينهم ألكس سالموند، الزعيم السابق للحزب الوطني الاسكتلندي، والزعيم السابق لحزب الديمقراطيين الأحرار، نك كليغ.