وصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى العاصمة السعودية، الرياض، المحطة الأولى في أول جولة خارجية له منذ تسنمه منصب الرئاسة الأمريكية.
وعرضت القنوات التلفزيونية السعودية لقطات لوصول طائرة الرئيس الأمريكي إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض.
والتقى الرئيس الأمريكي ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز السبت في قمة ثنائية. وقد منح الملك ترامب قلادة الملك عبد العزيز، وهي من أرفع الأوسمة في المملكة.
وسيلقي خطابا أمام قادة نحو 50 بلدا إسلاميا في القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي تستضيفها المملكة الأحد.
وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن ترامب سيتحدث في خطابه عن "آماله برؤية سلمية للاسلام"، مشددين على أنه يأمل أيضا في أن يجد خطابه صدى في عموم العالم لبلورة "رؤية مشتركة للسلام والتقدم والرخاء".
وقالت تقارير، نقلا عن خطاب ما زال يخضع للمراجعة من المتوقع أن يلقيه ترامب أمام القمة، إنه سيدعو للوحدة في مكافحة التطرف في العالم الإسلامي و"طرد الارهابيين من أماكن العبادة".
وكان ترامب أثار الكثير من الجدل خلال حملته الانتخابية عندما دعا إلى فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة لمخاوف أمنية، واقتراحه تشريعا عرقلت المحاكم الأمريكية إصداره لفرض قيود على السفر من عدة دول ذات غالبية مسلمة.
ومن المتوقع أن يركز جدول أعمال القمة على مكافحة المسلحين الإسلاميين المتطرفين والنفوذ الإقليمي المتزايد لإيران.
وعُرف ترامب بشدة انتقاداته للاتفاق مع إيران الذي خففت بموجبه العقوبات المفروضة عليها مقابل تقييد نشاطاتها النووية.
وعلى العكس من سلفه، الرئيس السابق باراك أوباما، لا يتوقع أن يسلط ترامب الضوء على ملف حقوق الإنسان في زيارته للسعودية.
وسيتزامن مع الزيارة إحياء حفل غنائي مشترك في الرياض لنجم موسيقى الريف الأمريكي، توبي كيث، برفقة المغني السعودي رابح صقر.
ويرى الكثيرون أن هذا الحفل مناسبة غير مسبوقة في المملكة التي تتبنى تفسيرا متشددا للإسلام، وتفرض حظرا شاملا على شرب الكحول الذي تمتلئ أغاني كيث بالاحتفاء به، ومن بين أكثر أغانيه شعبية "أحب هذه الحانة" و "فتاة الويسكي" و "سكارى أمريكيون" .
وسيقتصر حضور الحفل السبت على الرجال بعمر أكبر من 21 عاما، والذين سيرتدون الملابس التقليدية في السعودية.
صفقات تجارية
ويقول مراقبون إن ترامب يأمل في عقد صفقات تجارية بقيمة مليارات الدولارات في زيارته للسعودية.
وقال مسؤولون سعوديون إن زيارة ترامب ستشهد توقيع اتفاقيات اقتصادية وسياسية ستسهم في تعزيز القتال المشترك ضد المسلحين الإسلاميين المتطرفين.
نقلت وكالة رويترز عن أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية أرامكو السعودية قوله على هامش مؤتمر لمديري الشركات الأمريكية والسعودية بالتزامن مع زيارة ترامب، إن الشركة تتوقع توقيع صفقات قيمتها 50 مليار دولار مع شركات أمريكية يوم السبت في إطار مسعى لتنويع موارد اقتصاد المملكة المعتمد على صادرات النفط.
واضاف أن الشركة تبحث عن فرص للتوسع في الولايات المتحدة على مدى العشر سنوات المقبلة وأنها ترغب في تطوير أعمال مصفاة التكرير "موتيفا" التي تملكها هناك.
وقد أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات سابقة إلى أن زيارة ترامب تمثل "رسالة واضحة إلى العالم بأن الولايات المتحدة والدول الإسلامية يمكن أن يكونوا شركاء".
وقال الجبير أيضا إن الإدارة الأمريكية اتخذت أيضا خطوات للمضي قدما في صفقة بيع السعودية قنابل موجهة، كانت الإدارة الأمريكية السابقة قد أوقفتها خشية سقوط ضحايا بين المدنيين نتيجة استخدامها.
ومن المتوقع أن تشمل الصفقة ذخيرة تزيد قيمتها على مليار دولار من شركة رايثيون كو، حسبما قالت مصادر مطلعة على المحادثات.
وقبل ساعات من وصول ترامب، قالت وحدات الدفاع الجوي السعودية إنها اسقطت صاروخا في منطقة الى الجنوب من العاصمة السعودية اطلقه المتمردون الحوثيون من اليمن.
وتفيد تقارير أن المقاتلات السعودية ردت بضربات جوية على أهداف قرب العاصمة اليمنية، صنعاء.
ويشمل منهاج الزيارة ايضا لقاءً مع قادة مجلس التعاون الخليجي وتناول الغداء مع قادة نحو 50 دولة إسلامية.
ترامب في القدس
ويسافر ترامب الاثنين إلى تل أبيب ومن ثم إلى القدس حيث سيلتقي بالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.
سيزور ترامب كنيسة القيامة (القبر المقدس) والحائط الغربي (حائط البراق) في القدس قبل أن يجري محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويراقب الكثيرون عن كثب هل سيشير ترامب إلى إعلانه إبان حملته الانتخابية بأنه سيكسر عقود طويلة من السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
ويعد الوضع في القدس من أكثر الملفات حساسية وتعقيدا في نزاع الشرق الأوسط ولم ينقل أي بلد في العالم سفارته إلى القدس التي تعدها إسرائيل عاصمة موحدة لها حتى الآن.
وسينتقل ترامب الثلاثاء إلى بيت لحم في الضفة الغربية لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث ستكون مفاوضات السلام مع إسرائيل في مقدمة هذه المحادثات، ومن المتوقع أن يؤكد ترامب دعمه لحق تقرير المصير للفلسطينيين.
وتشمل جولة ترامب التي ستستمر لثمانية ايام ايضا زيارة العاصمة البلجيكية بروكسل للقاء القادة الأوروبيين وحضور قمة حلف شمالي الأطلسي(ناتو) والفاتيكان وصقلية في إيطاليا لحضور قمة الدول الصناعية الكبرى السبع.
وتأتي هذه الزيارة في وقت يواجه فيه ترامب لغطا في بلاده إثر إقالته لرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، وانتقادات شديدة لقرار تعيين محقق خاص لمتابعة التحقيق في مزاعم ممارسة الروس لتأثيرات على الانتخابات الأمريكية الأخيرة.