نظم منتدى بيت الحكمة بقاعة المتحف الوطني في العاصمة نواكشوط مساء الأحد 26 فبراير 2017، ندوة تحت عنوان: "تجديد الخطاب الديني، الشروط والإشكاليات"، وذلك بمشاركة واسعة من الباحثين والأساتذة الجامعيين المهتمين بهذا المجال.
وقال د.السيد ولد اباه إن المنظومة الفقهية التقليدية لم تعد قادرة على مواكبة المستجدات في العصر الراهن، مشيرا إلى أنه مع ذلك لا أحد يتجرأ على تجاوزها.
وتحدث ولد اباه عن محاولات بناء علم كلام جديد مع محمد عبده وطه عبد الرحمن وغيرهما، مشيرا إلى أن عمليات الإصلاح تعثرت لأنها ارتبطت بنمط الإصلاح المسيحي.
ولفت د.محمد إسحاق الكنتي إلى أن من وصفه بالخصم التاريخي هو من يتولى الآن تجديد الخطاب الديني، مشيرا إلى تراجع الدين القائم على الإيمان والطاعة مقابل الخطاب الديني وهو الدين في حدود العقل وهي عملية اختزال الدين في الدنيا، بحسب تعبيره.
وتحدث الكنتي عن ما قال إنه تمييع للجانب الديني في النفس البشرية وذلك باستخدام أفضل المفردات الدينية "الله" في المظاهرات السياسية وكوصلة يستخدمها باعة رصيد شركات الاتصال، ملفتا إلى أن ربط الصلاة بفوائدها الرياضية والصوم بما له من فوائد صحية والحج بوصفه زيارة للديار المقدسة، يفرغ هذه العبادات من دورها ويحولها إلى رياضة وصحة وسياحة.
أما الباحث د.يحيى ولد البراء فقد اعتبر أن الإشكال المطروح يتعلق بالإجابة على أسباب أزمة الخطاب الإسلامي في العصر الراهن وهل هي ناتجة عن عدم ملاحقة العلماء المسلمين للمستجدات أم عن قوة الصدمة التي عرفها العالم الإسلامي في القرون الأخيرة حين استيقظ المسلمون فجأة على آخر أقوى منهم ويفرض عليهم إملاءاته وهو الغرب.
وقدم ولد البراء نماذج على ضرورة تجديد الفقه الإسلامي ليواكب المستجدات العصرية؛ من بينها أن العصر الراهن يوضح أن مفهوم تقسيم العالم إلى دار سلم ودار حرب لم يعد كما هو، فتعريف دار الكفر حسب علماء الإسلام هي تلك التي لا يمكن للمسلم أن يقيم فيه شعائره، واليوم حتى في إسرائيل يمكن وجود مسلمين يمارسون شعائرهم.
من جهته اعتبر د.سيدي محمد ولد جعفر، أن المسلمين اليوم أمام المستجدات الحديثة أصبحوا بحاجة إلى مفتين من أبناء زمنهم وليسوا بحاجة لمن يرددون أقوال الأسلاف، مشددا أنه على الفقهاء أن يجيبوا على إشكالات ناتجة عن أحكام فقهية قديمة أو يعترفوا بأن هذه الأحكام لم تعد تتعلق بالمجتمع المعاصر.
وعن تجديد الخطاب الديني قال ولد جعفر إن الدين عبادات توقيفية وإيمان، وهو غير قابل للزيادة أو النقصان، مؤكدا أن الدقة في المصطلح تقتضي الحديث عن التجديد الفقهي وليس التجديد الديني؛ فـ "العقل الفقهي هو الذي يعيش مأزقا وليس الإسلام"، بحسب تعبيره.
الاخبار