إهتزت الإنسانية فرحا وحق لها ذالك على وقع إلقاء القبض على "مجرم" طالما كان سبباً في كبت المشاعرالتي تحرك القلوب من شوق ساكن و من حب كامن و الذي إشتهر بجرائمه الفظيعة و أفعاله الرذيلة و ميوله التي تفتقر إلى العدالة و الإنصاف بعد صراعات و نزاعات دامية بينه و بين عسراء اليد "المادة".
عندما ضبط متلبسا برشوة "الكلام الناعم" و "العروض المغرية" و إعتبرنا نحن أصحاب "الحاشية اليابسة" أن هذا التلبس كان متوقعا بل جاء متأخراً ، لأن المعني بالأمر كان أكثر من يفسد لذات الضعفاء و المساكين لايرحم أصحاب الجيوب الفارغة و الثياب المرقعة و لا أصحاب المضغ النقية و الصافية وكان يتوفر على حماية و سند متين يعول عليه كثيرا "المال" و لديه سماسرة معروفين و متعددين (الراتب الباهض و الوظائف السامية و السيارات الفاخرة و المنازل و القصور المشيدة).....
المجرم مزداد منذ إنتشاء البشرية ، ينحدر من عائلة اللطف و الحنان و العاطفة الكريمة ليلتحق مؤخرا بصحبة أخذوا به منعرج الكراهية و الذمامة ، ليتحول من لطيف إلى قاسي و من حنون إلى شاق و من بار إلى عاق و من جميل إلى قبيح....
عرف في تاريخه البعيد بالإنصاف و العدالة في القرارات الصادرة عنه و خير مثال على ذالك قصص منها قصة " قيس و ليلا " و " عنتر و عبلة " ، ليتحول في تاريخه الحديث إلى الجائر الظالم و الطاغية المستبد وخير دليل على ذالك قلوب متكسرة تحكي أوجاعها في مكبرات أصوات تجوب شوارع المدينة الزرقاء (فيسبوك) صباحاً و مساءاً و ليلا و نهارا ، ويتردد صدى صوتها في ثكنة الساحة الخضراء (واتساب) بل ترى ترى بالعين المجردة في إحمرار أنبوب تتصفحه الملايين يوميا(يوتيوب).....
كالذي يقول : << لك أن تسألي جدار غرفتي كم مرة عليه رسمتك نظرة حنين مني إلى محياك فأشفق منها و دنا ! >> أو كتلك التي توصي قائلةً : <<عزيزتي...الذي يكسر قلبك و يعجز عن منحك الأمان ، لايستحق أن تمنحي نفسك ولو دقيقة واحدة بالتفكير فيه...>>
وحتى لا يسقط البعض في مدح ما لا يستحق و لا يجب مدحه ، يكفي أن نحيلهم إلى أوجاع و مصائب غيرهم والتي لو إطلعوا عليها لأغمضوا أعينهم بسبب المشاهد الوحشية التي يرونها .
فهذا "المجرم" مسؤول عن جزء كبير من تفاقم الجرائم اللإنسانية و إفلات كثيرين من العقاب الذي كان يترتب عليهم ، وإذا غاب عنكم الخبر فأسألوا أصحاب الأكواخ الملتهبة "القلوب المتألمة" إن كنتم لا تصدقون....
فهل يعقل أن يكون لهذا الوحش يوم يخلد فيه و تعلوا فيه أصوات وسطائه ؟؟
إني لأرى الشباب اليوم قد إنشغلوا " بقلوبهم " عن باقي أجسادهم- لولا أنهم يفندون- بحثا عن الحب من أجل تطبيقه و بلورته في إطار خطة تسعى إلى إحقاقه رغم العراقيل و المعيقات التي تصادفه ويكفي لمعرفة معدن المجرم "الحب" الإطلاع على مداولاته التي تدوم أيام و أسابيع و شهور و سنين في بعض الملفات و إنزال أشد و أشرس العقوبات في بعضها الآخر، في إنتظاردق باب "الرشوة " من يدفع أكثر يجد أكثر، في حين تحسم أخرى بسرعة البرق.
صراع العاطفة و المال كان سبباً في قتل عشرات الآلاف من الأبرياء و خلف الكثير من الجرحى و خرب بيوتا كانت شامخة في أيام قد خلت....مات الحب على يد - المجرمة - المادة !!!