قتل عزيز مؤسسات الدولة، وقتل الدستور والقانون، منذ وصوله بانقلاب فج على رئيس مدني منتخب وبأسباب وحجج واهية تساقطت الواحد تلو الآخر، ووقع عزيز فيها لاحقا بطريقة أسوأ مما أخذ على سيدي ولد الشيخ عبد الله. سواء تعلق الأمر بالأسفار أو بالبرلمان أو بجمعيات الأسرة الحاكمة، وزاد بعدم التصريح بممتلكاته الخ
لكن تجسد احتقار عزيز للدستور في تعاطيه مع مصدر التشريع (البرلمان) حيث انتهت فترة مجلس الشيوخ وزادت بالضعف تقريبا بالنسبة لبعضه، فالمجموعة الوحيدة التي تم تجديدها في ظل عزيز كان ذلك 2009، بينما لم يتم تجديد الثلثين الباقيين منذ انتخاب المجلس 2007، أي أنهما تجاوزا الفترة بحوالي 5 سنوات!
من المضحك المخجل أن النظام الانقلابي هذا يبرر ما يقوم به استنادا إلى تشريع قام به 2012 ببرلمان منتهي الصلاحية، وهو أمر لا يستغرب من نظام يقوده رجل يتبجح أمام الجميع أنه قادر على شطب الدستور وأنه فعل ذلك بالانقلابات، ولاهُ خايف ولاهُ مستحِ (كلام الرؤساء)!
كيف يقوم برلمان إحدى غرفتيه ماتت منذ سنوات بتعديل الدستور، أو المصادقة على آلية تعديل الدستور؟ أليس من المهازل والعبث أن نشرع بجهاز غير شرعي هو نفسه؟ إن الدستور الذي يقومون بتعديله يقول بعدم دستوريتهم هم أنفسهم.
ما يحصل الآن مجرد حلقة من سلسلة انقلابات عزيز وعدم "حيائه" في احتقار الدستور والشعب، وإلهاء المواطن العادي عن مشاكل المعاش والأمن والفساد المنتشرة في ظل هذا النظام الفاسد!