وصف إيمانويل ماكرون أحد أبرز مرشحي الرئاسة الفرنسية استعمار بلاده للجزائر بـ"الجريمة ضد الإنسانية"، في خطوة غير مسبوقة خلفت جدلا وانتقادا واسعا في باريس.
إذ استنكر مسؤولون يمينيون ويمينيون متطرفون فرنسيون الأربعاء 15 شباط تصريحات المرشح الرئاسي حول استعمار فرنسا للجزائر علما أن باريس ترفض حتى الآن الاعتراف رسميا بجرائمها في الجزائر.
وقال ماكرون لقناة الشروق الخاصة أثناء زيارته للجزائر إن "الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي، إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية، إنه وحشية حقيقية وهو جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نواجهه بتقديم الاعتذار لمن ارتكبنا بحقهم هذه الممارسات".
من جهتها قالت الصحيفة إن "اعتراف ماكرون بجرائم بلاده ضد الإنسانية في الجزائر فجر زلزالا سياسيا في باريس".
وفي هذا الصدد، قال جيرار دارمانين المقرب من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والنائب عن الحزب الجمهوري (يمين) في تغريدة "العار لإيمانويل ماكرون الذي شتم فرنسا في الخارج (بقوله) الاستعمار الفرنسي كان جريمة ضد الإنسانية".
كما صرح اليميني جان بيار رافارين من جانبه بأن "إيجاد تعارض بين الفرنسيين وإخراج هذه القصص بغرض التقسيم أو إعادة التعبئة، أرى وراء ذلك أغراضا انتخابية، ليس جديرا برئيس دولة أن ينبش جراحا لا تزال مؤلمة جدا".
واتهم واليران دو سان جوست المسؤول في الجبهة الوطنية ماكرون "بطعن فرنسا من الخلف".
وماكرون (39 عاما) النجم الصاعد للحملة الانتخابية الرئاسية، مرشح وفق استطلاعات الرأي للانتقال إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في الـ7 من أيار المقبل، لمواجهة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.
يذكر أن فرنسا استعمرت الجزائر منذ 1830 حتى العام 1962 عندما نالت استقلالها، بعد حرب تحرير استمرت ثماني سنوات لا تزال تلقي بثقلها على العلاقات بين البلدين.
المصدر: وكالات