مخطئ من يسمي هذا السوق الذي يبيع فيه الأدباء والكتاب الموريتانيون أنفسهم اتحادا... وهل هو إلا سوق للصفاقة تباع فيه الكلمة بثمن بخس ويصاب فيه الكهول بمرض الهذر "ردت رترت" وينسلخ فيه الشباب من قيم التحرر وينسحبون لواذا من دفع ضريبة الكلمة...
كذب من قال إننا نملك اتحادا إنما هو حانوت من حوانيت الألم، السيادة فيه لمن رضي من حق الأدب بلقمة العيش.. هل رأيتم معاشر أدبائنا وكتابنا وهم يتمترسون وراء يافطات الجهوية، ويتبادلون الشتائم طلبا للرياسة، ومتى كان الأديب أو الكاتب الحق يقيم وزنا للمناصب؟ خبروني بالله عليكم هل رأيتم أخسر في موازين الأدب والكتابة من تلك المنشورات المصابة بالكساح التي يصدرها الاتحاد.. وهل سجل التاريخ بين طياته أفظع من منظر أسراب الأدباء يلقي كل واحد منهم قصيدة مقابل 40000 ألف أوقية، لعلي ظلمت الاتحاد في هذه فمن أحسن حسناته تسعير الأدب في زمن ارتفاع الأسعار.
يصاب المرء بالكآبة حين يزور موقع اتحاد الأدباء وتكتسحه الرغبة في شنق الشعراء حين يسمع عن تناحرهم للنيل من القصعة...
يكتفي اتحاد الباعة بتخصيص بعض الجوائز النقدية باسم موتانا الأدباء لأحد أفراده، ويصرف بسخاء على دواوين لأحياء لا يستحق شعرهم إلا الصلب والنفي والتقطيع من خلاف...
سئمنا هذه المهزلة التي باسمها تقام المسابقة في ترويج "كلوريا " وانبسكيت سرقله" وباسمها يباع الشعر والأدب بثمن بخس في صفقة طرفها جنرال أو تاجر أو شركة ألبان...
سئمنا اغتيال الكلمة برصاص المجاملات والزيارات الكرنفالية والألقاب الفارغة... سئمنا اتحادا يهمش محمد الحافظ ولد أحمدو وادي ولد آدبه ومحمد الأمين ولد مزيد وبودرباله ولد البخاري... وغيرهم من من رضوا بنصاعة الكلمة ولم يأكلوا ثمنها...
سئمنا اتحاد الأدباء عنوانا يفيء إليه الفاشلون في الحياة، ويتعلم فيه الصغار بدايات الانحراف... سئمنا اتحاد الأدباء مخفرا للمخابرات و"البشمركة".
ما هو الشعر إن غدى بهلوانا
يتسلى برقصه الأمراء
ما هو الشعر حين يصبح فأرا
كسرة الخبز همه والغذاء
كل شعر معاصر ليس فيه
غضب العصر نملة عرجاء
لو بعث فينا محمد ولد ابن أو الشيخ ولد مكي أو غيرهما من من غبر لسطر في الاتحاد من هجائياته ما يفوق عد قصائد أهل الاتحاد في الترويج لشركات الاتصال.
سئمنا الاتحاد بنفس الأوجه ونفس المقر ونفس الرائحة... أيها الأدباء من أراد منكم أن نحترمه فليبتعد عن هذه القاذورات أو ليستتر بستر الله.