كم أنت شاعر مبدع تجذب القلوب إليك قبل أن تنطق شفتاك بأولي الكلمات؛ وبعدها تأسر الملتقي لجمال وصفك ؛ودقة سهامك التي تتقاذفها الكلمات جواهر تتلألأ .قد تعيقك أدبيات الشعر التي صنفته موقفا من الحياة والمجتمع لكنك تجاوزت ذالك بشاعريتك الفذة فكنت محاورا بارعا تخرج الشعر من منظور الواقع إلي فضاء الغيب بيدك مفتاحه النغمة وفي كلماتك تتجلي التجربة الشعورية وفي وجدانك آمال وآلام الآخرين لأنك بصدق الناطق الرسمي في لاوعي الأمة وعقلها الباطن.من عيوب الشعر أنه يقلب صاحبه بين عديد المواقف ويسوقه إلي كل مخالطة لكن تلك استثناءات خارجة عن القاعدة وليست تأكيدا لها.
لكن الشعر عند صاحبنا رؤيا وصورة حيث تعلق بأهداب الصورة وامسك بعروة الإيغال الرمزي فاستكمل مزايا الشعر وذالك في زمن بات فيه الشعر هجينا مخنثا بلا أصل ولا فرع.