جولة الرئيس الديمقراطية في آدرار بين الصدق والنفاق / سيد محمد ولد أخليل

أربعاء, 11/30/2016 - 22:25

إذا كنتم تريدون إعادة كتابة كل شيء: صبغ علمكم وتغيير نشيدكم، وإعادة كتابة تاريخكم، فإن ذلك قد يعني أمرا واحدا وهو أنكم بلا تاريخ وبلا ثوابت، وأن كل من سيأتي بعدكم من أبناء المسلسلات - ممن أعجبت أمه بممثل تركي أو مكسيكي كافر، فورث طباعه وديمقراطيته -، سيكون بإمكانه تغيير تاريخكم

وعلمكم ونشيدكم بل تغيير وجوهكم إن أمكنه ذلك ! فلا يدفعكم حب التغيير إلى تغيير كل شيء، فالتغيير ليس دائما محمودا، خصوصا إذا كان في الثوابت أو إذا كان من أحسن إلى أسوأ، لأن الذين دونوا التاريخ ورووه من قبل، والذين كتبوا النشيد وأمثاله ، ليسوا كالمسوخ الأدبية والفكرية الذين يخاف الواحد منهم من الجمل إذا رآه ! ولم يثبت في تاريخ الواحد منهم – وهو احق بالتغيير – أنه ثبت ناقة أو حمارا أو صارع ندا له !! ولا يعرف غير ظلمات الإنترنت والأغاني والأفلام، ودروب اتحاد الأدباء والسياسيين المنافقين ! هؤلاء هم رجال ومفكرو وشعراء هذا العصر حفظنا الله من شرهم، وأوله جهلهم المطلق بدينهم وبعدهم عن مقتضى الآية الكريمة: " قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ". فهل طبقوا هذا القول في نفوسهم، وفيما يحيط بهم من سياسات ومعاهدات وتحزبات ؟ هل طبقوه في مجال التعليم فقدمة لغة القرآن وشرعه على لغة المال ؟ هل طبقوه في مجال موالاة الكفار فتبرؤوا ممن يحاربهم منهم ؟ هل طبقوه في أنفسهم فجعلوا الدين أساس تحركاتهم أو على الأقل حاولوا تعلم ما ينفعهم في عقيدتهم وعباداتهم ومعاملاتهم ؟ أبدا، هم أخبر بأرسطو وكلينتون ومادونا، من ذلك كله !

نعم، ستقول إنها أفكار قديمة، لكني أذكرك بأن الإسلام مضى عليه أكثر من قرن، وأنه اكتمل في قرنه الأول، فهو قديم جديد دائما، لا ينكر ذلك من المسلمين إلا الأغبياء الذين انتشروا في هذا الزمن، نظرا لصلاحيته لكل الأماكن الأزمان، فتطور وتحضر في مجال دينك قبل أن تدهمك خيل العدو القادمة، ولن تنفعك حينها ديمقراطيتك عند هؤلاء ولا موالاتك لهم ما لم تنسلخ تماما من دينك، وهو ما أخبر به الله عز وجل !

أتعرف لماذا أقول لك هذا، وأنا على يقين من أنني أكثر تطورا – حسب المفهوم السائد -، وخبرة في هؤلاء الغربيين من أكثر المرتمين في أحضانهم ؟ لأنني أرى المسلم اليوم يتحدث في كل شيء ما عدى دينه وأصوله التي خلق ليتحدث عنها وليدعمها وليجعلها منهج حياته كما أمره ربه عز وجل ! أرى فكرا بشريا سخيفا يمثله ما يسمى بالديمقراطية، يلقى قبولا عند معظم المسلمين، ويتسابقون إلى التضحية بمبادئ دينهم في سبيل إثبات أنه دين وسطية رعناء وديمقراطية جوفاء، ويصل الأمر إلى درجة تساوي أفراد الشعب من العوام – الشعب الذي أصبح إلها يحكم ويسن القوانين - مع الحاكم وبالتالي تخريب دول مسلمة كانت تشكل الأمل للقوة الإسلامية التي تزداد ضعفا يوما بعد يوم !

