غضب عارم في مصر بعد إضافة ابوتريكة على لوائح الإرهاب

خميس, 01/19/2017 - 15:02

تفجرت في مصر حالة من الغضب العارم، بعد إدراج لاعب النادي الأهلي والمنتخب القومي السابق محمد أبوتريكة في قوائم "الكيانات الإرهابية".

 

القرار، الذي أعلنته محكمة جنايات شمال القاهرة، أصاب محبي اللاعب "الخلوق" بصدمة حادة، وراحت رموز المجتمع، بمختلف اتجاهاتها، تعلن تحفظها على القرار، الذي صدر بشكل مباغت، ومن دون منح أبوتريكة فرصة للدفاع عن نفسه إزاء اتهامه بالانتماء إلى جماعة "الإخوان المسلمين".

 

وقد جاء قرار إدراج أبو تريكة ضمن ما أعلنته الدائرة السادسة بمحكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار خليل عمر عبدالعزيز، في إحدى قضايا "الكيانات الإرهابية"، والتي انتهت إلى إدراج "جماعة الإخوان" على قائمة الكيانات الإرهابية مع 1538 عنصرا من المنتمين إلى جماعة الإخوان المتحفظ على أموالهم لمدة ثلاث سنوات، حيث كان أبوتريكة واحدا من أفراد القائمة، التي ضمت العديد من الأسماء الشهيرة، ومنها: صفوان ثابت، صاحب شركة "جهينة"، والرئيس المعزول محمد مرسي وأبناؤه ومرشد الإخوان محمد بديع وأبناؤه والمرشد السابق مهدي عاكف، نائب المرشد خيرت الشاطر، والداعية الإسلامي المقيم في قطر الشيخ يوسف القرضاوي، ورئيس مجلس الشعب السابق سعد الكتاتني وأبناؤهم، والمئات من النواب السابقين، وقيادات الجماعة والإعلاميين التابعين للجماعة.

 

وكانت أبرز الاتهامات، التي صدرت على ضوئها قائمة ما سمي بالكيانات الإرهابية، ما جاء نصا في قرار محكمة الجنايات بشمال القاهرة، والذي جاء فيه أنه "نظرا لارتكاز الحراك المسلح والعمليات الإرهابية لجماعة الإخوان الإرهابية على الأموال التي يمدها بها أعضاؤها ومؤيدوها من أصحاب الكيانات الاقتصادية، فضلا عن الكيانات المملوكة للجماعة، ونفاذا لتكليفات خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، اضطلعت قيادات وكوادر الجماعة ومؤيدوها من رجال الأعمال، وأصحاب رؤوس الأموال بتمويل اعتصامي رابعة والنهضة، وتسليح عناصر الجماعة أثناء الاعتصام، وحشدهم لتنفيذ العمليات العدائية، التي تمثلت في حرق الكنائس وقطع الطرقات واستهداف المؤسسات العامة، واستهداف رجال القوات المسلحة والشرطة وترويع المواطنين، بهدف تكدير السلم العام، وصولا إلى إسقاط الحكم بالقوة".

 

وفور الاعلان عن إدراج اسم لاعب النادي الأهلي والمنتخب القومي السابق أبوتريكة على قائمة الكيانات الإرهابية، عمت حالة من الغضب أوساط المصريين، وصفت بالانتفاضة الجماهيرية بين عشاق لاعب الكرة "الخلوق". وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ثورة عارمة شنها روادها. وجاءت البداية من نجوم الكرة، وعلى رأسهم أحمد حسام "ميدو" نجم الزمالك السابق، والذي دافع عن أبوتريكة؛ مؤكدا أنه شخص متسامح مع الجميع، ودون في صفحته الشخصية على تويتر: "لا أعرف أي تفاصيل عن مشكلة أبوتريكة، ولكني أشهد أمام الله إنه واحد من أفضل الشخصيات التي تعاملت معها في حياتي، وأنه رجل طيب، متسامح مع الجميع... وأتمنى من المسئولين في الدولة أن يوضحوا لنا ماهي مشكلته الحقيقية؟ وهل هناك دلائل على تورطه في أي شيء له علاقة بالإرهاب".

 

وتحت عنوان "أبوتريكة مش إرهابي"، أطلقت الجماهير المصرية هاشتاغ على موقع "تويتر" دفاعا عن الأسطورة الكروية، والذي أصبح الأكثر تداولا على الموقع العالمي في أقل من دقائق، حيث تنوعت التعليقات. وتميز الكثير منها بالسخرية، ومنها إحدى المتابعات، التي كتبت تقول: لو ده إرهابي، يبقى اللهم كتر من أمثاله"، وقال آخر: "يكفيك حب الناس يا إرهابي القلوب".

 

اللاعب السابق نفسه، كان من المفترض ظهوره على شبكة قنوات"Bein Sport". غير أن حالته النفسية حالت دون ظهوره على شاشة القناة في الاستوديو التحليلي للتعليق على لقاء مصر ومالي، وتم استبداله بالجزائري رفيق صيفي، فيما دخل أبوتريكة في نوبة بكاء شديدة، وظل صامتا، رافضا الدخول في أية نقاشات، تتعلق بموضوع إدراجه في قائمة الكيانات الإرهابية.

 

وعلق محمد عثمان، محامي اللاعب أبوتريكة، على القرار المفاجئ؛ موضحا أن محكمة جنايات شمال القاهرة، التي أعلنت القرار، لم تبلغ اللاعب نهائيا بالدعوى، حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه، وأن كل الإجراءات تمت في غيابه؛ مؤكدا أنه سوف يطعن في القرار أمام محكمة النقض وفقا للقانون، جازما بثقته في سلامة موقف اللاعب قانونيا، لأنه - حسب محاميه - لم يرتكب أي مخالفة للقانون، ولم يتم استدعاؤه أمام أي جهة قضائية.

 

بقي القول إن قضية أبوتريكة ستمثل بكل تداعياتها قلقا للأوساط الحكومية والقضائية، لأنه، وبغض النظر عن حقيقة الاتهامات الموجهة إلى لاعب النادي الأهلي والمنتخب القومي السابق. غير أن جماهيريته وسط المصريين ستشكل عامل ضغط على مؤسسات الدولة كافة.

الفيديو

تابعونا على الفيس