انتشر جنود الجيش في الشوارع في وسط العاصمة البريطانية، لندن، في أول مظهر من مظاهر الإجراءات الأمنية الخاصة التي بدأ العمل بمقتضاها في أعقاب الهجوم الانتحاري في مانشستر مساء الاثنين.
واتخذ الجنود مواقع لهم حول البرلمان، ومقر إقامة رئيسة الوزراء، في داونينغ ستريت، وعند بعض المباني الحكومية الرئيسية الأخرى.
وتحل قوات الجيش محل الشرطة المسلحة، التي توكل إليها عادة هذه المسؤولية، مما يسمح لنشر أفرادها في مواقع أخرى.
وقالت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، إن الجنود سيتوزعون لحماية المرافق العامة الرئيسية لدعم عمل الشرطة في حماية الناس، بما فيها قصر بكنغهام، ومقر رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت، والسفارات وقصر ويستمينستر (مقر البرلمان).
وأشارت إلى أن عناصر من الجيش قد يشاهدون في فعاليات أخرى، من أمثال الحفلات الموسيقية، في الأسابيع المقبلة، وسيعملون بتنسيق وتحت إمرة ضباط الشرطة.
وقالت ماي إنها لا تريد أن يشعر الناس بدرجة "حذر مفرطة" مشددة على ضرورة أن يكون "رد الفعل مناسبا ومعقولا".
وهناك ما بين 400 إلى 800 جندي من القوات المسلحة سينشرون في الشوارع في بداية الأمر، ويتأهب نحو 3800 عسكري للمشاركة في الانتشار بسرعة.
وأكدت وزيرة الداخلية أمبر راد، أنه سيكون هناك تحديث وتنشيط لبرنامج الحكومة لمكافحة التطرف بعد شهر يونيو/حزيران، وهو أمر كان مقررا قبل هجوم الإثنين.
"شبكة"
وتقول الشرطة البريطانية إنها تحقق في وجود "شبكة" وراء الهجوم الذي وقع في قاعة احتفالات، وقتل فيه 22 شخصا.
ويقول فرانك غاردنر مراسل بي سي سي للشؤون الأمنية إنه من المرجح أن دور عبيدي اقتصر على ضغط زر التفجير في عبوة صنعها آخرون.
وأوضحت وزيرة الداخلية البريطانية أن المشتبه به كان معروفا "إلى حد ما" للأجهزة الأمنية البريطانية.
وقال حميد السيد، الذي عمل في برنامج الأمم المتحدة لمكافحة التطرف ويعمل الآن في جامعة مانشستر، إن عبيدي "كان على "علاقة سيئة فعلا" مع عائلته.
وأضاف "نقلا عن أحد أصدقاء العائلة إن والدي عبيدي حاولا "إعادته إلى جادة الصواب لكنهما فشلا في تحقيق ذلك".
وأكمل أنه "كان سيئا جدا في جامعته وفي تعليمه، ولم يكمل دراسته، وقد حاولا والداه إعادته إلى ليبيا عدة مرات، إذ كان يواجه صعوبات في التكيف مع أسلوب الحياة الأوروبية".
وقد فجر سلمان رمضان عبيدي نفسه خارج قاعة الاحتفالات. وقبض على أربعة أشخاص، من بينهم شقيق المهاجم الأكبر، البالغ 23 عاما.
ورفعت الحكومة البريطانية حالة التأهب في البلاد إلى أعلى مستوى، وهو الوضع "الحرج"، ويعني هذا احتمال حدوث مزيد من الهجمات وشيكا.
وأغلق قصر ويستمنيستر أمام العامة بناء على نصيحة من الشرطة، ولن يفتح أبوابه حتى إشعار آخر، بحسب ما قاله موقعه على الإنترنت.