بعد نقاشات طويلة على مدى الأيام الخمسة الماضية، أصدر البرلمان الباكستاني قراراً ينصّ على عدم التدخل في الصراع اليمني، ورفض الإنضمام إلى عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية وحلفائها ضد الحوثيين في اليمن.
وشدّد البرلمان على أن القوات الباكستانية، ستدافع عن أمن السعودية وإستقرارها إذا تطلب الأمر، ولكنّها تعمل حالياً من خلال استخدام جميع القنوات الدبلوماسية، لحلحلة الأزمة اليمنية عبر الحوار.
كما أشار القرار إلى دعم الشرعية في اليمن، وإدانة أعمال جميع الجماعات القتالية، التي تسببت في إسقاط الشرعية وخلق الفوضى في اليمين، مضيفاً أنّ إستمرار الوضع الحالي في اليمن قد يتسبب في إرباك المنطقة بأسرها، لذا لابد من التصدي لها.
ووعد البرلمان الباكستاني باتفاق جميع أعضائه بحماية الأراضي السعودية، والقوف أمام أي تحدٍ أمني يستهدف أمن وإستقرارالمملكة. ولكن في الأزمة اليمنية ستقوم باكستان بدور الوساطة مع دول المنطقة، لإعادة الشرعية إليها، والقضاء على الوضع الراهن، الذي يضرّ المنطقة بأسرها.
البرلمان أعرب أيضاً، عن قلقه الشديد إزاء الوضع المتأزم في اليمن، نافيا ًوجود أي صراع طائفي. ولفت إلى أن أساس الصراع هو إسقاط الشرعية بيد جماعات مسلّحة.
"
وعد البرلمان الباكستاني باتفاق جميع أعضائه بحماية الأراضي السعودية
"
ويرى المراقبون أنّ الحكومة الباكستانية، كانت ترغب في الإنضمام إلى عملية "عاصفة الحزم"، الأمر الذي طلبته السعودية عند زيارة وفد باكستاني إلى الرياض الأسبوع الماضي، ولكن بسبب الضغوطات المتزايدة عليها من قبل الأحزاب السياسية والدينية بعدم الإنحياز إلى أطراف الصراع في اليمن، لجأت الحكومة إلى دعوة جلسة خاصة للبرلمان الإتحادي، لمناقشة الموضوع وأخذ قرار نهائي بهذا الشأن.
لاشك أن رفض طلب السعودية قد يؤثر على العلاقات بين إسلام اباد والرياض، إذ أنّ الأخيرة تعوّل كثيراً على باكستان، خاصة في الشؤون الأمنية، ولكن باكستان تخاف من أن يكون لتدخّلها أثار عكسية على الوضع لاسيما أنّها تعاني من صراعٍ طائفي منذ فترة. كما وأن الإنضمام إلى العملية قد يتسبب في تدهور العلاقات الإيرانية الباكستانية، وهو ما لا ترغب فيه إٍسلام اباد.
-