يعتقد البعض خطأ دون عملية حسابية أن هناك فرقا شاسعا بين ما تستهلكه الفتاة وما يستهلك المراهق أو قل الرجل وهو اعتقاد تقليدي غير محسوب أو مبني على معايير قديمة ذلك أن الظروف التي نعيشها الآن قفز فيها استهلاك المراهق الذكر ليوازي إن لم يتجاوز أغراض أخته الفتاة صاحبة الأغراض اللامتناهية تقليديا في مجتمعنا
فكما تستهلك الفتاة وبكثرة مفرطة أحيانا مواد التجميل والمكياج يستهلك الشاب الذكر مصفيات الشعر وكريماته... وإذا قابلنا الملبس بالملبس والهاتف الذكي بالهاتف والحلاقة بالحلاقة والطيب بالطيب تبقى للمراهق أغراض أخرى تواكب ما تبقى للفتاة من أغراض يرى البعض أنها تتفوق فيها على الرجل ولا نتحدث فقط عن لبليستيشن وبطاقة مشاهدة المبارات الكروية والرصيد ومحروقات الأسفار الدائمة واللاعب مع الأصدقاء في كل ركن من المدينة أو أينما وجدوا.
صحيح أن المر أة في مجتمعنا تصنف بغض النطر عن موقفنا من ذلك ومن حقيقته تصنف على أنها صاحبة أغراض كثيرة وصحيح أن كل نفس بشرية تولد في عالمنا اليوم تولد معا أغراض لا يمكن لرب أسرة أن يفي بها كاملة مهما كان ثروته وصحيح أن الواقع الذي نعيشه تضخمت فيه الأغراض وطغت فيه الماديات بشكل رهيب نتيجة تطور الوسائل وتعدد الاحتياجات وتنوعها وتفاضلها وبات الكل يبحث فيه عن وسائل سعادة وتحقيق الرفاهية حتى وإن كان المستوى المادي له لا يسمح بذلك
ينطبق ما تحدثنا عنه على الأسر، الغنية والفقيرة والفئة المتوسطة وكل فئات المجتمع فمصروفات ومحروقات في واقعنا لا تعرف تمييزا بين الغني والفقير بل تأخذ اتجاه آخر من العدالة يبدو أقرب للجور لكونه يؤدي في النهاية إلي زيادة التكاليف لا الحد منها، فالمراهق أو الفتاة في الأسر الميسورة أكثر استهلاكا من نظيره في من هو دونه طبقيا لأنه يحتاج إلى هاتف من الطراز الرفيع وملبسا وساعة وحذاء وسيارة تليق بسم عائلته ومستواها المادي وهذه حقيقة وواقع تفرضه سلطة المجتمع والواقع
وبين فتاة أغرتها ظروف ومناخ آخرين تحاول جاهدة وفي اسرع وقت ممكن جمع ما تحتاجه من وسائل الترفيه والرفاهية ومراهق من نفس البيئة يسير في نفس الاتجاه ينهار وتنكمش اقتصاد أسر ويجف مصدر دخلهم ليبقى رب الأسرة في حيرة من أمره لا يملك أدوات تغيير الحال سوى لعنة الواقع والحال فيرد عليه مهمسا في أنه ردا أبيات الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا ــــ وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب ــــ وإن نطق الزمان لنا هجانا.