لا تحمل ديمقراطية أفريقيا أكثر مما تطيق فهي إن انطبقعليها اسم "الديمقراطية" تبقى هشة لها خصوصيتها، وكثيرا ما تتعثر الديمقراطية في إفريقيا فاتحة المجال لسناريوهات أخرى عديدة قد لا تكون الحروب الأهلية والتدخلات العسكرية والانقلابات والانفلات الأمني والاضطراب المستمر أقلها خطورة
في الأزمة الغامبية التي أعقبت فوز بارو مرشح المعارضة على الرئيس المنتهية ولايته يحي جامي نتيجة رفض جامي نتيجة عدم اعتراف الأخير بنتائج الانتخابات’ أو تراجعه عن الاعتراف بها ظهرت مبكرا دعوة من بعض الأطراف الإقليمية ـبالموازات مع جهود مجموعة دول غرب أفريقيا السلميةـ تتقدمها جارتها السنغال لتدخل سكري في الدولة التي تشبه جزيرة داخل السنغال, دعوة لم تكن حسب رأي كثرين تخدم الاستقرار في هذه الدولة وفي المنطقة أخرى أن تكون تأخذ في الحسبان واقع المنطقة والعواقب الوخيمة التي ستنتج عن أي تدخل عسكري في غامبيا أو أي دولة إفريقية أخرى ولعل شمالي ومناطق أخرى تشهد على ذلك
إن إبداء قوات دول عدة في المنطقة كالسنغال ونيجيريا الاستعداد للمشاركة في عمل عسكري لإجباري جامي على التنحي لا يعتبر من الحكمة ولن يكون في صالح المنطقة بشكل عام والشعب الغامبي الذي من دون شك سيكون ضحية لهذا التدخل الذي لا يمكن لأحد النبأ بنهايته ونزلاقاته ومآلا ته
إننا كموريتانيين لا نرضى لجنودنا بل لا نسمح لهم بالمشاركة في إشعال النيران في أي دولة من العالم أحرى دولة شقيقة كما لا نقبل بالزج في أبناءنا والتضحية بدمائهم الزكية إلا إلا دفاعا عن الوطن, والتاريخ لا يرحم
فأن تطول أزمة سياسية تنتظرا حلا خيرا من إطلاق رصاصة واحدة قد تطيش من جندي أجنبي ملقي به في التهلكة لتقويم اعوجاج ديمقراطية إفريقيا وهو أقرب لكسر عيونها الهشة منه إلى تقويمها حتى تستقيم
فهل نحن أمام بؤرة توتر جديدة إذ قررت الأطراف السابقة التدخل العسكري وهو ما سيكلف الاتحاد الافريقي العاجز أصلا هو الآخر قوة حفظ سلام كما هو حال معظم أقطار القارة السمراء؟ أما أن وساطة الرئيس الموريتاني قد تأتي بالحلول السلمية
ثم يطرح الكثير من المراقبين أسئلة أخرى عن لماذا السنغال لاترسل قوات لردع التمرد في "كاس ما" قبل حل فتيل أزمة خارجية؟، وهل لدى نيجيريا فائض عن بوكو حرام ترسله للخارج؟