التعديلات تلبس الفن ثوب السياسة ــ تقرير

جمعة, 04/21/2017 - 12:33

 يلاحظ المتتبع للساحة الفنية بموريتانيا بروز نشاط فني متزايد ذا طابع سياسي تجسد في مجموعة من الأغاني المعارضة لتعديل الدستور وأخرى ممجدة له

 

هذا الوضع الذي لم يكن مألوفا من قبل على الأقل بهذا الحجم يعود في الأساس إلى الجدل القائم بشأن مشروع تعديلات دستورية تقدمت بها الحكومة الموريتانية لإدخال تحسينات على العلم والنشيد وإنشاء مجالس جهوية كنوع من اللامركزية هدفها تنموي كما تقول

 

غير أن وجود أحزاب سياسية رافضة للتعديلات الدستورية لم تشارك في الحوار الذي تمخضت منه التعديلات وتعتبر مخرجاته المعروضة للتعديل لا تحظي بإجماع وطني  زاد حدة الجدل والاستقطاب، استقطاب استخدمت في كل الوسائل ولم يكن الفن بمنأ عنه بل كان إحدى مميزاته اللافتة في تمازج غير مألوف للفن مع السياسة في موريتانيا

 

 

الفن والسياسة موسم التلاقي

صحيح أن الفن والسياسة في موريتانيا يلتقيان في الفترة الانتخابية عندما يتم استغلال الفن للدعاية الانتخابية وهذا شيء معهود في مواسم الاستحقاقات الانتخابية ولم يعد يلفت النظر كما يلفتها المنعطف الجديد او الظاهرة الجديدة

 

الفنان والشأن العام..المشاركة المتأخرة

لطال ما لاحظ بعض من المثقفين الموريتانيين على طبقة الفنانين أو "إكاون" ابتعادهم عن الشأن العام والتفاعلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بل واعتبرهم البعض جزء من المنظومة التقليدية، باستثناءات قليلة، غير أن الكل يتفاجئ حاليا بهذا الاهتمام بشأن العام وتوجيه رسالة الفن صوب السياسة، ومن فجائية الظاهرة وتزايدها ووقتها يطرح المتتبع للشأن عديد أسئلة ذات أبعاد عدة سياسية وثقافية واجتماعية  عن الأسباب والدوافع وغيرها

 

 

فرقة أولاد لبلاد وبدعة الفن المعارض في المهجر

 

كانت فرقة أولاد لبلاد لموسيقى الراب المشهورة محليا أول من اخترع الصوت المزعج القادم من المهجر وجر الموسيقى نحو المعارضة وذلك عندما لجئ أعضاءها إلى السنغال بعد اتهام أحد أعضاءها بالاغتصاب لتصدر أغنية تهاجم فيه الرئيس الحالي وتصف السلطة الحاكم بالعصابة ووجدت أغنيها صدا واسعا توج بالاتصال برجل الأعمال المعارض والمقيم في المغرب محمد ولد بوعماتو وباتت تصدر بين الفينة والأخرى أغانية معارضة

 

أغاني للتعديلات وأخرى ضدها

تكد تخلو مبادرة داعمة لتعديل الدستور من أغنية أو نشيد تصدح فيه فنانة أو فنان بكلمات شعرية مطالبة بتعديل الدستور كتبها شاعر ولحنتها فرقة موسيقية من الفنانين الموريتانيين

في مضامين تبدو الأغاني متباينة تباين مواقف الطيف السياسي فكما تبالغ لكليبات المعارضة للتعديل على إظهار مساوئ النظام وتسليط الضوء على الظروف المعيشية وإظهار الجنب السلبي للتعديلات والجدل القانوني الذي تطرحه تحرص كل مبادرة داعمة للتعديلات الدستورية على إنجاز نشيد محشوى بالعبارات الممجدة للنظام القائم والمفصلة لإنجازاته وتم حتى الآن إنجاز عديد الأناشيد من أغلبهم للفنانة أبتي منت أنكذي أو فنانة عزيز كما يحب البعض أن يسميها

 

 

 

على الجانب الآخر سارت قافلة فنانين درب اولاد لبلاد داخل البلاد وخارجها فأنتجت عدد من الأغاني ولكليبات لمناهضة لتعديل الدستور.

 "حكم ضميرك" للفنان الشيخ ولد ىب هي إحدى الأغاني الرافضة لتعديل الدستور وتحث البرلمانيين على تحكيم الضمير وقت تناول موضوع التعديلات الدستور وتدعوهم إلى رفض تغيير العلم والنشيد، لكنها ليست الوحيدة فقد أنتجت صيحفة تقدمي الألكترونية المعارضة فيديو كليب بعنوان “نشيدي نختيرو..” بالتعاون مع مجموعة  من الفنانيين الموريتانيين

 

كما شهد مهرجان نظمه منتدى المعارضة حضورا فنيا  لافتا  حيث غنى كلا من الفنان الشيخ ولد آبه وفؤادي ولد همد فال بأغان معارضة لتغيير الدستور الموريتاني ورافضة له

وتتحدث مصادر عن أغنية جديدة لعضو الحزب الحاكم ومجلس الشيوخ وفنانة التكتل سابقا المعلومة منت الميداح لأغنية جديدة لم تعرف بعد طبيعتها.

 

أما الحكم على هذا الحراك الفني السياسي بالسلبية أو الإيجابية فأتركه للمتخصصين مع الإشارة إلى أن بعض المصادر تتحدث عن جهات تقف وراء سلسلة الأغاني المناهضة لتعديل الدستور ما ينعي أنها قد لاتكون صحوة فنية تكون بداية لمشاركة الفن برسالته المهمة في الشأن العام وليس الاقتصار على الأغاني الوطنية في مناسبات تخليد الاستقلال على أهميتها.

 

 

الفيديو

تابعونا على الفيس