أسهل طريقة لكسب اصدقاء حول العالم

خميس, 01/19/2017 - 14:28

يُعد بناء دائرة اجتماعية جديدة بالنسبة للمغتربين الذين يعملون في مشروعاتٍ في بلدانٍ أخرى من أصعب التحديات التي تواجههم. ويعرض عدد من قراء موقع "بي بي سي كابيتال" تجاربهم ونصائحهم فيما يتعلق بالتعرف على أشخاصٍ جدد في الخارج.

بالنسبة لكثيرين ممن يعيشون في الخارج، يأتي الانتقال إلى دولةٍ جديدةٍ بمجموعةٍ من التحديات، بدايةً من الاختلافات الثقافية غير المألوفة، إلى العثور على المكان المناسب للسكن. لكن الأصعب من بين هذه التحديات هو مقابلة أشخاصٍ جدد والتحدث إليهم، ومحاولة تكوين صداقاتٍ جديدةٍ.

في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، طرح موقع "بي بي سي كابيتال" سؤالا على صفحته على موقع فيسبوك، وهو: "كيف تمكنتَ من كسب أصدقاءٍ جددٍ بعد انتقالك إلى بلدٍ آخر؟ وكانت ردود العديد من القراء تضم إجاباتٍ مبدعة، وجديدة، ومنطقية.

ويقول المستخدم مارك ريتشارد آدمز إنه بعد العمل في منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، والولايات المتحدة، وأوروبا "حيث كانت الحياة الاجتماعية تتشكل بالكامل من خلال زملاء العمل"، وجد نفسه مضطرا لبدء مشروعٍ جديدٍ في النرويج عام 1991.

ويقول آدمز: "في البداية، كان الأمر مجرد بلد جديد، ومشروع جديد، لكن بعد ذلك اشتركت في صالة للألعاب الرياضية، وتعلمت التزحلق على الجليد، وبدأت ممارسة المشي في المنطقة الجبلية. ومن خلال هذه الأنشطة، بدأت أشكل شبكةً من الأصدقاء خارج نطاق العمل".

وأضاف: "وبعد نحو 26 عاما، أعيش الآن بشكلٍ دائمٍ في النرويج، ومتزوج من امرأة نرويجية رائعة، ولدينا الآن ابن يبلغ من العمر 11 عاما. وقد تعلمت أنه ليس من السهل أن تتعرف على النرويجيين، لذا عليك أن تكون صبورا، وبالفعل يستحق هذا الأمر الانتظار. وقد بذلت ما في وسعي لتعلم اللغة، والثقافة، والتاريخ، والسياسة، وقد ساعدني ذلك بالفعل."

أما المستخدمة جيني ليو، فكانت النصيحة الرئيسية التي قدمتها في هذا الشأن هي الإصرار. وتقول: "كنت أعود إلى نفس المكان مرة بعد مرة، مثل المطعم، أو المتجر الذَين أتعامل معهما باستمرار. وفي النهاية، تعرفت على كثير من الناس، وأصبحوا يدعونني إلى كل أنواع التجمعات. ثم قابلت مزيدا من الناس، وكونت مزيدا من الأصدقاء."

وتضيف ليو أن وجود لغةٍ مشتركةٍ يُمكن أن يساعد دائما، "لكن حتى دون وجود لغةٍ مشتركةٍ، عليك أن تحافظ على الابتسامة، وأن تكون لطيفا مع الجميع، وأن تستمع إلى الناس، وعليك بالطبع أن تراعي مشاعر الآخرين من حولك."

التواصل بكل الطرق

وتقول المستخدمة كريستين نيديرانغو إن الانضمام إلى موقع "ميت-أب" للتواصل الاجتماعي في المملكة المتحدة، وفر عليها الكثير من الوقت عندما انتقلت للعيش في العاصمة البريطانية لندن.

وتضيف: "إنها وتيرة حياة سريعةٌ جدا، تجعل من الصعب أن ألتقي بالآخرين، حتى مع الأشخاص القلائل الذين كنت أعرفهم من قبل".

