يعتبر الشذوذ والانحراف جزء من تكوين الإنسان منذ نشأته إلى اليوم وكغيره من الظواهر الاجتماعية أخذت السحاقية لها مكانا في خارطة العقل البشري منذ القدم وإلى اليوم فإن ردت قديما إلى الإغريقية سافو فإنها اليوم أصبحت لا تعرف حدودا ولا زمانا ولا مكان فأينما وجد اجتماع بشري فرضت المشاكل الاجتماعية نفسها كجزء منه والسحاقية التي درج الكثير من المفكرين إلى تعريفها ودراستها وهي عملية قائمة بذاتها لها طريقتها وأسبابها ودوافعها وقد صنف الجانب النفسي أحد أهم مسبباتها كالاعتداءات الجنسية وغيرها بينما هناك أسباب مكتسبة كالممارسة للمتعة أو التجريب ثم تتحول إلى جزء من حياة الأشخاص وإلى الآن لم تثبت علاقتها بالوراثة أو الجينات وإن كان الكثيرون يرون أن هذا الأمر راجح جدا فالمؤكد أن جل السحاقيات في العالم إما بأسباب نفسية خارج عن القدرة أو القصرية إن صح التعبير أو اكتسبها الفرد بذاته ومهما يكن فإن السحاقية باتت فعلا إحدى الظواهر الاجتماعية الطاغية والظاهرة في مختلف مجتمعات المعمورة وآخرها منظمات ومؤسسات داعمة ومؤيدة لحقوق النساء السحاقيات وحريتهن في الاختيار ففي إسبانيا مثلا أغلقت مراكز لعلاجها باعتبار أنها ليست مرضا بل حالة شخصية ولأصحابها حقوقهم كاملة في الممارسة والإشباع وغير ذالك كثير كسوهو في لندن وهو ما دفع بنا إلى دراسة هذه الظاهرة في مجتمعنا فإن لم تكن قد انتشرت بشكل كبير لظروف خاصة بالمجتمع الموريتاني فإن إرهاصاتها موجودة فعلا
أولا: الإطار المفاهمي:
ـ المثلية الجنسية : من المثل أي اشتهاء نفس الجنس بمعنى أن يشعر الشخص بانجذاب نفسى وعاطفى و غريزي نحو أشخاص من نفس جنسه وهذا المصطلح سائد الاستعمال في الكتب العلمية الغربية. ومصطلح المثلية الجنسية لا يعبر بالضرورة عن السلوك الجنسى للشخص، فالمثلية الجنسية ليست مرادفا لممارسة اللواط أو السحاق، فكثير من المثليين لا يمارسون اللواط أو السحاق بينما نجد الكثير من الذين يمارسون اللواط أو السحاق « متغايرين » جنسيا وليسوا ((مثليين )). لذلك يمكننااعتبار أن مصطلح "المثلية الجنسية" إنما يعنى الإنجذاب الجنسى والعاطفى للأشخاص من نفس الجنس.
السحاق: سحقت الشيء ، سحقه سحقا، إذا دققته ، وأسحق الرجل إسحاقا إذا بعد،
فالسحاق والمساحقة لغة واصطلاحا: فعل النساء بعضهن ببعض وكذالك المجبوب بالمرأة يسمى سحاقا.
الجانب التاريخي:
وكما أن الزواج يقي الرجال من التورط في الزنا والشذوذ الجنسي ـ غلبا ـ فكذالك أنه أيضا يقي النساء من الفاحشة والشذوذ الجنسي والمساحقة قسيمة اللواط في الرجال وهما من أكبر الجرائم، وكلتا الجريمتين قد ابتدعتا في وقت واحد، ومكان واحد ، وأهل قرية واحدة وهم قوم لوط، الذين أفضنا الحديث عنهم من قريب كما يسمى اللواط في اصطلاح اليوم الشذوذ الجنسي يسمى قسيمة السحق "بالجنس الآخر" أو " الجنس الثالث ".
