الشيخ المهدي النجاشي
لست كغالبيتكم التي كانت شغوفة لبث وثائقي الجزيرة الذي اختارت له عنوان " طائرة انواذيب " ولايخفى عليكم ما لهذ العنوان من إثارة في عمق الصحافة الصفراء التي تعتمد على الإثارة والتشويق وهو محبب لدى الكثيرين لكنه مرفوض ومنبوذ عندما يرتبط بالوطن وتضليل المشاهد وهو خيار
وقعت فيه قناة الجزيرة مكرهة بعد أن وقعت هي الأخرى في عملية تضليل وسمسرة بتسويق منتج لها من طرف سماسرة كانت تثق فيهم إلى وقت قريب وهو موضوع سأعود إليه ضمن الملاحظات والمعطيات التي سأقوم بسردها في هذه القراءة بعجالة .
1- الوثائقي تم انتاجه منذ فترة طويلة وكان صاحبه يعمل على تسويقه للجزيرة بكل الوسائل وكانت ترفضه تماما لولا تدخل سماسرة من اللوبي الجهوي والإديولجي للإستفادة من ريعه المادي وللوقيعة بخصومهم في موريتانيا .
2- الوثائقي والمقالات التي تلاحظونها منذ فترة على المواقع الموريتانية خرجت كلها من مشكاة اللوبي الأمني المتقاعد والذي يقوده مدير أمن الدولة جديد العهد بالتقاعد في صراع قديم جديد اختاره لنفسه مع رجال الأمن المخلصين لهذ الوطن ولمهنتهم التي تميزوا فيها بخبرتهم وكفائتهم لا الحسد والضغينة التي للأسف جند لها صحافة من أبرزها صاحب المقالات الشهيرة والذي يوهمكم بمعارضته وحبه للوطن وهو الذي لايستطيع الخروج عن قوقعة سيده المدير المتقاعد المذكور والأدلة على ذلك كثيرة إن أثار الموضوع مرة أخرى .
3 - الوثائقي الذي بثته الجزيرة لم يأتي بجديد مطلقا ولم يكن شاملا ولايحمل استنتاجات صحفية تقرأ ماوراء الأحداث لأنه ببساطة أعتمد على معلومات كتبها منتج الوثائقي منذ أكثر من سنوات في مقال معروف ومشهور على الشيخ غوغل وعلى صفحات صحافة النسخ واللصق التي تمور بها صحافتنا الإلكترونية غير المهنية إلا قليلا 4 - إعتمد الوثائقي على الصور غير الموريتانية في الطائرة والأشخاص في لعبة مكشوفة وضعت المونتير في حالة حرجة لعدم تطابق النص مع الصور وربما ظهور الرجل المقيد خير دليل على ذلك وهو الذي ظهر لنا ولم يتحدث لأنه ببساطة محمل من الإنترنت وحتى لم ينسب المقطع الذي ظهر فيه لمصدره كما عودتنا الجزيرة على ذلك .
5 - الوثائقي وقع في تناقضات كبيرة لايمكن لأي صحفي ومن أبرزها اللجنة المشتركة من الدرك والشرطة والقضاء وجهات أخرى ، وهي لجنة شكلتها السلطة أنذاك لفتح تحقيق في الحادثة والتي قالت كلمتها الفصل وبرأت كل من أشار إليهم الوثائقي المزعوم وهي ذاتها النتيجة التي توصل لها المفتش العام للدولة . وهنا يحضر التساؤل هل يعقل أن تتجاهل خلية الوثائقي المعاق كل هذه الخطوات ؟ طبعا الجواب بديهي لأنه لايوجد غير مقال تم اسقاطه على ألبوم صور لاعلاقة لها بالواقع .
6 - الوثائقي كان سياسيا في غالب حالاته بل كان يحمل أهداف أخرى لتوظيف منبر الجزيرة الموقر لأجندات إديولوجية محلية وطموحات جهوية بحتة وربما معظم التدخلات في الوثائقي خير برهان على ذلك بأستثناء الفقرة التي تحدثت عن تجربة مالي في المخدرات والتي كانت ربما لها أبعاد أعمق من المحلية .
7- الوثائقي تحدث عن الطائرة عدة مرات لكنه لم يتحدث لنا عن طاقم الطائرة ومصيره وكيف حضر ولماذا لم يركز عليه العقل المدبر للوثائقي بل صاحب المقالات الشهيرة في هذ الخصوص بل من أختار أن ينفذ خطط مدير أمن الدولة المتقاعد .
8- الوثائقي كان مرتبكا في جميع مراحله وطرح عديد التساؤلات لكنه لم يجب إلا على سؤال واحد كل موريتاني يعرفه سلفا وهو أن الطائرة غير موريتانية وأنها تحمل فعلا مخدرات . وهذ للأسف ليس بالجديد بل هو حديث معاد في موريتانيا وهذه نقطة تنضاف لهشاشة المنتج وسوقية العقلية التي تقف من خلفه .
9 - الوثائقي كان يحاول أن يغطي على عجزه في الوصول إلى نتايج جديدة فخرج عن مجال الطائرة إلى مجابات غرب افريقيا فتعطل انتقاله في مالي ولم يخرج منها حتى انتهاء الوثائقي في خطوة عكست عجز صاحبه في قدرته على استنطاق الواقع والوصول للحقيقة التي ظل يتوعد بكشفها وهو ما لم يتحقق بعد .
10 - الوثائقي لم يكن من الناحية الفنية يحترم مطلقا قواعد المونتاج بحيث كان يتنقل بشكل عشوائي بين الأماكن أحيانا في أنواذيب ومرة في انواكشوط وأخرى في فيافي موريتانيا ومرة في غرب افريقيا في ارتباك صريح وبين وواضع لعدم تناسق صوره وفقره للمعلومات في تنافي كبير للدخول والخروج والعودة والذهاب في المونتاج وبالتالي كان من ردئيا من ناحية المونتاج والسبب في ذلك واضح جدا لأنها فبركة يراد منها تكون حقيقة وهو ما ترفضه الحقائق في التحقيقات الرسمية وما لاتمليه ضوابط المهنية واخلاقيات وأدبيات المهنة .
والسلام عليكم إلى أن يتم كشف الحقيقة