أرى لغة أجنبية لم يعرفها الجد الثالث للواحد منا ، تصبح اللغة العلمية والثقافية، بل والشعبية، الأولى لكل المواطنين ! فهي بفكرها البشري القاصر وأهلها المعادون وعهرها وإلحادها ، توضع فوق لغة القرآن على أرض الواقع، كأن الأخيرة لغة ميتة متخلفة لا تصلح إلا للمساجد المهملة !

قال زهير بن أبي سلمى:

وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ ... وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ

ليقل مثل هذا البيت – وأمثاله - أو نصفه أو ربعه أو مثل ربعه، أي شاعر من أمراء أل sms الحالين ، حتى يتغاضى المنتقد عن أبياتهم الركيكة التي يطمعون في استبدال "كن لله ناصرا" بها !

وكذلك بعض المنافقين يعتقد أنه يخدع الناس بكلامه المعسول وحركاته البهلوانية، ولا ينتبه إلا أنهم يعرفون ذلك ويحسون به مهما اتقن دور الكذب والتخفي !

استمعت إلى اللقاء المفتوح الذي جرى بين الرئيس وأبناء مدينة أطار الجميلة، وطبعا أكثرنا يعلم أن معظم المستقبلين للرئيس هنالك ليسوا من سكان أطار بل فيهم من لم ير تلك المنطقة من المنافقين وأبنائهم الذين درجوا على النفاق، هب واقفا عندما علم بأن الرئيس – المصدر المهم للرزق بالنسبة له – سيلتقي وجها لوجه بالشعب في أطار، فطار مثل الغراب المشؤوم إلى أطار ليكون من بين أوائل المصفقين للغاية الوضيعة التي في نفسه (وأتكلم عن المنافقين لا غيرهم).

حشر نفسه بين الأكتاف، ووضع رأسه بين الرؤوس حتى لا يكون منفوشا، هو الذي يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف، ويعتقد أن كل الوسائل تبرر الغاية مهما بلغت حطتها وخستها، واسوأ الكذب هو النفاق لما فيه من خداع للآخرين، ومسكين ذلك الشخص - لا أقول الرئيس، لأنه أذكى من أن تخترق قلبه تلك التصفيقات الباردة - المنخدع بالمديح الكاذب فهو كالمرأة الجميلة التي وضع القدر أمامها وضيعا محتالا كذوب الفعل والكلام، يعدها ويمنيها، وما يعدها ذلك الشيطان إلا ضياعا !

إن المنافق لا يخفى، فنبرة صوته ومنطقه يفضحانه، تراه كالأسد يزأر ببطولات وأمجاد الممدوح وهو يلعنه ويسخر منه في قرارة نفسه (وأسوأ أنواع المديح مدح الإنسان في الوجه، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن نحثو التراب في وجوه المداحين)، وكلما هتف المنافق بأكذوبة نفخ فيه الشيطان حتى يرتفع صوته أكثر وأكثر، حتى تصبح حنجرة الشخص الهزيل أو الشيخ الفاني، كحنجرة الأسد الغاضب، فلا يلتفت حينها إلى حياء أو خجل، ولا ينظر إلى ملاحظة أهل النبل والشرف لقعله الفاضح ! بل المهم عنده هو أن يضرب اعمارته، وأن ينجو منها الرئيس طبعا ليعطيه فيما بعد ما يريد !

وتأمل في المستقبلين للرئيس، تكفيك نبرات أصوات بعضهم  في تمييز المنافق الوضيع عن الشريف القنوع الذي لا يسأل الناس إلحافا، والذي لا يسأل عنه الرئيس بدوره ! والله أعلم بحال الإثنين..

