يتيم له أم تمد له يدا
أيشبه من في اليتم تطعنه المُدى
وطير على كف الرياح معلَق
مبعثر ريش بالسراب قد اقتدى
ذبول على وجه الحقول مخيم
أيينع زرع حين يهجره الندى ؟
مصابيح رهبان تزف ضياءها
وحسن على خد البنفسج قد بدا
فلله ما هذا التناقض حولنا
قوي ذوى ضعفا ضعيف تمردا
تهدهد طفلا في الفراش قداسةٌ
إذا مسه ثدي الظلام تنهدا
هناك على تل الخيال معابدٌ
ولكنه بين الجبال تعبدا
إذا طاف بالقلب المقدس شكه
أتاه ملاك الوحي يلبسه الهدى
عظيم هو الإنسان يبعث غيمة
ويبقى جديب الذات ليس له جَدا
قصاصة إنجيل تعانق سره
ولطف على وجه اليتيم تمددا
تمسك بالتمكين ملء وجوده
أيخلو من التمكين من لهُ أوجدا
يحاول نفث الروح في جسم عمه
ولكنه عما يريـــــــد تبغددا
ورغم الذي في الطين مما يضره
تمالك نفسا ثم قال وأكدا
فراشات بستان ترفرف في المدى
ولولاه ما كانت ترفرف في المدى
ذهول على جفن الرماد ونشوة
وبلبل صبح بالمحبة قد شَدَا
وطرف لساني لا يجود بقولة
أعجز على هذا اللسان قد اعتدى؟
تمايل غصن في القريحة يانع
وصوتي بحبل الصمت بعده قُيدا
عناكب تبني في السماء خيوطها
فسبحان خيط كالصراخ له صدى
وخمر لذيذ لا يكاد يذوقه
سوى منفق شعرا وعبد تهجدا
شظايا من الإسفلت وحد بينها
ورغم الذي يلقاه لله وحدا
وتشكو إليه الطير ضنك معيشة
ويأتيه مخبول ليسأله رِدا
شوارع قلب بالنبوءة أُغلقت
ونور على وجه الغمام توقدا
تقول التي في الحب تكسر خاطري
وتجمعه عشقا إذا ما تبددا
ألا أيها المجنون مالك هائما
خيالك لا يكفي لتمدح أحمدا
انواكشوط 12ربيع الأول1438
الموافق 12-12-2016