ثمة طيف كبير و متغلغل في الدولة الوطنية الوليدة التي لا يتجاوز عمرها متوسط عمر انسان ، يرى بان قائد الحملة الاستعمارية الفرنسية في بلادنا " كزافييه كبولاني " ، كان يحمل مشروعا حضاريا و تنمويا لموريتانيا و شعبها المشتة بين الامارات المتناحرة ، و المبعثرة بين الجزائر و مالي و السنغال و المغرب ، ويذهب ابناء هذه المدرسة الى تعظيم القيم الاستعمارية و المبالغة في تمجيد رموز و عملاء المستعمر ، و الطعن بصورة فجة و فاضحة في تاريخ هذ الشعب و صيرورته و مقاومته الوطنية و دماء شهدائه ، ناهيك عن تقزيم نضالاته و احتقار مآثره و بطولاته ، و اختزاله في( لحظة تآمر وقصيدة توحيد و علم مفروض) لم تتفق عليه يوما وحدات الشعب المكونة للدولة و المجتمع ، الدولة التي تاسست و اقامت امبراطوريات و ممالك و امارات و احكام ، قبل ميلاد " الاب المؤسس !؟ " لدولة التبعية بقرون عديدة حافلة بالعمران و الحفر و الغرس و التأليف و النشر و الفتوحات و الحرب و السلم ، ليطالعنا ابناء مدرسة الاستعمار بتنكر و حجود لبناة هذه الامة بالعرق و الدم و التضحيات الجسام ، من كل جهات الوطن و اعراقه و مكوناته الاجتماعية و وحداته المجتمعية ، مختزلين التاريخ و النشاة و البناء و النضال في رمز مدرستهم الاستعمارية ( المخطار ) ( ابي امتهم و مؤسس دولتهم ) ، التي بزغت للوجود في 28 نفمبر 1960 و توقفت عن النمو و الحركة و التطور في العاشر من يوليو 1978 ، في عملية اجتزاء و سطو مهينة على تاريخ امة و امجاد شعب ، و سخاء غير مستحق ممن لا يملك لمن لا يستحق ، لم يتفق الشعب الموريتاني يوما لا في ماضيه و لا في حاضره ، ان المرحوم داداه اب لهذه الامة او مؤسسا لهذه الدولة ، بل هي عملية استحواذ على ذاكرة مجتمع و اختطاف لمآثره و تقزيم لبطولاته و تقليل من تضحياته ، تهندسها شبكة المدرسة " الكبو _ داداهية " ، و اعوانها ممن حرموا شرف الكفاح ضد المستعمر و مجد النضال التحرري من ربقة التبعية الثقافية و الاقتصادية لفرنسا أمهم .
يتواصل ........