أثار القرار الذي اتخذه الرئيس الإيفواري الحسن وتارا بمشاركة جيش بلاده في الحرب ضد تنظيم بوكو حرام المسلح انقسامات في البلاد، بين أوساط واسعة من الطبقة السياسية المساندة لهذا القرار تؤمن بوجوب الاستباق ونقل الحرب ضد العدو على أرضه، وبين من يعتبر ان الوضع الأمني في كوت ديفوار، المقبلة على انتخابات رئاسية في أكتوبر المقبل، لا يسمح بالدخول في حملة عسكرية.
"جووال نغيسان" الناطق باسم الحزب الحاكم "تجمع الجمهوريين" أشاد بقرار إرسال كوت ديفوار لقواتها المسلحة لمعاضدة التحالف الإقليمي في الحرب ضد التنظيم النيجيري قال : "بوكو حرام تشكل اليوم آفة للمنطقة. نعتقد ان قرار رئيس الدولة منطقي لا سيما وأن عددا من قادة الدول قاموا بإرسال جنود على الأرض، لا أحد يمكنه أن يكون في مأمن من أعمال وتهديدات بوكو حرام، بما في ذلك كوت ديفوار، فالوقاية خير من العلاج".
ويذهب "إيجيمول أوشي فيكتور"، أحد رجال العمال النيجيريين المقيمين في ابيدجان العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار في هذا الاتجاه حين قال في تصريح للاناضول "اعتقد أن الرئيس الإيفواري قد اتخذ قرارا مناسبا حين قرر تقديم الدعم لشقيقه ونظيره محمدو بخاري لأنه عبر نشر القوات العسكرية في إطار مسار الحرب ضد بوكو حرام، إنما هو يقوم بإنقاذ كوت ديفوار كذلك".
ويمضي "فيكتور في تحليله بالقول: "اليوم، نيجيريا هي الوحيدة التي تتعرض إلى الهجمات البربرية لبوكو حرام، في المستقبل، من الممكن أن يهاجموا دولا أخرى، فلنتذكر انهم هاجموا الكاميرون والتشاد وغيرهما وليست كوت ديفوار او دول إفريقية أخرى في مأمن من ذلك.
من جانبه، عبر رئيس الرابطة الإيفوراية لحقوق الإنسان "أدجوماني كوامي" عن رغبته في رؤية المسؤولين الإيفواريين "يركزون على ضمان أمن الانتخابات قبل أي شيء آخر".
واسترسل "كوامي" بالقول: "لقد تفاجأنا بهذا القرار لأننا نعتقد أن ما هو مهم بالنسبة لنا اليوم هو تأمين المواعيد الانتخابية القادمة، ينبغي التركيز على أمن الانتخابات الرئاسية لـ أكتوبر 2015".
وإن كان موقف بعض الإطارات الحكومية داعما لمشاركة كوت ديفوار في حربها ضد بوكو حرام فإن بعض مناصري الرئيس واتارا لا يعتبرون ان هذه الحرب ضرورية بالمرة.
يقول مدير شركة النقل الوطنية "ألمامي توري" احد المناصرين لواتارا إنه لا يتفهم القرار الذي اتخذه الرئيس: "هل هاجمت بوكو حرام كوت ديفوار؟ لم ننته بعد من تسوية مشاكل المصالحة والانتخابات وغيرها من المشاكل، فكيف نتحدث عن عن بوكو حرام".
عدم تفهم قرار الرئيس الإيفواري امتد إلى الشارع النيجيري وتقاسمه عدد كبير ممن استجوبتهم الأناضول ومن بينهم "ميشال كوفي" فني في الهوائيات ينتمي إلى صف المعارضين لقرار المشاركة في الحرب يقول للاناضول: "بوكو حرام لم تقم بشيء ضدنا، لا ينبغي استفزازهم حتى لا ينقلوا عملياتهم إلى هنا، إمكانياتنا الأمنية لا تسمح لنا بمواجهتهم، بلدان مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية تتعرض باستمرار إلى هذه العمليات، لسنا نحن من سنقدر على تجنب ذلك".
أما في صفوف الجيش فإن الآراء بشأن هذه الحرب تبقى في حدود الدبلوماسية.
المقدم "أبودو فرانسيس"، رئيس قسم الاتصال بصلب الجيش الإيفواري يقول عن ذلك للأناضول: "لا يمكنني أن أعلق على ذلك، أنا عسكري و أتبع تعليمات قادتي، رئيس البلاد، القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيفوارية قرر إرسال قوات للحرب على بوكو حرام أمام المجازر التي تقوم بها هذه الطائفة، إذن سنذهب"