لقد مدح أغلب المتداخلين الرئيس، وذلك حقهم، لكن أن يحرفوا الحقائق فيذكرون رخاء لا وجود له أو حالا معروفا انتقل من الأسوأ إلى غير الأسوأ، فهم في تلك كاذبون ، وتكفي الأصوات الصادقة القليلة التي ارتفعت أمام الرئيس مكذبة لتلك الأكاذيب في فضحها، ومن بينها صوت تلك المرأة الأبية الذي ارتفع بالحقيقة قائلا للرئيس: إن أغلب ذلك "لخليق" جاء مع الرئيس وسيذهب معه، وأن مدينة أطار الوادعة بريئة منهم، فكلهم جاؤوا لهدف واحد هو التشويش على الرئيس وعلى سكان المنطقة الأصليين، كإخوة تلك المرأة الذين لم يحضروا لكثرة مشاغلهم بعكس الفارغين الذين يمتهنون النفاق ويمتلكون السيارات الحرام رباعية الدفع العابرة للقارات، لأن سكان المدينة حسب قولها غادروها بحثا عن لقمة العيش، ولم يبق في المنزل إلا النساء والأطفال ! والرئيس يحسب أن أبناء المدينة هم الذين يستقبلونه !

وقالت باكية من القهر إن الحال يرثى لها، فلا يغتر الرئيس العاقل بالأكاذيب الثقيلة التي تلقى على مسامعه، ولينظر إلى كلام الصادقين الناصحين الذين لا يريدون شيئا، وليس كل من قال إنه لا يريد شيئا لا يريد شيئا !

كما حذره أحد الشيوخ من الإنصات للمنافقين، فهم أول من سيتخلى عنه إن تخلت الرئاسة عنه، ولن ينفعه حينها قوله: فعلت لكم، وأعطيتكم، ورفعت من شأنكم ! وهذا حال الدنيا الغرارة، وهذا هو الدرس القاسي الذي تعلمه معظم الرؤساء السابقون، فالأحرى به أن ينتبه لشعبه المسكين الذي يؤمل فيه حقيقة لا نفاقا، وأن يترشح للثالثة والرابعة، لم لا؟ ما المانع؟ أهو الخوف من المعارضة أو من فرنسا ؟

وقالت المرأة السابقة إنها كانت تعمل متعاقدة مع وزارة التعذيب مثلي (حيث عملت لفترة أستاذا متعاقدا)، والغريب أنني أمضيت فترة من عمري أتردد على المصالح الجهوية طلبا للتعاقد، وفي كل مرة يكتتبون أبناء عمومتهم وأقربائهم ويتركون بقية أبناء المسلمين، عليهم من الله ما يستحقون !

تصور جحافل من الأساتذة مستعدين لقبول دريهمات قليلة لا تكفي قطط الشوارع، تمن بها عليهم وزارة التعذيب مقابل عمل من أشق الأعمال، وهو التدريس، ورغم ذلك لا توليهم الوزارة أدنى اعتبار، مسهمة بذلك في استمرار بطالتهم، في حين أن شهادة هذه المرأة من آدرار تثبت أن هنالك نقصا حادا في الكادر البشري لدى مدارس الولاية ! فأي إدارة تعليم هذه وأي زبونية ومحسوبية تعشش فيها ؟

يا لتلك الوجوه ما أقبحها، عندما تدخل تلك الإدارات التعليمية التي عششت فيها الشياطين، ويستقبلك شيخ أشيب لحيته تصل إلى بطنه، لا ترى في وجه وحركاته غير علامات البغض والتبتيب، وعندما يعلم بأنك من غير قبيلته أو بلا وساطة تسقط من عينه، ولا يعود للعقل و العدل والقيم الإنسانية مكان، بل قد يسخر منك قائلا: "من لا محسوبية له لا حياة أو لا حظ له" !

إن وجوه المجرمين في السجن تبعث من الأمل والإطمئنان أكثر مما تبعثه وجوه بعض العاملين في وزارة التهذيب وإداراتها الجهوية ! ولو كان في ذلك حقا لشبهتهم بقوم موسى - عليه السلام - الذين أتعبوه ! ولكنهم مسلمون كما يزعمون، وأين أخلاق المسلمين وتعاونهم من أخلاقهم وتنافرهم واتبتيبهم ؟! وإذا أردت تجربة ما أقول فتفضل بزيارة مباغتة لوزارة التهذيب، ودقق في الوجوه بدء بوجوه البوابين وانتهاء بالمدراء، وسترى ظلمات بعضها فوق بعض، حتى أن وجوه لمومسات والزواني أوضأ من أكثرها (وطبعا ليس الأمر بالتعميم، وكل شيطان يعرف نفسه جيدا) !

