رفضت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التصريحات التي أدلى بها بيتر نافارو المستشار التجاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب واتهم فيها ألمانيا باستخدام التراجع في قيمة اليورو من أجل "استغلال شركائها التجاريين".
وكان نافارو، مدير المجلس التجاري الوطني التابع لترامب قال في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" إن اليورو هو عملة ألمانية في صورة أوروبية.
لكن المستشارة ميركل أكدت أن ألمانيا "تطالب دائما البنك المركزي الأوروبي باتباع سياسة مستقلة."
وأضافت بأن ألمانيا "لن تؤثر على سلوك البنك المركزي الأوروبي."
"اختلال التوازن"
وقال نافارو في مقابلته مع "فاينانشال تايمز" إن المفاوضات بشأن اتفاق التبادل التجاري الحر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أصبحت ميتة.
وأضاف بأن "العائق الكبير أمام اعتبار اتفاق التبادل بين ضفتي الأطلسي (أوروبا والولايات المتحدة) اتفاقا ثنائيا هو ألمانيا، التي تواصل استغلال دول أخرى في الاتحاد الأوروبي وكذلك الولايات المتحدة باستخدام "مارك ألماني خفي" أدنى بكثير من قيمته"، في إشارة إلى العملة الألمانية السابقة.
وأضاف بأن هناك "خللا في التوازن البنيوي" في التبادل التجاري.
وذكرت شبكة بلومبرغ الاقتصادية الأمريكية أنه يجري تداول اليورو "بأقل من قيمته العادلة" وفقا لإجراءات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأوروبية.
وترى الأطراف التي تعتبر أن هناك خفضا لقيمة اليورو أن السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي هي السبب في ذلك من بينها دفع تريليونات من اليورو لشراء الأصول بهدف تحفيز التضخم والنمو في منطقة اليورو التي تعاني بعض دولها من تراجع اقتصادي وتحتاج لدعم وأبرزها اليونان.
ويتمتع البنك المركزي الأوروبي، مثل بنك انجلترا والبنك المركزي الأمريكي، بالاستقلالية في وضع سياساته.
وتتميز ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في دول منطقة اليورو التي تضم 19 دولة، عن باقي الأعضاء بزيادة صادراتها من السلع أكثر من الواردات، وهو ما يساعدها في تحقيق فائض تجاري كبير.