قدّموا لنا ما شئتم ، أيها الاعلاميون الخليجيون ، من مبرّرات و تفسيرات و حجج و شعارات حول "عاصفة الهدم "... قُولوا لنا مثلاً بأنّ هدفها "توقيف المد الايراني " و "التصدّي للزّحف الشيعي " و "مواجهة الخطر الصفوي " و "الدّفاع عن الشعب اليمني " و شرعيته الدستورية المزعومة " و "أمن دولة مهمة من دول الخليج " أو "المنطقة ككل "...إلى غير ذلك من كلامٍ مكرّرٍ ممْجوج ... قد تجدون فينا من يستمعُ إليكم ... و يستسيغ خطابكم .
و لكنّكم لن تجدوا من يستسيغُ محاولاتكم تلبيس "عاصفة الهدم " ثوْب "العروبة " و "الدين " حين تزعمون مثلاً بأنّ هدفها حماية المقدسات الاسلامية و الذود عن الحرمين الشريفين ...إلاّ من باب حشد العواطف و استجلاب دعم العوام و البسطاء...احترموا عقول الناس ، من فضلكم . لا تخلطوا بين أمن الدول و الحكومات و أمن بيت الله الحرام و قبر النبي محمّد صلى الله عليه و سلم . ذلك أنّ الحرمين الشريفين لا حاجة لهما في أي دولة على وجه الأرض للدفاع عنهما . لا حاجة لهما في جيش و لا تحالف و لا "عاصفة " ...بل الملوك و الرؤساء هم من يحتاجون إلى القوة لحماية عروشهم و كراسيهم .
إنّ من أبجديات ما تعلّمنا في الصغر أنَّ بيت الله الحرام بيتٌ محفوظ بحفظ الله تعالى على مرِّ الدُّهور و العصور ، و أنّه حرم آمن مطمئنٌّ تجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من عند الله . و تعلّمنا أنّ القبر الشريف الذي دُفن فيه نبيّنا و حبيبنا و قدوتنا محمّد صلى الله عليه و سلم هو قبرٌ مكرَّم محفوظٌ بِحِفظِ الله . ولن يستطيع أحدٌ أن يمسَّه بسوء ، ولو اجتمع على ذلك العالم بأسره...كما تعلّمنا في المدرسة أنّ اليمن دولة عربية إسلامية 100 في 100 ، و أنّ "الحوثيين" قبائل يمنية أصيلة ...و أنّهم عربٌ عاربةٌ شهدوا أن لا إله إلاّ الله و أنّ محمدا رسول الله...و دليلهم القرآن...و قبلتهم بيت الله الحرام...
فأي مسوغ ديني أو قومي بعد هذا للحرب على اليمن السعيد ؟