كتب الثوار البلشفيون تاريخ روسيا القيصرية و تضحيات شعوب القوقاز ، سطرت ألمانيا المحررة تاريخ الرايخ و الآريين و الحلفاء ، تدفق مداد الكتاب و المؤرخين الفرنسيين ، يمجد بطولات حرب التحرير الفرنسية و اعلاء شان قيم الجمهورية و رموز الثورة و ابطال التحرير " ديكول عنوان المرحلة " ، تحت عنوان( من نبوخذ نصر الى صدام حسين بابل تنهض من جديد ) ، امر الشهيد الراحل صدام حسين رحمه الله باعادة كتابة تاريخ بلاد الرافدين ، كتاب و مؤرخي السنغال و الجزائر و تونس ، تجرودا من ذواتهم و تخلصوا من عقدهم الاجتماعية البينية ، و عكفو بمهنية على اعادة كتابة تاريخهم و روايته لاجيالهم بكل امانة و حياد ، واهم من يعتقد ان الغاصب و المحتل سلم السلطة او الاستغلال يوما " لوطنيين افحاح " ولكم عبر التاريخ الطويل للصراع بين التحرر و الاستعمار أمثلة ، من أبن العلقمي ببغداد " هولاكوا " الى حكومة " فيشي " النازية في فرنسا الى "محمد رضى بهلوي" في ايران و" كرزاي" في افغانستان و "بريمر و علاوي " في بغداد و " اليوبولد سيدار سينغور " في السنغال و " فيلكس فوت بوني " بساحل العاج و" موبوتوو " في زأئير و " موديبو كيتا " في مالى و " بوتوليزي في جنوب افريقيا و ليست بلادنا عن ذلك باستثنا ، الجزائر و تونس و ليبيا و بعض دول امريكا للاتينية و الهند و قلة من دول شرق آسيا كانت الاستثناء ، حيث كان النصر التام حليف المقاومة وجيوش التحرير و كان استقلالهما كاملا عن جدارة و استحاق ، وحق لاجيالهم للاحقة ان تطلق الالقاب كيف ما شاءت على لآباء و الأجداد ، و ان ترصع صدورهم بالاوسمة و النياشين و ان تزركش قبورهم بالورود و الياسمين ، لانهم ببساطة كانوا جديرين بالحياة و هم كذلك يزرقون عند ربهم خالدون يذكرون عند شعوبهم ، لكن جبنا غريبا في نخبة فكرنا و انغماس عميقا لأغلب كتاب و مؤرخي بلادنا ، في وحل الجهوية و القبلية و الحمية الجاهلية ، وطمعا رهيبا لجل ساسة شأننا وصانعي الرأي و مدبري الامر فينا ، جعل اجيالنا للاحقة تلعن السالفة و تخشى ماضيها و تجعل منه معرة ، تصنع تاريخا و امجاد خالصة لها من دون الناس ، ليحتمي بها كل في حيزه الجغرافي و نسقه الفكري و السياسي ، للحفاظ على مجده المزيف و نصيبه من ارث الأم الغاصبة ، حمية للاب و عقوقا للاجداد و الوطن الام الحنون ، ... ياكتاب و مؤرخي موريتانيا إنتفضوا .
يتواصل ........