ومع هذا نسمع بأن الرئيس ينجز وينجز، والسؤال: هل قلت نسبة الفقر؟ هل استغنى الناس عن النفاق؟ هل أصبحت عاصمتنا متحضرة؟ هل توظف كل شبابنا؟ هل أصبحت الأسعار الأساسية في متناول الجميع؟ هل هنالك منهج معتمد لإعادة الناس إلى دينهم ومحاربة سلبيات الإنترنت واللغة الأعجمية والديمقراطية؟

من أنصت لمداخلات المنافقين يعتقد أننا قفزنا نحو التقدم والتحضر قفزة شيطانية ! يقولون إن الإكتفاء الذاتي في مجال الكهرباء قد تحقق، وتلك الكهرباء التي انقطعت فوق رأس الرئيس وضيوفه في مؤتمر الكهرباء، ولا زالت تتقطع حتى اليوم !

أما من ركز على صوت تلك المرأة وأمثال هذا المقال فسيدرك أننا لا زلنا بعيدين كل البعد عن العيش في أحلام الرئيس النيرة التي يراها في وضح النهار بسبب المنافقين المحيطين به، والأدهى من ذلك أننا نسير في طريق الشيطان الغربي متجردين من كل مبادئنا الدينية يوما بعد يوما.

أما الإستقلال فلن أقول فيه إلا ما قلته من قبل، وهو:

1- أننا لسنا مستقلين عن فرنسا كما يتصوره البعض، بل لا زالت هذه الدولة تستعمرنا حتى اليوم من خلال تدخلها المقيت في شؤوننا ومواصلة نهب خيراتها بمختلف الطرق الدبلوماسية والإكراه اللين (بل أصبحت معها أمريكا على الخط بحكم سيطرتها على العالم)، ولا أدل على ذلك من كيدها حتى لرؤسائنا، ولكل من لا يساعدها في تحقيق مآربها الإستعمارية الإنتهازية التي ما وُجد الإستعمار في القرون الماضية إلا لتحقيقها، ولما رأى تكلفة ذلك الباهظة (في النفقات والأرواح)، خرج – لا يستطيع أحد أن يزعم أن المقاومة التي توقفت في المنتصف هي التي أخرجته -، ليستعمرنا بالريموت كونترول، وهذا سر إصرارهم على فرض ديمقراطيتهم ولغتهم ومناهجهم علينا، وتحقيق أهداف الإستعمار الكبرى وهي تغذية صناعاتهم وأولها السلاح الذي يضربون به المسلمين بموادنا الأولية، والدفع للعاطلين عن العمل والعاهرات في مدنهم، وتوفير الضمان الصحي والرواتب المجزية لأبنائهم، في حين أن نسائنا يبكين من القهر – كهذه المرأة - نتيجة لقلة الحيلة والوسيلة، وبلدنا غني بخيراته التي لو تركت له لعاش عيشا رغدا !

تأتي هذه الدولة الغريبة (ولن أقول الصليبية لأن البعض عنده حساسية من كل ما هو متعلق بالدين) التي عرفت بانتهازيتها لتسرقنا في وضح النهار، وتقلب مفاهيمنا التي ورثنا عن رسولنا، وتحرمنا من تطبيق شريعة ربنا على أرضنا، وكل ذلك باسم الإتفاقيات الدولية وحقوق الحيوان والديمقراطية، والدبلوماسية التي نرى بأم أعيننا كل يوم تجاوزات أهلها لحدودهم وأولهم السفراء الماكرين، ولا أدل على ذلك من تحركاتهم المشبوهة من أجل التدخل في شؤوننا تشجيعا لكل مفسد يظهر نجمه في أرض المسلمين، والدفاع عنه ضغطا على السلطات لرفع صوته عاليا، ولو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو الخالق (فذلك حبيبهم لأنهم هم أنفسهم يسبونه، وانتبه لهذه أيها المسلم العاقل فهؤلاء القوم يسخرون من ربك ونبيك في مجالسهم فكيف تتولاهم وتدافع عنهم؟ عجبا لك)، هم الذين كان عليهم لو كنا أقوياء أن يلزموا سفاراتهم خوفا من مبيدات الحشرات التي ستصب عليهم إن خرجوا منها، ولا شيء يؤلمني اليوم أكثر من قول الرئيس: "سنرسخ قيم الديمقراطية" !

