السباق الأميركي يبدأ الآن / بقلم سمير التنير

اثنين, 04/13/2015 - 02:42

بدأ القادة الكبار في الحزب الجمهوري بإعلان ترشّحهم إلى الرئاسة في الولايات المتحدة، بعدما أعلن عن ذلك تيد كروز، السيناتور عن ولاية تكساس، عبر «تويتر» وأمام حشد كبير من طلبة جامعة «ليبرتي» في فرجينيا، برغم أن تلك الانتخابات لن تجري إلا في تشرين الثاني 2016. ويقول بعض السياسيين إن ترشّح تيد كروز يجب أن يُنظر إليه بجديّة، لأنه يمثل أسلوباً جديداً ومميّزاً في السياسة الأميركية. ويثير ترشّح كروز قلق الديموقراطيين. وهذا الترشّح هو نتيجة عمل شاق استغرق عقدين من الزمن. وكروز هو ابن مهاجر من كوبا ومن أصول لاتينية. وقد بدأ نشاطه السياسي كمحامٍ يلقي محاضرات عن الدستور الأميركي. ثم تولّى الكثير من القضايا التي تُعرَض على المحكمة الدستورية العليا. وقد حقّق انتصاراً مفاجئاً عند انتخابه كسيناتور عن ولاية تكساس، وكان في سنّ الـ 41 من عمره. وهو يرشّح نفسه الآن في سن الـ 44. وينظر كثير من الأميركيين إليه كمناضل شرس في سبيل الأفكار والخطط السياسية التي يبشر بها. وهو يريد الآن إدخال تعديلات على الدستور الأميركي وزيادة فرص العمل للمتخرّجين من الجامعات، ويقترح أيضاً زيادة مجالات عمل الكونغرس.
وتضم لائحة الحزب الجمهوري كبار قادته الذين حاولوا تغيير موقفه من القضايا الداخلية والخارجية الكبرى، ومنهم السيناتور راند بول المعروف باعتداله وليبراليته، وجيب بوش حاكم ولاية فلوريدا السابق، الذي يقترح معاملة موحّدة في المدارس وعدم طرد المهاجرين غير الشرعيين الذين يبلغ عددهم أحد عشر مليوناً، فضلاً عن ماركو روبيو الذي يريد تعديل نظام الضرائب لخفض الفقر وزيادة فرص العمل. كما تضمّ اللائحة سكوت والكر حاكم ولاية وسكونسن، الذي يتفق مع تيد كروز حول كثير من أفكاره، غير أنه أقلّ تشدداً منه. ويتناول كروز في خطاباته فكرة أن الانقسام الحقيقي في أميركا ليس بين جمهوريين وديموقراطيين، بل هو بين السياسيين المحترفين والشعب الأميركي. وهو يقترح رفع النفقات الاجتماعية التي تقدّمها الدولة، وإعطاء الأطفال الحق في تعليم متكافئ. ويتبنى كروز اقتراح روبيو حول تخفيف الضرائب، وإلغاء أرباح رأس المال، وزيادة الضرائب على العقارات. ويقول إن لا معنى لسجن أميركا بدستور مضى عليه الزمن.
ومن أجل الوصول إلى البيت الأبيض، يضع الحزب الجمهوري برنامجاً اجتماعياً متقدّماً. وبحسب مركز «بيو» للأبحاث، فإن ذلك البرنامج يحوز على تأييد غالبية الأميركيين. كما تضغط كتلة الشباب لجعل برنامج الحزب أكثر ليبرالية. وسوف تحدّد الانتخابات التمهيدية التي ستجرى قريباً في ولاية ايوا احجام مرشحي الحزب الجمهوري، في سباق طويل يمتد لأكثر من سنة ونصف السنة.