وتعتبر البداية الحقيقية للسحاق مع الشاعرة الإغريقية سافو وتعتبر ربة هذا المذهب الجنسي حقا حتى أصبحت " السافوية " إحدى أسماء السحاق ثم توسعت الخريطة حتى شملت بلدان لأوروبا ففي روما اشتهرت نساء ( أغريبتا ـ ياسا ـ ترجييا ) بممارسة السحاق في الحمامات أما في فرنسا قد ظهرت جمعية سرية تسمى بنات سافو اشتهرت بممارسة السحاق في معبد ( فسنا ) وذكر أن الشرق لم يخلوا من بنات سافو فقد ظهرت في كل من الصين والهند.
أما عند العرب فإن كانت البداية مع نساء قوم لوط فيرد أبو القاسم حسين بن محمد الراقب الأصفهاني السحاق في عرب الجاهلية إلى رقاشة بنت الحسن اليمانية عند زيارتها زوجة النعمان بن المنذر هند بنت عامر بن صعصعة المعروفة بجمالها فشغفت بها وتردت شائعات عن ممارستها السحاقية وإن كان السبب في ذالك غياب الملك النعمان .
أسباب انتشار السحاق في عالم اليوم:
إن للوضعية المزرية التي يعشها المجتمع ( بشكل عام والأسرة بشكل خاص والمرأة تحديدا) دورا كبيرا في ما يسمى بالعجز الجنسي أو الفتور بين الزوجين وما ينتج عنه، حتى بالنسبة لغير المتزوجين فهناك عجز اجتماعي في مجتمعاتنا العربية مقابل حرية عمياء في الغرب وحالة التطرف هذه كانت السبب في كثير من الشذوذ النفسي والعقلي والجنسي ... وغيره وبالنسبة للشذوذ الجنسي والسحاق منه بالنسبة للنساء ففي الغرب مثلا هناك انفتاح تام فالسحاق هو حرية شخصية سواء كانت السحاقية اكتست أو أصيبت جراء أسباب خارجية عنها درجة أن هناك عالم خاص للشواذ أو السحاقيات وأماكن معروفة للممارسة وأما في ما يتعلق بالعالم العربي يرى أحد الدكاترة المصرين أن من أهم أسبابه تقلد حرية الأفراد برؤية والعيش في ماحولهم فالبنات محجوبات عن العالم الآخر ( المدرسة بنات للخروج بناة لرفقة بنات ) وفي الأخير الإنسان هو الإنسان والإشباع جزء من تركيبته السيكولوجية وهو بحاجة إليه بأي وسيلة وفي أي ظروف كما أن هناك أسباب نفسية وشخصية تتميز بها كل حالة وإن كان بعض المفكرين العرب يرى أن الانفتاح على الغرب أحد هذه الأسباب هذا مع الاعتداءات الجنسية التي يعترض لها الأشخاص والأزمات العاطفية...
أنواع السحاق:
ينقسم السحاق إلى نوعين :
ـ النوع الأول : فطري، بمعنى يولد الإنسان وهو يميل إلى جنسه. والسبب يرجع إلى ارتفاع هرمون الذكورة أو الأنوثة.
ـ النوع الثاني : مكتسب، وله عدة أسباب ليس لتربية أي دخل فيها كما جاء في بعض ردود الجهلة هنا.
دعونا نركز على النوع الثاني في المجتمعات العربية والإسلامية بالذات. عادة ما ينتشر الشذوذ في المجتمعات المنغلقة والتي يكثر فيها الفصل بين الجنسين...وأعتقد أن السعودية قد حطمت الرقم القياسي بذالك.
الإنسان يحتاج (الجنس) كحاجته للأكل والشرب. فإن لم يجد ما يأكله سيضطر إلى أكل أي شيء يسد به رمقه.
إذا لم يجد الرجل الأنثى في حياته فستتحول رغبته الجنسية نحو الذكور إذ أنهم هم الأقرب إليه والأسهل... وكذالك الحال بالنسبة للإناث.