أي ديمقراطية وأي قيم ؟ هدانا الله وإياه، الديمقراطية هي أسوأ طريقة عرفتها البشرية لأنها أولا مبنية على محاربة الدين – وإن كان دينهم شاذا -، إلا أنه يكفيها ذلك الوصف "عدوة الدين"! وثانيا هي منبع الكذب والنفاق، فلا أكذب وأخبث من رجال السياسة، بل إن كذبهم مشهود عند عوامنا ! وفضائحهم في العالم تبرز ذلك، كما أن الإلحاد والكفر أساسها، والشعوب الوثنية الواضحة العداوة للمسلمين خير من شعوب هذه الديمقراطية التي لا هم لها إلا النكاية بالناس جميعا وبالمسلمين خاصة معتمدة في ذلك على المكر والدهاء رغم قوة أهلها الصارخة !

وقد كان الديمقراطيون الإسبان في عهد استعمارهم لدولة "هايتي" يسلخون الجلود ويحرقون الناس أحياء ليدعون الناس إلى دينهم المحرف الذي يرون أنه يأمرهم بذلك، أو ليكشفوا لهم عن مخابئ الذهب الذي جاؤوا لنهبه، وقد قال راهب منهم لشيخ من السكان الأصليين وهو معلق: "آمن بالمسيح لتخل الجنة وتسلم"، فقال له الشيخ: هل في الجنة إسبان؟ قال الراهب: بالطبع فهو مؤمنون ! قال الشيخ: إذن لا أريد الذهاب إلى مكان فيه الإسبان ! لما شاهد من وحشيتهم وسرقتهم (وربما ما فعل بنا الفرنسيون أسوا منذ لك أو مثله، لكن أين الصادقين الذين يؤرخون لذلك ؟ أغلبهم أبناء فرنسا ويعتمدون على كتب فرنسا ! وجرائمها في المغرب تظهر في طوابع بريدية فرنسية زينوها برؤوس المسلمين المغاربة التي قطعوا ! وكذلك صور تحرشهم واستغلالهم للنساء، كل ذلك موجود في الإنترنت، وقليل من يتحدث هنا عن تلك الجرائم، فهي من الأسرار التي تحرم فرنسا على أزلامها كشفها، وما نحن متأكدون منه هو أنهم قتلوا واغتصبوا ونهبوا ، ولا يفهم أحد من كلامي هذا أنني موافق على الإعتداء على الآمنين منهم أو الذين أخذوا العهد على دول المسلمين بواسطة تأشرة الدخول وقدموا للسياحة كما يفعل الدواعش ، فإذا اعتدت دولهم على دول المسلمين، وكل بلد مسلم فيه داعش عليه أن يتجهز للقائهم/ فكل الدلائل تشير إلى أنه حيثما وجدت ابنتهم بالأنابيب "داعش"، فإنهم يوجدون، وما داعش إلا حجة مختلقة لضرب بلدان المسلمين، ثم أين حرية هذه الدول؟ لماذا تأتي طائراتهم إلى مالي والعراق وسوريا لتضرب المسلمين في عقر دورهم كأنهم بلا حكومات أو بلا جيوش أو كأن تلك الحكومات هي التي فجرت في فرنسا وبريطانيا ونيويورك ؟ أليس ذلك اعتداء صارخا على كرامة واستقلال تلك الدول ؟ ومن طرف من ؟ من طرف أهل الكذب الديمقراطي والحقوق الدبلوماسية والعدل المقيت !، أما نحن فيكفينا في الوقت الحالي أن نفهم أن في تقديم مناهج أعدائنا على مناهجنا وديننا كل الشر والخسران، وأين من يفهم ذلك اليوم؟ فالغالبية أصبحت إما من أهل البدع  الذين لا حول لهم ولا قوة ولا وجه بسبب الخذلان المبثوث فيهم بسبب الضلال أو من هذه النخبة العفنة التي تسبح باسم الديمقراطية وحقوق النصارى المخزية التي لا أصل لها (والدليل سوء أفعالهم)، فتبا لها من نخب إبليسية وإن صلى أصحابها في المساجد وابتهلوا).

