اللغة ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ... " ﻭﺃﻱ ﻓﺘﻰ ﺃﺿﺎﻋﻮﺍ !... محفوظ أحمد

أحد, 12/18/2016 - 19:46

ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ : 18 ﺩﺟﻤﺒﺮ . ﺇﻧﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ " ﺗﻘﻠﻴﻌﺎﺕ " ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﻫﻴﺌﺎﺗﻬﺎ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺼﺺ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻬﻤﺔ، ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ !
*
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺮﺃﺱ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺗﻄﻠﺐ ﺛﺄﺭ " ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ " ﻣﻦ " ﻋﻤﻼﺀ " ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺲ ... ﻭﺗﺤﺘﻔﻞ ﺑﺬﻛﺮﻯ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟـ ...56 ﻭﺳَﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﺎﻛﻤﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ـ ﻛﺄﺳﻼﻓﻪ ـ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻭﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻝ " ﻭﻃﻨﻲ ..."
ﻓﺈﻥ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣُﺬِﻟﺔً ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻗﺎﻣﻌﺔً ﻟﻬُﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ، ﻣﺴﺘﻬﺰﺋﺔً ﺑﺂﻳﺎﺕ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﺒﻴﻬﺎ ‏( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏) ، ﺧﺎﺭﻗﺔً ﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻫﺎ ... ﻣُﻌﻈِّﻤﺔً ﻟﻤﺴﺘﻌﻤِﺮﻫﺎ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣُﺆﺍﺯﺭﺓً ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻪ ﻭﻣﺒﺎﺭﻛﺔً ﻟﺨﻄﻄﻪ ﻭﻣﺴﺘﻌﺪﺓً ﻹﻳﺼﺎﻝ ﻣﺎ ﻋﺠﺰ ﻫﻮ ﻋﻦ ﺇﻳﺼﺎﻟﻪ !!...
ﻧﺤﺘﻔﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺳﺖ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮ ﺣﺎﺩﺛﺔِ " ﺗﺮﻭﺍﻍِ " ﺃﺳﺮﺓٍ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻟﻮﻟﺪﻫﺎ ﻋﻦ " ﻟَﻜُﻮﻝْ " ﺃﻭ " ﻣﺪﺭﺳﺔ " ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ !...
*
ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻟﻐﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ... ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺇﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺼﻢَ ﻟﺴﺎﻧﻪ، ﻭﺿﺤﻴﺔَ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻪ !
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺭﻏﻢ " ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ " ﻭﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺘﻬﺎ ﻭﺷﻌﺒﻴﺘﻬﺎ ... ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﺒﻮﺫﺓ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ... ﻭﺩﻋﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ !
ﺍﻟﻔﺮْﻧَﺴﺔ ﺍﻟﺤﻤﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺨﺮﻗﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﺃﻓﺴﺪﺗﻪ ﻭﺟﻌﻠﺘﻪ ﺟﻬﺎﻟﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ؛ ﻓﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻻ ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ " ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ " ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ... ﻓﻀﺎﻋﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺿﺎﻋﺖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ !!
ﻟﻘﺪ ﺃﺩﻯ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ... ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻠﻞ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﺗﻔﺎﻗﻤﺖ ﻣﺄﺳﺎﺗﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻳﺴﺘﻤﻴﻞ ﺟﻞ ﻭﻗﺖ ﻭﺟﻬﺪ ﻣﺪﺭﺳﻴﻪ . ﻭﻗﺪ ﺗﻜﺎﺛﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻛﺪﻛﺎﻛﻴﻦ، ﺑﻞ " ﺍﻃﻮﺍﺑﻞ " ، ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﻈﻬﺮﺍ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﺐ ‏( ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﻭﻻ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻻ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻻ ﻣﺪﺭﺳﻴﻦ .(!!
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻻ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻓﻘﺪ ﺗﺠﻨﺒﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﻓﻀﻠﺖ " ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ " ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺇﺻﻼﺣﻪ .
ﻭﺃﺩﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﻭ " ﺍﻟﺠﺒﻦ " ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻀﺎﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻘﺰﻡ؛ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺨﻠﻖ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﻦ ﻣﻨﻔﺼﻠﻴﻦ ‏( ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻭﻋﺮﺑﻲ ‏) ﺃﻭ ﺑﻔﺮﺽ ﻓَﺮْﻧَﺴﺔ ﺍﻟﺸُّﻌﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .!
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺩﻯ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ؛ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺘﺪﺍﺑﺮ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﻋﻨﺼﺮﻳﺘﻴﻦ ‏( ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﺰﻧﻮﺝ (! ، ﺃﻭ ﺑﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﺓ، ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﻈﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺗﺮﻙ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﺯﺓ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺭ .
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻤﻮﻣﺎ، ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺩﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺮﻛﺎﻛﺔ ﻳُﺪﻣﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻳُﺪﻣﻊ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ، ﻭﻓﻴﻪ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ " ﻫﺮﻭﺑﻬﺎ ."
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﻤﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺸﺤﻴﺤﺔ ﺑـ " ﺇﺟﺎﺩﺓ " ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻼﻣﺲ ﺗﺪﺭﻳﺴﻬﺎ ـ ﻛﻠﻐﺔ ـ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ـ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ـ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼﻔﺮ ! ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ !
ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺴﺒﺢ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ؛ ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ ﻭﻧﻔﻮﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻳﺨﺒﻮ ﻧﺠﻤﻬﺎ ﻭﻳﺘﻘﻠﺺ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ، ﻭﺗَﻨﺤﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺮ ﺩﺍﺭﻫﺎ ... ﻭﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺘﻨﺎ ﻳُﺤﺸﻮﻥ ﺇﺿﺒﺎﺭﺍﺗﻬﻢ، ﻭﻳﺸﻮﻫﻮﻥ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﺇﻋﻼﻧﺎﺕِ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻢ، ﺑﺮﻛﻴﻜﻬﺎ .!!
ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﺗﻮﺍﺑﻌﻪ ﻣﺠﺮﺩ " ﻃﻼﺀ " ﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺣﺮﺯ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻴﻊ !!
