استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جينبينغ في منتجعه الخاص في ولاية فلوريدا في أول قمة تجمع الزعيمين.
وقال ترامب إن "صداقة" قد نشأت بينه وبين الرئيس الصيني بعد أن تناولا العشاء في منتجع "مارالاغو".
ومن المتوقع أن يطلب الرئيس الأمريكي الضغط على نظيره الصيني لاتخاذ إجراءات ضد كوريا الشمالية، بينما سيسعى الرئيس الصينيللحصول على تطمينات أمريكية بشأن تايوان.
واعتبر ترامب أن هذه القمة "ستكون صعبة جدا". وكان الرئيس الأمريكي اتهم الصين بـ"اغتصاب الولايات المتحدة" في تصريح له العام الماضي.
وكان ترامب أكد خلال حملته الانتخابية أن العجز التجاري الهائل وفقدان الوظائف في الولايات المتحدة لم يعد أمرا يمكن تحمله. لكنه وخلال العشاء الذي أقيم الخميس مع الرئيس الصيني كانت الابتسامات فقط هي السائدة في ظل حضور زوجتي الزعيمين، سيدة الصين الأولى بينغ ليوان، وسيدة أمريكا الأولى ميلانيا ترامب.
لكن الغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية السورية في مدينة حمص ردا على هجوم يُعتقد بأنه كيمياوي أوقع ضحايا في إدلب خيمت بشكل كبير على المحدثات.
وستوجه جميع الأنظار إلى لغة الجسد بين الزعيمين، أحدهما قطب بارز في الحزب الشيوعي الصيني يُعرف عنه حديثه الهادئ، والثاني قطب عقارات في مانهاتن يُعرف عنه أسلوبه الفظ والصارخ.
وبالرغم من حديثه الفظ خلال حملته الانتخابية عن الصين، فإن ترامب لم يُقدم حتى الآن على تنفيذ تهديده بتصنيف الصين رسميا كدولة "تتلاعب في العملة"، أو معاقبتها بفرض رسوم على الواردات صينية.
ويأمل أنصار الرئيس الجمهوري من الطبقة العاملة في أن يترجم ترامب انتقاداته خلال حملته الانتخابية ضد الصين إلى مكاسب حقيقية لعمال المصانع الأمريكيين.
وتمثل كوريا الشمالية واحدة من القضايا الأكثر إلحاحا للولايات المتحدة في ظل مساعي بيونغيانغ لتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات يستطيع توجيه ضربة نووية للساحل الغربي للولايات المتحدة.
ونفذت كوريا الشمالية تجربة إطلاق لصاروخ متوسط المدى في بحر اليابان يوم الأربعاء، وهي الأحدث في سلسلة
تجارب إطلاق أجرتها بيونغيانغ.
ورغم أن بكين نددت بالتجربة الأخيرة والتجارب الصاروخية السابقة، فإنه حتى الآن لم تعزل جارتها خشية أن يؤدي انهيار النظام الشيوعي في كوريا الشمالية إلى أزمة لاجئين ويُقرب الجيش الأمريكي من حدودها.
ويتوقع أن يطلب ترامب من الرئيس الصيني الضغط بشدة على كوريا الشمالية لوقف برنامجها النووي من خلال منع بيونغيانغ من التعامل مع المؤسسات البنكية.
وقال الرئيس الأمريكي في تصريح لصحيفة "فاينانشال تايمز" هذا الأسبوع إنه مستعد للتحرك منفردا ضد كوريا الشمالية، قائلا "إذا لم تحل الصين (مشكلة) كوريا الشمالية، فسنحلها نحن."
وقال مسؤول بارز في البيت الأبيض إن بيونغيانغ ستمثل اختبارا رئيسيا للعلاقة بين ترامب وجينبينغ.
وأضاف: "الوقت ينفد سريعا جدا، وجميع الخيارات متاحة على الطاولة بالنسبة لنا."
وعلى الجانب الآخر، سيسعى الرئيس الصيني إلى الحصول على تطمينات من ترامب بشأن مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان، التي تعتبرها بكين إقليما انفصاليا ويجب عليها أن تنضم مرة أخرى إلى البر الرئيسي.
وأثار ترامب غضب الصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي حينما اتخذ خطوة غير تقليدية باستقبال مكالمة هاتفية من الرئيس التايواني.
لكن الرئيس الأمريكي تراجع ووافق لاحقا على سياسة "الصين الواحدة" في اتصال مع نظيره الصيني في فبراير/شباط الماضي.
وستُثار خلال الاجتماع أيضا قضية التغير المناخي والتي وصفها ترامب بأنها خدعة صينية، بالإضافة إلى بناء الصين جزرا صناعية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
وتجمع بعض المحتجين في الشوارع يوم الخميس للإعراب عن رفضهم سياسة الصين في بحر الصين الجنوبي.
وسيختتم الرئيس الصيني زيارته بغداء عمل اليوم الجمعة.