قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يفكر في إقالة المدير السابق لمكنب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي منذ توليه الرئاسة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارا هاكابي ساندرز للصحفيين إنه كان هناك "تدهور في الثقة" في كومي خلال العام الماضي بسبب عدد من الخطوات الخاطئة.
واتهمت هاكابي ساندرز المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي بإلقاء "إصبع ديناميت" داخل وزارة العدل.
وأثارت المتحدثة دهشة الحضور في المؤتمر الصحفي حين قالت إن كومي "ارتكب فظائع في التحايل على تسلسل السلطة".
وكان ترامب قال في وقت سابق إن أعضاءالكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء سيشكرونه على إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي.
وفي تغريدات على تويتر في صباح الأربعاء، دافع ترامب عن قراره المفاجئ الذي جاء بمثابة صدمة للكثيرين بشأن إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي بشأن تعامله مع التحقيق الخاص بالمراسلات الإلكترونية لهيلاري كلينتون.
وكان كومي يتزعم تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن الصلات المزعومة بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا.
وقال النائب آدم شيف الأبرز في لجنة الاستخبارات في بمجلس النواب إن إقالة كومي "يثير أسئلة رئيسية عما إذا كان البيت البيض يتدخل بشكل وقح في أمر جنائي".
ولكن ترامب دافع عن قراره قبل ساعات من لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وهو أول لقاء له مع مسؤول روسي بعد توليه الرئاسة.
وقال ترامب "سيتم استبدال كومي بشخص سيؤدي مهامه بصورة أفضل بكثير".
وأضاف ترامب "خسر كومي ثقة الجميع تقريبا في واشنطن، الديمقراطيون والجمهوريون على السواء. عندما تهدأ الأمور، سيشكرونني".
ووصف دميتري بسكوف المتحدث باسم الكرملين إقالة كومي بأنها "أمر داخلي" أمريكي. وأضاف "لا شأن لروسيا بالأمر، ولا يجب أن يكون لروسيا شأن بالأمر"، حسبما قالت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس).
ودعا تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، إلى تعيين قاض مستقل للتحقيق في مزاعم وجود تنسيق بين روسيا وفريق حملة ترامب الانتخابية، وإلا سيكون من حق الأمريكيين التشكيك بقرار إقالة كومي، وأن سبب إقالته ليس بسبب الرسائل الالكترونية الخاصة بهيلاري كلينتون، بل محاولة للضغط التحقيق في تلك المزاعم".
وقال شومر إنه سيطلب جلسة إحاطة خاصة مغلقة "وسرية إذا تطلب الأمر"، لجميع أعضاء مجلس الشيوخ من كبار المسؤولين في وزارة العدل.
ولكن ترامب اتبع توصيات نائب المدعي العام رود روزنشتاين، الذي كتب رسالة يقول فيها إنه لا يمكنه الدفاع عن تعامل كومي مع التحقيق بشأن رسائل البريد الالكتروني لكلنتون.
وأضاف أن كومي كان مخطئا في "اغتصاب سلطات النائب العام السابق في يوليو/تموز الماضي، عندما أعلن أن التحقيق بشأن كلنتون يجب أن يغلق دون مقاضاة.
ردود فعل غاضبة"
ولاقى قرار إقالة كومي الكثير من الانتقادات في واشنطن. ووصف الديمقراطيون في مجلس الشيوخ قرار إقالة كومي بأنه أمر شبيه بقرار الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون إقالة القاضي المستقل الذي كان يحقق في فضيحة ووترغيت.
وأعرب، ريتشارد بور، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ عن قلقه من توقيت إقالة كومي وأسبابها.
وكان كومي قد أعلن قبل حوالي 11 يوما من موعد الانتخابات عن تحقيق جديد بشأن استخدام كلينتون للبريد الإلكتروني.
لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي أكد بعدها على إنه لم يجد أي دليل على وقوع جريمة جنائية.
لم فُصل كومي؟
وقال ترامب في رسالة وجهها لكومي أنه يتفق مع توصية من وزير العدل جيف سيشنز بأنه "لم يعد قادرا على إدارة المكتب بشكل فعال".
وقال سيشنز إن وزارة العدل "ملتزمة بدرجة قصوى من الانضباط والنزاهة وحكم القانون" وإن "الأمر يتطلب بداية جديدة".
وأعرب الكثيرون عن دهشتهم عن قرار إقالة كومي بشأن تعامله مع قضية المراسلات الإلكترونية لكلنتون، حيث أن ترامب كان قد أثنى مرارا على تعامله مع القضية.
ما هي المعلومات غير الدقيقة التي أشار إليها كومي في إفادته؟
وكان كومي قال خلال إدلائه بشهادته أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ في الثالث من مايو إن "مساعدة كلينتون، هوما عابدين، أرسلت المئات بل الآلاف من الرسائل الإلكترونية، البعض منها تحتوي على معلومات سرية لزوجها آنذاك".
وأكد مكتب التحقيقات الفدرالي الثلاثاء أن "عابدين أرسلت فقط مجموعتين من الرسائل المتبادلة بهما معلومات سرية لزوجها من أجل طباعتها".
وأشار مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن أغلبية الرسائل الإلكترونية البالغ عددها 49 ألف رسالة وجدت على الحاسوب الخاص لزوج عابدين نقلت عبر نسخة احتياطية لهاتف بلاك بيري الخاص بعملها.