وتتابع: "من حسن الحظ أن موقع "ميت-أب" مخصص للأشخاص الذين يبحثون عن الأصدقاء القدامى. وكنت مندهشة لأنه حتى سكان لندن الأصليين يستخدمون ذلك الموقع لتوسيع شبكة علاقاتهم الاجتماعية بحثا عن أصدقائهم القدامى الذين يفضلون المكوث في المنزل، ولا يريدون الخروج كثيرا".

وتقول ليو: "لا أستطيع أن أقول إنني تمكنت مع كسب أصدقاء لمدى العمر، لكنني على الأقل كنت أخرج، وأستمتع ببعض الأنشطة المبهجة".

وتقول المستخدمة اليابانية كارو تشان إن المرح واللغة يلتقيان معا كوسيلتين لبدء اكتساب أصدقاء جدد في المملكة المتحدة. وتعتقد تشان أن الأمر أكثر صعوبة في اليابان، حيث يشكل غالبية الأصدقاء المحليين صداقاتهم من خلال أماكن العمل.

أما بالنسبة للمستخدم ديف كيلي، فإن الانضمام لمجتمعٍ ديني محدد كان له أثر كبير بالنسبة له. ويقول في هذا الصدد: "يساعد الدين المشترك في إزالة الاختلافات الثقافية، ويذيب الفواصل التي يمكن أن تقف أمام تكوين صداقات، أو إنشاء روابط بين أشخاصٍ من جنسياتٍ مختلفة".

وتمكن المستخدم ناييم أماري، بعد العيش في الخارج لخمس سنوات، من التوصل إلى أربع وسائل يعتقد أنها تساعد في الاستقرار والتكيف مع البيئة الجديدة، والتي تتلخص من وجهة نظره في: أن تَقبل الآخرين، وأن تحترم اختلافاتهم، وأن تتعلم شيئا عن الثقافة الجديدة، وأن تقابل أشخاصا جددا.

عدم الخوف

لكن بالنسبة لآخرين، قد لا يبدو الأمر بهذه السهولة. إذ تقول إيميليا بيرغوغليو، التي تعيش في اليابان، إن تشكيل حياة اجتماعية جديدة في ذلك البلد لم يكن أمرا سهلا. وتضيف: "ببساطة، لم أتمكن من اكتساب أصدقاء".

وتضيف أن وجود زملاء العمل من حولك لا يعني أن لديك أصدقاء، كما أن الأجانب الآخرين يميلون إلى التجمع معا في دوائرٍ اجتماعيةٍ مغلقةٍ.

وتتابع: "الآن فقط بعد، أن تطورت مهاراتي في استخدام اللغة المحلية، أستطيع أن أجري حديثا مع المواطنين المحليين. لكن تبقى تلك العلاقات في أغلبها في مستوى التعارف العام".

وتضيف: "لا أشعر بالضيق من هذا الموقف، وعندما تكون لدى رغبة قوية في التحدث (إلى أحد)، أتصل بأصدقائي القدامى في أوروبا عبر تطبيق سكايب. كما أنني سأبدأ قريبا في العمل في وظيفةٍ جديدةٍ، لذا، ربما يتغير ذلك الوضع في المستقبل القريب".

أما المستخدم ديفيد دابليو دوفي، فإنه يشعر بالوحدة حتى بعد قضاء عشر سنوات في بولندا. لكنه يقول إن استقلال المرء عن الآخرين أمرٌ في غاية الأهمية.

ويضيف: "ينبغي أن تكون هناك درجة من عدم الخوف، وأن يتمتع المرء بقوة عقلية كافية ليكون قادرا على التعامل مع الشعور بالوحدة، والذي يمكن أن يكون بمثابة شعور بالعجز، حتى في أحسن الأوقات".

ويتابع دوفي: "سيعاني الأشخاص الذين يتعلقون كثيرا بسبل الراحة في أوطانهم، وبالعائلة، أكثر مما يعاني غيرهم. لكن بالنسبة لي، يعد الشعور بالمغامرة أكثر قوةٍ من ذلك بكثير."

الفيديو

تابعونا على الفيس