اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارة للسعودية استغرقت يومين، وذلك في أول محطة خارجية له منذ توليه مهام منصبه، والتقرير التالي يرصد مجموعة من القضايا التي أثارت جدلا خلال تلك الزيارة.
1. إشارة الإعجاب برفع إصبع الإبهام؟
تعتبر إشارة الإعجاب برفع إصبع الإبهام واحدة من الإشارات المفضلة التي دأب الرئيس الأمريكي على تكرارها، واستطاعت جينفر جاكوب، الصحفية لدى مؤسسة "بلومبيرغ" الإخبارية، التقاط صورة لترامب في العاصمة السعودية الرياض وهو يشير بإصبع الإبهام.
ونشرت جاكوب الصورة في تغريدة لها على صفحتها على موقع تويتر، مما أثار طرح سؤال عن القصد منها وهل يمكن أن تعني إساءة؟
تقول آني كارني من صحيفة "بوليتيكو" إنها تحمل إساءة وفقا لتوصيات وملاحظات ورد الإشارة إليها في وثيقة وزعتها السفارة الأمريكية في الرياض على الصحفيين أثناء تغطية زيارة ترامب.
لكن هل هذا صحيح؟ تقول كيم غطاس، مراسلة بي بي سي، إنه ليس كذلك. وتضيف موضحة:"أنا عربية وأعيش في العالم العربي، وسافرت في شتى أرجاء المنطقة ولم أسمع بذلك على الإطلاق".
ولم ير فيصل بن فرحان، مستشار وزارة الخارجية السعودية، أي خطأ في سلوك ترامب.
فمن أين جاء هذا الاعتقاد؟ربما كانت الإشارة تحمل إساءة في الماضي.
وقال معهد اللغات التابع لوزارة الدفاع الأمريكية في عام 2003 إنه وفقا للتقرير الوطني: "بعد حرب الخليج عام 1991 تبنى مواطنو الشرق الأوسط في منطقة شبه الجزيرة العربية هذه الحركة كرمز للتعاون من أجل الحرية".
وثمة دليل على أن استخدامها غير مسيء: فها هو أحد المسؤولين السعوديين يشير بها أثناء مراسم استعداد العاهل السعودي الملك سلمان بن عزيز لاستقبال ترامب في مطار الرياض.
2. عبارة "الإرهاب الإسلامي" التي استخدمها ترامب؟
لم يتضمن الخطاب الأساسي للرئيس الأمريكي عبارة "الإرهاب الإسلامي الراديكالي"، وهي عبارة استخدمها من قبل، ويعتبرها كثير من المسلمين مسيئة لهم.
وتضمن نص الكلمة التي نُشرت على صفحة ترامب على فيسبوك عبارة "تطرف الإسلاميين" و "جماعات الإسلاميين الإرهابية".
لكن ترامب أثناء إلقاء كلمته قال :"هذا يعني بأمانة مواجهة أزمة التطرف الإسلامي والإسلاميين والإرهاب الإسلامي بجميع أنواعه".
فهل تعثر في الكلمة أم أراد تغيير نص الكلمة؟
قال مسؤول في البيت الأبيض في وقت لاحق إن هذا الخلط وقع بسبب إجهاد ترامب.
وتشير كلمة "إسلاميين" إلى من يرغب في تغيير نظام حكم والمجتمع وفقا للشريعة الإسلامية، بينما تشير كلمة "إسلامي" إلى كل ما يمت بصلة للإسلام كدين في حد ذاته.
وهذا هو سبب تفضيل بعض الخبراء في الشرق الأوسط استخدام كلمة "تطرف الإسلاميين تجنبا لتضمين الدين بالكامل".
على أي حال يبدو أن تبديل ترامب لكلمات في نص خطابه لم يسبب جدلا كبيرا.
3. عدم تغطية ميلانيا لرأسها
لا تُجبر الزائرات الأجنبيات على تغطية الرأس أثناء زيارتهن للمملكة، ومن بين قائمة تلك الشخصيات رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وسيدة أمريكا الأولى السابقة ميشيل أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس.
فما هي المشكلة هنا؟ حسنا، هذا ما قاله ترامب في تغريدة نشرها على حسابه في يناير/كانون الثاني عام 2015، أثناء زيارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للسعودية :"يقول كثيرون إنه رائع أن رفضت (قرينة) أوباما تغطية رأسها في السعودية. إنها إهانة لهم، فلدينا أعداء بما يكفي".
ولم تغط إيفانكا، ابنة ترامب، رأسها أثناء الزيارة.
وأشارت تقارير قناة سي إن إن إلى أن سؤالا طلب تفسيرا من البيت الأبيض بشأن سبب عدم تغطية رأس زوجة ترامب وابنته أثناء الزيارة، فكانت الإجابة إنه ليس إلزاما.
4. هل انحنى ترامب أم لا؟
يأتي هذا الجدل بسبب لقاء سابق جمع أوباما والعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله أثناء قمة عقدت في العاصمة البريطانية لندن عام 2009.
ولم تمر الواقعة على ترامب مرور الكرام، فكتب تغريدة بشأنها في يوليو/تموز 2012 وفي مرات عديدة قال فيها :"انحنى أوباما أمام ملك السعودية علنا، وعلى الرغم من ذلك يتشكك الحزب الديمقراطي في مهارات ميت رومني الدبلوماسية".
ويتساءل كثيرون عما حدث هنا أثناء تسلم ترامب ميدالية شرفية من العاهل السعودي.
هل انحنى أم لا؟
هل يعني الأمر ببساطة اضطرار الرئيس لثني ركبتيه واحناء رأسه لتسلم الميدالية نظرا لأنه أطول من العاهل السعودي؟
يرى بعض المراقبين أنه موقف يشير إلى "احترام متكلف" في نهاية الأمر.
ولم يعلق البيت الأبيض على المسألة حتى الآن.