وجاء في الأحاديث الجنرالية: ومنهم من يمشي على عَيْنِه. ويُنزِّلُ من الدُموع ما هو رحمةٌ وتعيين. وكلّكم بكاؤون، وخير البكّائين الدّماعين. وخيرُكم أبكاكُم لجنراله .
وكما نعرِف فإن العين ترتبِطُ بالتعيين. ولكن هذه المرة طفَح الكَيْل. وهذه حكومة باهِتة ينقصُها الألق، كما ينقول الإنجليز (lackluster)؛ وقد جمعت أكثر الناس جهلاً وسطحية. والآن لم يبقَ لها غير رفعِ مقامِها بالتصنّع والدراما، بحيث أنها سكّت هذه السابقة: وزير مالية شعبوي. وكان المقام أصلاً في تواريخ البلد للبيروقراطيين الصموتين المِهنيين والأكِفّاء. وأصبحت الحُكومة، فاقدة الاعتبار، تتصيّد ممثلي الدرجة الثانية ممّن ما زال يتدرّبُ على خشبة المسرح لترفَعَ به من مقامِها. وأصبح الإجهاش بالبكاء إشارة جدّية (في غياب مؤشّرات أخرى). هذه حكومة مفكِّروها واستراتجيوها هم عمدة كَرو ونائب انبيكت لحواش وولد ابريهم وولد اجاي ووزير الدِعاية. ما حدث اليوم هو اكتتاب سريع لمهرّجين جُدد إلى مجلس الوزراء.
داخلياً تُسوّق البكائيات التي يُعيّن على أساسها على أنها دلائل صِدق، وعلى أنها مقاومة لإسرائيل. والواقِع أن الإسرائيلي ما زال، على عهد الجنرال عزيز، يظفر بإذن دخول تلقائي لموريتانيا، وأن رموز التطبيع مع إسرائيل ما زالوا متنفذين في نظام الجنرال. هذه هو المُبكي الحقيقي. وباستثناء ذلك فإن كلّ مُبكيات الحكومة هي مُضحِكات.