يتهافت الغرب على أي كعكة في الدول الإفريقية خاصة تلك التي منها تحتوي على المواد الأولية ن قبيل الغاز و النفط و الحديد ... الخ , الاستعداد السنغالي لاجتياح غامبيا مدعومة من قبل بعض الدول الإفريقية و حتى السكوت العالمي عن الاستعداد السنغالي للحرب يفرض أسئلة من قبيل لماذا غابت هذه الحمية الإفريقية يوم اختطفت الفتيات النيجيريات و أين هو من الإرهاب الذي يجتاح القارة قاطبة ؟ , و لماذا لم تتحرك قوات افريقية لحماية مالي التي استنجدت بالمستعمر السابق فرنسا و هي في حدود مباشرة أيضا مع السنغال ؟
في الأزمة الغامبية سنقول حقا إن الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز أنقذ الموقف بكل ما تعني الكلمة , و تصرف بحكمة و دبلوماسية منقطعة النظير , أولا لدخوله بلدا يدق طبول الحرب , ثانيا لثقته الكبيرة في خطته و فاعليتها فحتى بعد الوقت بديل الضائع كان الكل يتوقع أن تسير البلاد المعروفة بتحكم القبلية في مفاصل جيشها وتشكيلاتها السياسية إلى حرب أهلية تنضاف إلى انهار الدماء التي عرفتها القارة الإفريقية .
و التي كان بالتأكيد ستزداد سوءا بتدخل عسري في غامبيا خاصة من بلد كالسنغال الذي تعرف الأسباب الحقيقية لدخوله (التي يمكن اعتبار أبرزها إقليم كاساماس الانفصالي الذي يسعى إلى الاستقلال بدعم من جامى المغادر بعد تدخل عزيز المبارك ) و بالتالي هذا التدخل ليس بالتأكيد حبا في بارو ولا حفاظا على الديمقراطية التي أفرزتها الصناديق في غامبيا - وهو ما سعت السنغال الترويج له كثيرا - .
إن مانع هذا التصرف الأرعن سياسيا و امنيا هو التدخل الرصين للرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي قطع التهافت الدولي من اجل إيجاد منجم من الذهب على حساب انهار من الدم الغامبي , الرئيس الموريتاني في هذا الموقف استحق فعلا رفع القبعة أولا على رصانته و حكمته الدبلوماسية و استحقها أيضا لتجنيبه بلدا شقيقا كغامبيا فيه مئات الموريتانيين حربا كانت ستأتي على الأخضر و اليابس , كما انه رسخ مكانته كقائد إفريقي يستحق الاحترام و التقدير إفريقيا و عالميا على هذا الصنيع الكبير .