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﺴَّﺎﻗﻂ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺣﺠﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺘﻴﺖ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﺎﺑﺘﻐﺎﺀ " ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ " ، ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭِ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺧﺎﺻﺔ !
*
ﺇﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺣﻴﻮﻳﺘﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ " ، ﻓﻘﺪ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮﻥ، ﻓﻲ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻐﺘﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﻠﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﺇﺣﻼﻝ ﻟﻐﺎﺗﻬﻢ ﻣﺤﻠﻬﺎ . ﻭﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺩﻋﻮﺍﺕ " ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ " ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﺩﻯ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻳﻦ ﻟﺪﺣﺮ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﺍﻟﺼﺎﻣﺪﺓ .
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺑﻤﺮﺍﺣﻞ ﻋﺪﺓ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ . ﺑﻞ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻥ 65000 ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﺇﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ . ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ‏( ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ‏) .
ﻭﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺰﺍﻋﻢ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺠﺞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﺿﻮﺍ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﻬﺎ، ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﺃﺻﺎﻟﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ !
ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺘﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﺆﺛﺮﺓ، ﻣﺜﻞ Microsoft ﻭ Apple ، ﻭ Google ، ﻭ Kaspersky ﻭ ...Facebook ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ . ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ؛ ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺘﺴﺢ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﻳﺤﺘﻜﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .
*
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻻ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ‏( ﻭﻟِﻢَ ﺗﺤﺘﺮﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺬﻟﻚ؟ ‏) ... ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ " ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻴﻦ " ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ " ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﻴﻦ " ، ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﺿﺤﻴﺔ ﻟﻤﻨﺎﻛﻔﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﻣﺸﺎﻛﺴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .
ﻓﻘﺪ ﺃﺩﺕ " ﻋﺼﺒﻴﺔ " ﻭﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺗﺴﺨﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﻸﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﻣﻌﺎﻛﺴﺔ، ﺗﺆﻃﺮﻫﺎ ﺇﺭﺍﺩﺍﺕ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻭﺇﻣﻼﺀﺍﺕ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ، ﺗﺤﺎﺭﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺗُﻨَﻔﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺭﻏﻢ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﺩﻳﻨﻬﻢ؛ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ـ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ـ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻟﻬﻢ؛ ﻭﺣﺮﻓﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺃﺩﺍﺓ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻟﻐﺎﺗﻬﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ...
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﺩﻭﻥ " ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺐ " ـ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ـ ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺭﺑﻄﻪ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ـ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳَّﻤﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻛﺬﻟﻚ ـ ﻭﻻ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮﻫﺎ ... ﺑﻞ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ !
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﺍﻟﻤﺴﻮَّﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺇﺫﺍﻋﺔ RFI ﻭﻣﺠﻠﺔ Jeune Afrique ﻭﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻥ TV5Monde Afrique ﻣﺜﻼ ... ﻻ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻜﺮﺱ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ .
ﻭﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﺴﺎﺀﻟﺖُ ﻟﻤﺎ ﺫﺍ ﻻ ﻳﺤﺘﺞ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ " ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﻧﺴﻴﻦ " ﺍﻟﻐﻴﻮﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ـ ﻛﺎﻟﺒﻮﻻﺭﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ـ ﻋﻦ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﺒﺚ ﻓﻲ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺒﺚ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻟﻐﺔ، ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺍﺣﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺎﻧﺪﻧﻴﻚ ... ﻭﻫﻲ ﻟﻐﺎﺕ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ؟ !
*
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺪﻭﻥ ﻧﺰﺍﻉ؛ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺪﻭﻥ ﻧﺰﺍﻉ ﺃﻳﻀﺎ ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺴﻮﺩ ﻛﻠﻐﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻓﻌﻼ، ﻻ ﻗﻮﻻ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ، ﻭﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﺑﻞ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺒﻼﺩ؛ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺑﺈﻧﻬﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﺭ ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻭﻭﺻﺎﻝ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻭﺩﻳﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺘﻬﺎ .
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺄﻱ ﺑﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺣﺸﺮﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺎﺕ ﻋﺮﻭﺑﻴﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ .
ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻭﺳﻊ ﻭﺃﺷﻤﻞ ﻭﺃﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺯﻫﺎ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻭ ﻳﺤﺘﻜﺮﻫﺎ ﻋﺮﻕ . ﺑﻞ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﺪﻣﻬﺎ ﻭﻳﻨﺸﺮﻫﺎ ﻭﻳﺴﻤﻮﺍ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺳﺪﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ... ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ، ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ ﺧﻴﺎﺭ ﻛﻦ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻛﻦ ﺍﻟﺒُّﻮﻻﺭﻱ ﺍﻟﻔﻮﺗﻲ، ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺑﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻭﻟﺪ ﺑﻮﻧﺎ، ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ !(

الفيديو

تابعونا على الفيس