إطلاق مشروع وطني موريتاني جديد

اثنين, 03/13/2017 - 13:02

عندما اخترنا تلك العبارة كنا ندرك أنها تترك لدى القارئ  مساحة من الترقب .

تركنا ذلك السؤال للشعب الموريتاني ، ليكرس بعض الجهد ويقف مع نفسه لحظة من التاريخ للإجابة عليه .

ماهو المشروع الوطني ؟

يعتقد الكثيرون أننا سنجيب على هذا السؤال .

لكننا في حقيقة الأمر نطرحه .

 

بعيدا عن التبعية الإيدولوجية  والحزبية والجهوية  والقبلية .

وبعيدا عن طموح المنفعة والثراء .

 

طرحنا السؤال لنفتح الباب أمام عجزنا أن يقتدر و يلم شتاتنا بعضه ، ونجتمع في مساحة خارج التعريفات .

علنا نستطيع الإجابة .

 

المشروع الوطني ، هو تعريفنا كأمة ، قبل انتماءاتنا ، وقبل خياراتنا الحزبية والفكرية والعرقية .

 

هو مانقدسه جميعا ونرفع أيقوناته على شرفات منازلنا وواجهات مبانينا ، دون أن يمر موريتاني لا يشاركنا الإعتزاز به .

 

المشروع الوطني هو اعتذارنا منا لنا .

عن عقود من التبعية لكل شيء إلا لما يوحدنا .

هو رؤية لا تحركها الولاءات ولاتشحنها الحسابات .

هو نزوع نحو اكتشافنا كشعب يريد ، ويحدد ما يريد .

نريد أن نلتقي على تعريف جامع ومطالب وطنية ، ننطلق بها نحو تحزباتنا وزوايانا المختلفة للرؤية .

المشروع الوطني ، هو هدنة من تراشق أبناء الوطن الواحد بحصى الأيديولوجيا والعرق و طموح الساسة واستثمار رجال الأعمال .

 

إنه رؤية وقراءة لما ألم بنا من تمزق عمودي وأفقي ، حتى أصبحت نخبنا غرفة تحليل ووقود صراع عالمي ، تسرطن فيه الوطن بالولاء للتيارات العالمية  والحسابات المحلية .

 

الكل يشكك في الكل ، والكل يخاف الكل ، والكل يضمر للكل .

 

شباب مزقته تركات الماضي دون تصور للحاضر ولا ترتيب للمستقبل .

 

مطالب فئوية وجهوية وقبلية وشخصية وحزبية ، ولا مطالب وطنية .

حتى أصبحت حنفية ماء لقرية من آلاف القرى العطشى ، مطلبا لحزب بعينه ، وأخرى في قرية أخرى مطلبا لحزب آخر .

ومطالب لكل عرق بوكلاء حزبيين ومثقفين وإعلاميين .

ومطالب الإصلاح بضاعة تتحول بفعل الثمن إلى متحققة بفعل المشتري .

 

معارضات توالي مقابل مكسب أو تعيين .

وموالاة تعارض تسمينا لأدوات الضغظ وانتظارا لثمن أكبر .

 

لا مبادئ تحكم الفرد ولا المؤسسات .

غير التنفع والتربح .

 

نؤمن في المشروع الوطني أن الفساد السياسي نابع من أزمة اجتماعية أخلاقية .

ولا سبيل لعلاجه بالتباكي على منتخب ول بمناصاة منقلب.

نؤمن بأنه حيثما وجد فراشٌ فاسد ،يوجد رئيس أو وزير فاسد .

وأنه حيثما وجدت حكومات وأحزاب فاسدة ، يوجد ناطقون بالحق يننتظرون ثمن أقلامهم ونضالاتهم .

 

نحن جميعا يرقات فساد تنتظر فرصة شق شرنقتها ، ولكل منا ثمنه في سوق تنخيس المبادئ .

لأننا أبناء رحم واحد ، ولا ينتظر أحدنا من زوجته توبيخا حين يثرى من وظيفة لا تسد رمق حاجاته .

لأننا جميعا لا ننتظر من أطفالنا أن يخجلوا منا ونحن ندفع المليارات تحت وطأة الفضيحة .

 

لأننا جميعا لا نغير ولا نعدل اعتباراتنا لمن ينتهكون حرمة الأمانة والأخلاق .

 

في المشروع الوطني ينبغي أن لا نكون معارضة أو موالاة .

لأن قضيتنا ليست مع الطيف السياسي ، وإنما في الرحم التي أنجبته فاسدا وأنجبتنا مشاريع مفسدين .

 

قضيتنا مع القيم التي نصدر عنها جميعا ، وتدفع بعاطل عن العمل أن يكسر قلمه ويحط عبئ مبادئه حين يحظى من قريبه بوظيفة .

قضيتنا مع القيم التي تجعلنا نلعن الفساد وندخل أيدينا في جيوبنا لننعش اقتصاد النافذين لقاء تسريع ملف أو توقيعه .

 

المشروع الوطني باختصار شديد

هو لملمة لوعينا الوطني ، وتقدم نحو صناعة قيم تحتضن الاصلاح السياسي والاداري .

 

هو رؤية أخلاقية وطنية ، تؤمن بأن الإشكالات الوطنية أعمق من هرولة الطامحين وأنين المغلوبين على أمرهم .

 

نحتاج لكم دون التنازل عن توجهاتكم ولا الاستقالة من أحزابكم .

 

لأننا نريدكم سفراء للضمير الوطني أينما حللتم .

 

لهذا ، و لهذا فقط

قلنا ولا زلنا نقول أن المشروع_الوطني_املنا

 

و على من ينتظر أن يكون شريكا في الإجابة على سؤال ” ماهو المشروع الوطني ”

أن يتواصل معنا .

 

محمد أفو

أمين التعبئة والتأطير بالمشروع الوطني

 

 

المصدر : الخبر المغاربي 

الفيديو

تابعونا على الفيس