أي ديمقراطية ؟ ألا يكفينا ما رأيناه من مساويها وأولها التجريء على كل سوء، كدعم كل من يكفر بالله، ومدحه إذا هاجم رموز الدين (رسوله وربه!)، وتشجيعه بالجوائز وغيرها ، أو إذا خرج إلى الشارع على أجنحة المظاهرات معترضا على الرئيس والجيش والدولة (كاللص الذي يعترض على القاضي!) !! أو سيادة القانون الفرنسي الذي أصبح دينا ضاعت الشريعة في أروقته الإبليسية النتنة !

هذه الديمقراطية المجلوبة من بلدان الأعداء المصرحين للمسلمين بالعداوة، الذين لا يخجلون من إعلانها أو دعم كل عدو لهم في وضح النهار (أنظر إلى دعمهم المعلن للدويلة اليهودية)، أمثل هؤلاء يتخذهم المسلم العاقل أولياء ؟ أليس من الدين طاعة الله في اتباعه فيما قضاه على المسلمين مما هو متعلق بحياتهم الاجتماعية كالعقوبات التي سنها ردعا للمفسدين مثل الحدود التي وصلنا إلى درجة النظر إليها نظر المشكك في علم خالقه - الذي أقرها - بخلقه ! وأسأل كل المعترضين: لماذا تعترضون أيها المؤمنون الصالحون على شريعة ربكم ؟ لماذا ترغبون عنها أيها الأغبياء المتعفنون ؟

هذه الديمقراطية التي لا وجود لمبادئها الإصلاحية الكبرى، كالمساواة (تأمل في شريعة الغاب المسماة الفيتو في مجلس الأمن، وتذكر أن دوله مبنية على الديمقراطية).

وتأمل في الدعاية السخيفة "أن المرأة مساوية للرجل" ! متى كانت الحبلى مساوية للعفريت ؟ إن المرأة التي تمشي وحدها بعد منتصف الليل تعرض نفسها كأي فريسة أخرى لخطر الإفتراس، فكيف تتساوى الضحية مع مفترسها، ومتى كان ذلك ؟ المرأة مفترسة في الشارع من طرف العيون التي تلتهم جسدها ولولا الجيش والشرطة ما قدرت امرأة على إخراج ظفرها إلى الشارع، والمرأة مفترسة في الإدارات من طرف كل من يقدر عليها بالضغط والإغراء ! ويقولون بعد ذلك كله إنها مساوية للرجل ! نعم ستتساوى معه إذا أصبحت بلا حياء وعفة، لحظتها ستستوي مع الرجال، وتكون مثلهم تتجول بينهم متى شاءت، وتصارعهم، وحينها ستكون بلا أدنى إحساس، وهذا واقعها في أوروبا وأمريكا إلا ما شاء الله، وهذا ما يريدونه للمرأة في دول المسلمين حتى أنه أصبح من بيننا نساء كالمداخن في المقاهي، وأغلبهن منحرفات، لأن المرأة الصالحة غير الفاسدة لا تعرف إلا بيتها وزوجها وأبنائها وذويها والمقربين منها، أما غير هؤلاء فلا تعرفهم ولا تريد معرفتهم لأنهم بلا أدنى نتيجة عليها.

