نعتذر لأخوتنا الموريتانيين، اللهم لا نسألك رد شباط ولكن نسألك اللطف فيه! – مايسة سلامة الناجي

اثنين, 12/26/2016 - 14:47

ـ في وقت يقف المغرب على شفى حفرة من الحرب مع البوليزاريو حيث تفرق الجيشين أمتار معدودة مصوبين أسلحتهما على بعضهما البعض بمنطقة الكركرات بالحدود المغربية الموريتانية.. ويجوب المغرب لأسابع مخبرون وديبلوماسيون أمريكان يتفاوضون لمنع ما قد يثير إطلاق النار الذي تم وقفه منذ عام 1991 برعاية الأمم المتحدة ومراقبة المينورسو.. وتحاول جمعيات مغربية وأجنبية منذ أسابيع تهدئة الوضع الذي إن انقلب إلى حرب سيعود بكارثة على المنطقة والقارة وطريقة معبدة لدخول داعش من أوسع الأبواب.. يخرج علينا الزعيم المفدى شباط القذافي ـ أمين عام حزب الاستقلال ـ بتصريح وصفه الاستقلاليون من أتباعه ب”الناري” يصف الأراضي الموريتانية بالأراضي المغربية يكاد يوقظ أزمة ديبلوماسية بين البلدين لطالما ظلت صامتة، اللهم أن نائب رئيس مجلس النواب الموريتاني الخليل ولد الطيب وصف تصريحات شباط بأنها: “تافهة لا تستحق الرد، وصاحبها مصاب بالخرف.” وخرج اليوم الحزب الحاكم الموريتاني ببلاغ يرد على ما أسموه “التصريحات الاستفزازية لشباط”:

“تقديرا لعلاقات تاريخية راسخة وحفاظا على أواصر محبة وإخاء بين شعبين شقيقين.. .. إن حديث حميد شباط بالأمس ينم عن صفاقة وانحطاط إلى قاع الإفلاس السياسي وغياب للرؤية الاستراتيجية لامثيل له... إن التطاول على سيادتنا واستقلالنا لن يكون أحسن الطرق للتعاطي مع القضايا والملفات الساخنة ولن يدفع بالنزاع في الصحراء الغربية إلى الحل…”

يا سيادنا نعلم أن المغرب زمان كان ممتدا من طنجة إلى السينيغال.. كما كانت ممتدة الإمبراطورية العثمانية من تركيا أوروبا إلى الجزائر، فهل هذا يعطي الحق لأردوغان أو لزعيم حزب تركي أن يشكك في سيادة واستقلالية إحدى بلدان المنطقة؟! إن هذا فعلا كما وصفه الإخوة الموريتانيون قمة الصفاقة، وليس من الديبلوماسية ولا الحنكة السياسية في شيء ولا حل لأي أزمة قائمة في المنطقة. إن هذا الشخص الملقب حميد شباط يصدر اليوم أزمته النفسية بعد أن وعى المغاربة بأن شخصه، وليس حزبه، هو سبب الأزمة التي منعت إلى اليوم تشكيل حكومة مغربية، فأحذ يلوح بالكلام على عواهنه يمينا وشميلا قاذفا حتى المغاربة أنفسهم، إذ برر سبب رغبته في التواجد بالحكومة كون حزبه الاستقلال هو الأصل في المغرب وهو من قدم الشهداء لاستقلال البلد وكأن باقي المغاربة عبيد لهم! هذه عقليته، عقلية استعمارية إقصائية مبنية على الزعامة البئيسة على أساس التاريخ الزائل.. ولو فرضنا جدلا أن حزب الاستقلال هو الوحيد الذي قدم شهداء، فهل يحق له الركوب على شهداتهم لنيل مناصب الحكومة؟ رغم أن المغاربة جميعا من ريف المغرب إلى صحرائه مرورا بسوس والشاوية والجبل قدموا شهداء فداء للوطن!

(......)

فاللهم لا نطلب منك رد شباط، وإنما نطلب منك اللطف فيه! معذرة لإخوتنا الموريتانيين، الذين نتوسم فيهم الشهامة والمروءة للتغاضي عن مثل ذاك القول وعن كل من يطمح لإحداث أزمات دبلوماسية أو سياسية أو إشعال فتيل حرب بين أشقاء الدين والعرق والأصل، إخوتكم بالمغرب ـ مايسة

الفيديو

تابعونا على الفيس