الشعب الذي لا يسمح له بـ «حماية النظام»… فقط تلفزيونات «الكفار» تتحدث عن مسلمي بورما

اثنين, 02/20/2017 - 08:37
بسام البدارين

بسام البدارين

 

«ماينمار» أو بورما المنسية.. لا تكفي الأخبار التي تبثها محطة «الجزيرة» بين الحين والآخر لتحريك أو تخدير ضمير الأمة الإسلامية ومنظمة العالم الإسلامي التي لا زالت تتعامل بخجل شديد مع ما تعانيه الأقلية المسلمة «الروهينغيا» هناك من إبادة جماعية بشعة و من تهجير واستضعاف من قبل حكومة بورما.

القناة الثانية في التلفزيون السعودي تحدثت مرة واحدة طوال عام كامل عن جمع تبرعات لصالح المسلمين.

وحدها محطة «سي إن إن» الأمريكية التي تمثل «الكفار» فردت مساحة متلفزة خاصة بفصيل المقاومة المسلح الجديد الذي ظهر من رحم الألم والجرائم التي يندى لها جبين البشرية.

يقول خبير صديق مطلع على المسألة : «الإعلام الفضائي العربي مقصر جداً في إظهار حقيقة البشاعة التي يتعرض لها المسلمون المسالمون في هذا الإقليم، وكأن دول مثل ماليزيا وأندونيسيا ومصر والسعودية تضع العجين في الأذن».

بورما دولة صغيرة ويمكنها أن تعيد حساباتها مع الأقلية المسلمة عندها، لوكان هناك موقف عربي إسلامي حاسم يضغط ديبلوماسيا أو أقتصاديا أو يطالب بإرسال قوات حفظ سلام دولية.

طبعا الإنشغال بالإرهاب لا يبرر التواطؤ العربي والإسلامي، وكل ما تستطيع هذه الأمة المكسورة أن تفعله لا يزيد عن تعامل مسؤول وأخلاقي مع المسألة عشية قمة عمان العربية لإغاثة المنكوبين.

 

غياب مريب

 

عبثا يحاول كثيرون تبرير الغياب المريب لشاشة الأردنيين الرسمية عن فصل جوهري في تاريخ القضية الفلسطينية بعدما سقط أو كاد خيار وحل الدولتين على يد من وُصف بأنه حليف في أمريكا.

غير معقول..لا برنامج حواري ولا أخبار ولا حتى موقف رسمي واضح في مواجهة مؤامرة أكيدة على الشعبين الأردني والفلسطيني.

حتى تلفزيون سلطة رام الله وفي الوقت الذي انشغل فيه العالم بتصريحات ترامب نتنياهو كان منشغلا باستقبالات السيد الرئيس.

هل هو إنكار أم جهل أم تجاهل أم تواطؤ أردني وفلسطيني رسمي؟.

 

آه ياني يا هاني

 

آه ياني يا هاني..هذه العبارة ترددت بقوة بين الأردنيين وحتى العرب تعليقا على مسار الأحداث حيث مطرب كوني من وزن «ياني» كان ينوي الغناء في مدينة العقبة مقابل مبلغ قيمته 150 الف دولار، كانت ستدفعه سلطات المدينة لولا أن هبَّ الشعب الأردني هبة رجل واحد، و أطلق صرخة مدوية «آه ياني يا هاني».

طبعا الرسالة لرئيس الوزراء هاني الملقي، وقد التقطتها كالعادة وفضائيات عربية مثل «الجزيرة»، وعلقت عليها شاشة «اليرموك» التابعة للإسلاميين.

شخصياً لا أعرف النجم المدعو «ياني» ولا أعرف ما الذي يقدمه للجمهور، لكني أتعاطف مع كل الفقراء المعدمين والمسحوقين الذين إستكثروا أن تدفع السلطة من جيوبهم وضرائبهم مثل هذا المبلغ من أجل حفلة واحدة لمطرب شهيرعلى ضفاف البحر الأحمر.

لن يتفهم الشارع الأردني كل المبررات الترويجية والتسويقية، التي تقول بعودة أضعاف المبلغ إذا ما نجحت حفلة ياني التي يقال أن سعر تذكرتها الواحدة يصل إلى 850 دولارا.

ولن يتفهم الجمهور الجانب المتعلق بـ «التسويق السياحي» في القصة.

الإيقاع الوحيد المسموع الآن بين الأردنيين هو صوت ذلك الدليل السياحي الأمريكي الذي سجل مفاجأته بعبارة متلفزة ومصورة قال فيها « تريدون استقطاب السياح من أمريكا وأوروبا…حسنا نظفوا دورات المياه في مرافقكم أولا».

لن تتمكن أي جهة من إستنكار أو نفي ما ورد في نصيحة الدليل السياحي الأمريكي، ولا يكفي أن تجيبه وزيرة السياحة بعبارة إقرار من قبيل «حسنا..نعدك بأن نفعل».

الحد الأدنى فعلاً لأي بلد فيه أصلا وزارة سياحة ووزيرة يتوسط لتوزيرها علية القوم أن تكون دورات المياه في مناطق مثل جرش والبتراء وقلعة عجلون نظيفة.

الحد الأدنى أن يتمكن الزائر أو السائح من «تلبية نداء الطبيعة» في مكان نظيف ولائق، وبدون شخص يترقبه عند الباب متوقعا أن يحصل منه على إكرامية، دون ذلك لا يوجد مبرر لأن يتحمل المواطن الأردني من جيبته كلفة «بقالة» إسمها وزارة السياحة.

الفيديو

تابعونا على الفيس