2- شهداء الإستعمار: كثر الحديث عن هذه الفئة، ولعلها فرصة في السنة لذكر وتذكر وحشية المستعمر الفرنسي، كم قتل وكم اغتصب وكم شرد وكم نهب، بدل مدح طريقته الديمقراطية والنفاق له طوال العام، والثناء على كتبه وسياسته، حتى أصبح بعض العلماء لا يحس بالشرف إلا إذا نطق بجملة فرنسية متكسرة !  واستمعت اليوم في الإذاعة إلى أحدهم قام بالتأصيل لفقه الوطنية الديمقراطي، بانيا فقها لا أعرف هل هو مالكي أم فرنسي، حول الوطن والديمقراطية، مسندا كلامه على أدلة الشرع المسكين الذي لم يبق منه ما يستند عليه عود ثقاب !

أما السادة المؤرخون فمنهم من قال بمنتهى الغباء إن فرنسا حكمت على من قبضت عليهم بعد عملية اغتيال كبولاني بأحكام صورية وأعدمتهم، ذاكرا أن فرنسا وهي بلد الحرية – أي حرية؟ - تجد حتى اليوم حرجا كبيرا كلما تم تذكيرها بذلك ! ما شاء الله، فرنسا الحنونة التي لا يجوز في حقها الخطأ، والتي قتلت واغتصبت وشردت بقوة السلاح لا قوة القلب لأن قلب المؤمن الواحد يزد ألف قلب أو أكثر من قلوب الكفار الجوفاء، ولا زالت تقتل في سوريا والعراق وغيرهما حتى اليوم، فرنسا في نظره القاصر المحجوب المطموس: ما دخلت بلدنا إلا بهدف نشر مبادئ الحرية والعدل والإيمان !!!

فلتكن ذكرى الاستعمار مذكرة بمن ذهب من آبائنا وامهاتنا وثرواتنا، لا مجرد حفلات يدعى إليها السفراء ولا تذكر فيها الجرائم، وكأن شيئا لم يكن، لأن متطلبات ترسيخ الديمقراطية والتبعية للغرب تفرض ذلك !  لننظر إلى ديننا نظر العاقل إلى ما ينجيه في الدنيا والآخرة، ولنجعله فوق رؤوسنا ورؤوس غيرنا، ولنخش الله وحده فهو أحق أن نخشاه ونرجوه بدل خشية هؤلاء المخمورين الملاعين.

- صناعة السلاح: حدث بعض الصناع التقليديين عن إعادة المصنعين القدامى لصناعة أسلحة النصارى وتطويعها لتناسب متطلبات المجاهدين، فكانوا يجلبون الكبريت من الجبال، ويصنعون المواد لمشتعلة من بعض المواد (كمخلفات النعاج) التي ألجأتهم الحاجة إلى معرفتها، وهنا نذكر أن الروس في الحرب العالمية الثانية، دفعتهم الحاجة بعد الإجتياح الألماني إلى تصنيع 25 ألف دبابة (أو أكثر في الشهر) مما جعلهم يبرزون فيما بعد كقوة عظمى، وكذلك بريطانيا دفعتها الحاجة نظرا لتطور الطيران الحربي الألماني إلى اختراع الرادار، ودفعت الحاجة والخوف من اليابان، أمريكا إلى اختراع القنبلة النووية وقتل اليابانيين حتى لتسلم من شرهم المتوقد الذي لا حدود له، وهكذا في كل محنة منحة، ولو عاد المسلمون إلى دينهم الأصلي بعيدا عن هذه البدع الخرافية التي تعلق الناس بشيوخ ماتوا وأصبحوا ترابا منذ قرون ! وعن هذا التدعش المارق والتأخون الديمقراطي والتشيع الخبيث، لما وقفت في وجوههم قوة واحدة لأن الملائكة حينها ستكون معهم، نعم الملائكة لا أمريكا.

لقد دفعت الحاجة بدوا في بلدنا هذا إلى تطويع المسدسات والبنادق، وصنع المواد المشتعلة من مخلفات الحيوانات الأليفة ! فلماذا توقفت تلك الصناعة؟ بل لماذا لا يوجد في دولنا العربية كلها مشروع تسلح جاد واحد رغم أننا جميعا محاطون بأخبث وألعن وأسرق الأعداء؟ أين منا قوله تعالى "وأعدوا لهم"، ألا يمكن لدولنا هذه أن تستجلب شكلية مدفع أو قنبلة أو طائرة أو حتى سيارة أو هاتفا ذكيا لتعيد تصنيعه ؟! يا للفضيحة والوضاعة والدناءة ! أم ان الإستعمار الذي لا يزال متواصلا يعتبر تلك خطوطا حمراء ؟!

