يعتزم وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، حث روسيا على التوقف عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجوم يُعتنقد بأن شُنّ بأسلحة كيماوية على بلدة خان شيخون، الأسبوع الماضي.
تأتي زيارة تيلرسون إلى موسكو وسط تصاعد التوترات بين البلدين.
كانت روسيا قد دانت الغارة الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية التي قالت واشنطن إنها رد على "الهجوم الكيماوي".
ومع ذلك، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة "لن تذهب إلى سوريا".
ورفضت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى مقترحا بريطانيا بفرض مزيد من العقوبات على روسيا.
وسيعقد تيلرسون محادثات مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بعد تحذيره من أن روسيا تخاطر بأن تصبح منعزلة في منطقة الشرق الأوسط بسبب دعمها الأسد.
كما قال وزير الخارجية الأمريكي إن الرئيس السوري قد لا يضطلع بأي دور في مستقبل البلاد.
ومع ذلك، يقول مراسل بي بي سي في موسكو، ستيف روزنبيرغ، إن الأسد هو الحليف العسكري الرئيسي لروسيا في الشرق الأوسط، وإن تيلرسون ربما يتوجب عليه إعادة التفكير في اعتقاده بأنه قد يضعف دعم موسكو له.
كذلك يقول البيت الأبيض إن روسيا تحاول تجنب تحمل المسؤولية عن الهجوم الكيماوي الذي راح ضحيته شخصا بينهم عدد كبير من الأطفال.
ويقول تقرير للاستخبارات الأمريكية إن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية خلال غاراتها الجوية على بلدة خان شيخون الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
ويوم الثلاثاء، قالت وزارة الصحة التركية إن غاز السارين الذي يدمر الأعصاب استُخدم في الهجوم على خان شيخون.
وتنفي سوريا الاتهامات، وحمّلت روسيا بدلا من ذلك المعارضة المسلحة مسؤولية الهجوم، وقالت إن المسلحين كانوا يخزنون أسلحة كيماوية قُصفت في الغارات.
ويعتزم مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، التصويت على مشروع قرار اقترحته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يطلب من الحكومة السورية التعاون مع التحقيقات بشأن الهجوم الكيماوي.
كذلك دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل.
ويوم الثلاثاء، قال بوتن إن "هجمات كيماوية وهمية" يُحضر لها الآن في مناطق أخرى بهدف تحميل الحكومة السورية المسؤولية عنها.
وأضاف أن رد فعل الغرب على هجوم خان شيخون يذكره بعام 2003 "عندما كان مندوبو الولايات المتحدة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يستعرضون ما قالوا عنه إنه أسلحة كيماوية عُثر عليها في العراق. لقد رأينا كل ذلك بالفعل."
وفي وقت سابق، شارك تيلرسون في اجتماع مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى الذي انعقد في مدينة لوكا الإيطالية بهدف التوصل إلى موقف موحد بشأن الصراع في سوريا قبل زيارته إلى موسكو.
لكن الاختلافات طرأت عندما اقترح وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، فرض عقوبات على شخصيات عسكرية سورية وروسية بسبب الهجوم الكيماوي.
وقال وزير الخارجية الإيطالي، أنجلينو ألفانو، إن وزراء المجموعة تريد إشراك روسيا واستغلال تأثيرها على الأسد.
لكن تيلرسون حصل على تأييد لضربة بلاده الجوية الانتقامية على سوريا، التي قال إنها كانت ضرورية لمنع سقوط أسلحة كيماوية في أيدي جماعات جهادية.
وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، تذاع الأربعاء، قال الرئيس ترامب إنه "ليس لديه نية لشن حرب في سوريا."
وأضاف: "نحن لن ندخل سوريا".
ومضى قائلا إنه شعر بضرورة التصرف بعدما انتهكت الحكومة السورية اتفاقا أبرمته مع إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، بتدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية.
ومن المقرر أن يزور وزيرا خارجية سوريا وإيران موسكو في وقت لاحق من هذا الأسبوع لإجراء محادثات، وفق ما أعلنته الحكومة الروسية.