الهوية الجنسية:
تعريف الذات لجنسيتها في ما يتعلق بميولها الجنسي أو العاطفي، إذا كانت تميل لنوع اجتماعي مماثل لنوعها أو مختلف عن نوعها: مثلية مغايرة، أم آخر. لا يتعلق تعريف الشخص مالهوية الجنسية بتعريف هوية الشخص الآخر في العلاقة. كما تتكون الهوية الجنسية من خمسة عناصر أساسية هي: الجنس البيولوجي، النوع الاجتماعي ، الدور الاجتماعي، الميول الجنسية والسلوك الجنسي.
الجنس البيولوجي:
يتحدّد الجنس البيولوجي بواسطة الجينات الوراثية والهرمونات.
النوع الاجتماعي:
النظرة الموضوعية لدى الذات بتعريفها هل هي رجل أم امرأة.
الدور الاجتماعي:
نظرة المجتمع إلى الذات وتحديد تصرّفها وسلوكها، مظهرها ودورها فيه.
الأنوثة والذكورة:
يعود هذان المصطلحان إلى مجموعة سلوكيّات، شكل جسمانيّ أو اهتمام اجتماعي ما.
الميول الجنسية:
هو الانجذاب الجنسيّ الأساسيّ والفطريّ، العاطفيّ والحسّيّ. مع أفراد نفس الجنس أو مع الجنس الآخر.
أضرار السحاق:
السحاق بطبيعة الحال هو ملامسة والتقاء مباشر للأعضاء التناسلية لطرفين من الإناث، ومعلوم أن هناك كثير من الأمراض التناسلية كالهربس والسيلان والزهري والايدز وكذالك الأمراض الجلدية الكثيرة مثل التقرحات والطفيليات وغيرها تنتقل عن طريق ملامسة أو التقاء الأعضاء التناسلية لأنثيين مع بعضهما.
ثانيا: منهجية الدراسة:
عموما يهتم هذا البحث بالبحث في ظاهرة السحاق و لاستكشاف بعض جوانب هذه الإشكالية قد تم اعتماد المنهجية التالية.
أدوات الدراسة:
تم استخدام أداة واحدة في هذه الدراسة ، وهي المقابلة
مقابلة مع السيدة:آمنة بنت المختار رئيسة منظمة معيلات الأسر:
وقد شملت هذه المقابلة أسئلة عن جوانب متعددة كالجوانب الاجتماعية الاقتصادية والنفسية ومن أهم أجوبتها:
ـ السحاقية تنتشر بشكل كبير في موريتانيا مؤخرا.
ـ هناك اتصال بين المجموعة السحاقية المحلية والعالمية ودللت على ذالك بدعوة في البيرو "حرية الزواج من أمريكا الجنوبية إلى موريتانيا".
ـ أكدت أن اغلب هؤلاء النسوة من الطبقة الثرية.
ـ في موريتانيا هي عبارة عن منظمة سرية ولا تكشف عن وجهها.
ـ أهم أسبابها هو الانفتاح الثقافي على العالم.
ـ تحدثت عن " برتماهات في تفرغ زينة كأماكن لممارسة السحاق.
ـ ترى أن الظاهرة تنتشر عبر المثقفات .
ـ هي من مكانها كحقوقية لا ترى مانعا من حق الزواج للكل.
ـ وترى أن الخصوصية الاجتماعية وفقدان الشجاعة"القيد الاجتماعي" حسب رأيها يمنع هؤلاء النسوة من الظهور علنا.
ـ تحدثت عن مداهمات للشرطة مما يفرض تنقل الأماكن المخصصة للسحاقية.
ـ كما ذكرت للاستئناس قصة عن ممارسة في أحد البيوت الموريتانية.
ـ امتنعت عن الحديث عن أماكن أو شخصيات.
وفي الاخير على الكل ان يحترس من هذه الظاهرة الدخيلة على الامة الاسلامية بشكل عام والموريتانين بشكل خاص ووالله لانه لمنكر انكرناه ونشهد الله أننا ننكرها ونستنكرها ، هذه الطاهرة حرام بحت وديننا الحنيف يدينها وكذا فاعلها وهذا لعمري لقمة الانحراف والشذوذ.