وبدلا من كل هذا نركز على استجلاب شكلية من الديمقراطية كاذبة لا هي بالديمقراطية الملحدة الكافرة الصريحة الوضاعة ولا هي بالديمقراطية الإسلامية لأن الإسلام لا يقبل بالعاهرات في نظمه.

ألا تسمعون في هذه الأيام بشركات الهواتف الصينية الصاعدة مثل Xiaomi وLenevoo وLeeco وhuawei وغيرها، إنها تقفز نحو القمة بسرعة رهيبة وستزيح أيبل وسامسونج - وأمثالهما من شركات الغلاء المجحف - قريبا، لأنها تصنع الهواتف القوية والرخيصة في آن واحد بدل هواتف هذه الشركات الإحتكارية البغيضة التي لا يقل ثمنها عن 600- 700 دولار !

إن هذه الشركات الصينية بدأت كصناعنا التقليديين بمخلفات النعاج وكبريت الجبال، ولكنها استمرت، واستعانت بنماذج من سبقها من الشركات بل ربما بموظفيها ومخترعيها (يمكن لكل الدول العربية أن تستجلب بالمال وحده أعظم الرؤوس، ولكن الفكرة غير موجودة أصلا والأهمية معطاة لكيف نكذب على شعبنا والعالم بأننا نرسخ قيم الديمقراطية، فظم فالديمقراطية التي لم نر منها سببا واحدا من أسباب التقدم والقوة والرخاء، بل بالعكس اشتعلت بسببها ليبيا وتونس وسوريا ومصر).

هذه الشركات الصينية تسابق الريح اليوم نحو القمة ! وتفاجئ العالم، حتى أنني طلبت أحد هواتفها بمميزات قوية لا بأس بها مثل رام 2 جيجا، وكاميرا 13 ميجا بكسل، وشاشة 6.0 انش، كل ذلك ب 80 دولار تقريبا !!

وستعجب من الأرقام التي تحققها هذه الشركات على مستوى الصين (إذ هي الأولى هنالك في مجال الهواتف) وهي في تصاعد على مستوى العالم كله ، بل إنها تبتلع شركات أمريكية وأوروبية كبرى، وتبدع في كافة الصناعات!

إن هذه الشركات تعتبر درسا للعرب الذين لم يعملوا على صناعة غير الديمقراطية، ولم يكن يحاول منهم ذلك إلا صدام والقذافي رحمهما الله، أما البقية فهي تدرك اليوم أنها ضيعت وقتا ثمينا كان بإمكانها تقوية نفسها فيه، وبدلا من ذلك ركزت على إرضاء أوروبا وأمريكا مضحية بمبادئها وقيمها ودينها، ومتناسية بسبب الجهل وقلة الإيمان وقلب المفاهيم في الجامعات الغربية أن الله تعالى قال في كتابه المحكم: " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ"، وانظر هل رضوا عن أي حاكم أو مسلم منسلخ من دينه تعلم أن كلام الله محكم لا راد له، فليتنا جعلنا هذه الآية قاعدة أساسية في تعاملنا مع هذا العدو اللدود الذي لا ينكر عداوته إلا مخمور أو جاهل بدينه وبالواقع..

ليتنا وضعنا بيننا وبين حضارتهم هذه حاجزا كهربائيا يصعق كل كلب يقترب منه، وعدنا إلى أصول حضارتنا المبنية على الإسلام النقي الخالي من الشوائب، أليس هذا من حقنا أم أننا مغصوبون على اتباع ما عليه هؤلاء؟

أجب نفسك على هذا السؤال بينك وبين نفسك، وأنظر كيف يمكننا تجاوز هذه الإشكالية الحضارية الديمقراطية الوسطية الراقية التي جرعتنا العلقم ؟!

الفيديو

تابعونا على الفيس