أحمد أو أحيمد كما يعرف في وسطه شاب موريتاني من ولاية لعصابة عاش وتربى فاقدا لطرفي الحنان|الأبوين، قذفت به الأقدار إلى نواكشوط العاصمة ليعيش حياة يطبعها التسكع قبل أن يتصل برجل كان بمثابة الحاضن الناقذ له من مآلات كانت ستكون من دون شك.
بدأت قصة أحيمد عندما عثر عليه ولي نعمته الحالي لأول مرة بالقرب من مكتبه وهو يلتحف السماء ويفترش الأرض وهو الروتين الذي تعود عليه مع صولات وجولات بين أصدقاء كونتهم مرارة يومياته ليكونوا الملجئ البديل لحنان والديه اللذين غادرا عالمه إلى غير رجعة
بدا الرجل يستفسر عن وضع لقطيه قبل أن تحرك قصته المأساوية مكامن الإنسانية فيه ليجد نفسه رغما عنه يعطف عليه، أخذه في البداية عامل عنده ومع الوقت زادت معرفته به رغم أنه لاقرابة دموية أو قبلية تجمع بين الإثنين ولاح ت تجمعهم العرق.
بدى الرجل شيئا فشيئا يأخذ دور الأب المربي للمراهق المسكين حيث اكتشف أنه بلا هوية داخل وطنه، بدى يسدي له النصائح ويكون منه شحصا صالحا وخصص له راتبا مع معونات ولم يبخل عليه في الملبس والرعاية قبل أن يطلب منه إثبات هويته بالإحصاء وهو القرار الذي رفضه الشاب كثيرا.
خوفا على مستقبله وتحسبا لكل الحالات أبسطها وفاة الرجل ورجوع الشاب لحياة التسكع في واقع اللاهوية رام الرجل أن يجبر أحيمد على إصلاح أوراقه وبالمتابعة اكتشف أن لديه أختا في الداخل يمكن أن يحصل على الأوراق عن طريقها فتكفل بتكاليف أوراقه ومصاريف نقله ليسافر بعيدا قبل أن يعود وقد أصبح مواطنا موريتانيا بالأدلة والأوراق المدنية.
كانت آخر نصيحة للرجل لأحيمد قبل يومين عندما أنجز له رخصة سياقة عليك أن تتعلم السياقة فأنا قد اموت وحتى تكون هذه البطاقة بمثابة الحرفة التي تمكنك من التكسب في حالة فقدان العمل.
اليوم يعيش أحيمد في رخاء نسبي وفي حياة طبيعية يعمل ويكسب بل سولت له نفسه مغازلة الفتيات وبناء حياة مستقرة ويعيش في وسط عملي يحترمه ويقدره كشاب صالح طيب الخلق، لكن الذين يحترمون ويحبون أحيمد يبدون احتراما أكبر للرجل الذي أنقذه من طريق متاهات الضياع بسبب ما فعله والنظر إلى ما عليه احيمد الآن وما كان ينتظره من مصير في طريقه الأول
فأي مصير كان ينتظر أحيمد في طريقه الأول ؟ واي حال عليه الآن وقد غير الشعر بعض ملامح وجهه؟
هذه قصة حقيقة ليست من نسج الخيال بل حقيقية لكننا لم نرد كل المعلومات عن صاحبها لأن الهدف منها الحث على مثل هذا النوع من المبادرات كما أننا تحفظنا على اسم صاحب احيمد لأسباب خاصة
ولمن يود الاطلاع صاحب القصة عن قرب يمكنه الاتصال على الجمعية الموريتانية للتنمية ومكافحة الفقر التي اكتشفت القصة وزودتنا بخيوطها وتفاصيلها العجيبة على الرقم 49909099