
د . السعد لوليد
.... الفاسي اكثر حصافة منك و حنكة لكنه عجز !
تابعت باهتمام كبير و حساسية شديدة وقلق ، تصريحات المدعوا حميد شباط امين عام حزب الاستقلال المغربي التوسعي ، بيد ان ادراكنا المسبق بان العلاقات الدولية لاتدار بلغة العواطف و الاحلام و التمنيات و الامزجة ، خصوصا بين الاشقاء الذين تربطهم اواصر القربى و المصالح الاقتصادية و التجارية و الثقافية ، و علاقات اخرى جغرافية و اجتماعية امنية و استراتيجية تاريخية و دينية ، تحتم على العقلاء ممن يسوس الحكم و الادارة و الاعلام في البلدين الشقيقين ، ان يترفعوا عن لغة الخشب و المهاترات و هرطقة السياسية و فكر الهيمنة و التبعية و الاستكبار والتأزيم و الشحن المضاد ، فما ينفع في السياسية و استعطاف الناخبين و الجمهور ، قد لا يصلح بالضرورة لادارة العلاقات الدولية و مصالح البلدين الثنائية ، للذين حكمت عليهما الجغرافيا باقسى احكامها وهم : الجيرة و الامتداد الاجتماعي و العمق الثقافي و الاستراتيجي .
لذا وجب تنبيه الاخ حميدة في حزب الاستقلال ان ما" هدر" به من هرطقة و احلام ربما عن غير وعي او في نشوة غياب عقل مؤقتة ، تدحضه شواهد التاريخ و حقائق الجغرافيا و يمنعه الواقع ويستحيل قطعا مع معطيات الحال ، فلاشك ان زعيم حزب الاستقلال الراحل علال الفاسي رحمه الله صاحب الفكرة و منظر المشروع و الحزب العريق الذي عمر زهاء التسعين سنة الى اليوم ، قدايقن باستحالة فكرته و سفه دعواه قبل ان يودع عالمنا ، و هو الحصيف المثقف المحنك الفيلسوف ، بعدما شاهد بام عينه و كامل وعيه و في رابعة نهاره حلمه التوسعي يذبل و ينهار و تنهض على انقاض خياله ، حقيقة الجمهورية الاسلامية الموريتانية منارة و رباطا ارضا و شعبا ، استقلالا و حوزة اقتصادا و تنمية و عمرانا ، حثيثا على خطى ولاته و شنقيط و تيشيت و وادان وكمبي صالح و سهول الضفة الشمالية لنهر صنهاجة و شاطئ المحيط الاطلسي ، التي عاصرت مراكش الحمراء مهد ملوك و سلاطين المغرب ومفخرة عمرانهم و حضارتهم ، و قاسمتها الريادة و القيادة للساحل و الصحراء ، و زاحمتها تجاوزا احيانا كثيرة في الفتوحات و نشر الرسالة المحمدية في ربوع افريقية قبل ميلاد حزب الاستقلال بعشرات القرون ، وكنتم بنفسكم "ياشباط" آخر شاهد و معترف من حزب الاستقلال بهذه الحقيقة ، مثمنا حينما كنت " واعيا " لحقيقة الوجود و النهضة و التطور الذي تشهده موريتانيا خلال زيارتكم الاخيرة لها ، و لقائكم بقيادة حزب الاتحاد من اجل الجمهورية آخر برعم تلده بلاد شنقيط ، ملتحقا بمئات الاحزاب لهندسة الحكم و السياسة و ادارة فنون الاختلاف و تكريس ثقافة احترام استقلال الامم و الشعوب ، ولانك لست بعلال وربما لاتميز بين علوم السياسة و العلاقات الدولية ، حري بنا هنا ان نذكرك لعل الذكرى تنفع الاسقلاليين التوسعيين من بعدك ، ان موريتانيا الحالية بحدودها و شعبها و هويتها المستقلة ، هي عضو كامل العضوية و عن جدارة و استحقاق في كل المنظمات الاقليمية و القارية و الدولية التي تنتمي اليها المملكة المغربية الشقيقة و بنفس المسؤلية و القدر و المستوى و الحضور ، فضلا عن وجود علاقات ثقافية و تجارية و سفارات بين الشعبين سبقت ميلاد المملكة بقرون ، تعززها اليوم علاقات دبلوماسية و بروتوكولات و معاهدات و مواثيق ، قائمة على الندية و التكافؤ و الاحترام المتبادل ، تسهر عليها سفارة في قلب الرباط يرفرف عليها علم الجمهورية الاسلامية الموريتانية وريثة المنارة و الرباط و حواضر الاشعاع الثقافي و الاسلامي في الساحل و الصحراء ،" شباط " لا تراهنوا على خلافاتنا البينية و لا على معارضتنا السلطوية ، كل تلك السخونة تتحول الى جليد صلب و حديد فلاذ تطرق به كل يد تمتد الى شبر من حوزتنا الترابية او خيط من نسيجنا الاجتماعي ... عاشت موريتانيا حرة موحدة ... عاشت الاخوة الموريتانية المغربية .
نقلا عن صفحة رئييس حزب الرباط على الفيسبوك