إن الصبغة العسكرية هي في الحقيقة المحفز الرءيسي للخاصية — الكارزمية التي عليهاانبنت الهيبة والتأثير والسلطة التي يمتلكهاالرءيس الموريتاني على الأفارقة، كماهوالحال بالنسبة لأغلبهم . وقدنال هذاالموضوع مؤنته كتابة ودراسة وتشهيرا .. إلا أنها لم تأت أكلها ، ولم يتبدل حديث ساعة الموضوع لدى كثير من مثقفي البلد وسياسيه، كل يدلي على شاكلته حسبما يراه مناسبا ، رغم اختلاف الوجهات والدلالات المآلية التي تضفي بغموض النتائج المنتظرة ، والمشارب المتباينة حوله ، مابين مؤيد ومعترض ، وقليل ماهم ، فالأول يقول بالإفراد لشخص الرءيس ، بأن نجاحه كان مذهلا إلى درجة أن معارضيه اتجهت كتاباتهم وتصريحاتهم إلى الإشادة والتنويه بدوره الريادي في حلحلة ريادية للأزمة حسب تعبيره ، ومنهم من يجمل فيعتبره نجاحا للدبلوماسية الموريتانية غير مسبوق ، أدارته قيادتها السياسية وتعاطت معه ، كأزمة سياسية خارجة ، تحملت مسؤولية البت فيها بشجاعة قطعت الطريق على جارتها—السينغالية — وانجراراتها وراء ديمقراطية الاستعمار والتطبيع ، زاعمين أن تدخل الجوار يشكل خطرا وشيكا على قطع شريط العلاقة والإستعمار الذي تعلقت بنتاجه ، وأمام هذه التدخلات فإنهم يتوارون وراء مواقفهم السياسية التي أنذرت القياة الموريتانية في عدم تدخلها الساعي إلى إصلاح ذات البين وحقن دماء المسلمين.
بيد أن البعض الآخر الذي لايميز بين الرءيس والشعب في بطولاته ، أويفرق بينهما سلبا ، يرى أن نصيب الأسد في التصالح كان من حظ الرءيس الغيني ، مضيفا أن التفاهم لم يحسم قبل تدخله الفصل، والذي جاء بعد رجوع الرءيس الموريتاني إلى بلده دون اصطياد أي تفاهم ملموس ، أوالمصادقة على لجوء — رءيس— ديكتاتوري— ذو سوابق ، إلى الأراضي الموريتانية ، خوفا من العار في تسليمه نزولا عند ملاحقة — السينغال —له ، وإن استجابت القواة الإفريقية في التشارك الإقتصادي ( إيكواس ) ، لأمنياتها ، بانتشارها داخل الأراضي الغامبية ، حتى كادت الحرب أن تحمل أوزارها ، اضطراما من استياء بعض دول الجوار ، بادعاء عدم توقيع مجمع عليه للمصالحة الغامبية ، ممازرع الخيبة والإحباط ، وحط من قدر المبادرة الإصلاحية الموريتانية النموذجية في القارة السمراء .