مدينة انواذيبو العاصمة الاقتصادية لموريتانيا مدينة ساحلية – شبه جزيرة – مطلة على المحيط الأطلسي بوابة البلاد على القارة الأوربية كانت إلى وقت قريب وجهة للعديد من الأفارقة الحالمين بالوصول إلى القارة العجوز – أوربا-.
ولكي تكون المقارنة موضوعية ارتأينا الحديثة أولا عن واقع المدينة قبل 2009 حيث كانت المدينة تفتقر بكل أمانة إلى بنى تحية ووسائل عيش كريم ، فمن المتفق عليه أنها غيبت خلال الأنظمة الماضية المتعاقبة عن مشاريع التنمية الاقتصادية ذات الأهمية التي تأخذ في الاعتبار كونها عاصمة اقتصاد البلد وبحكم موقعها وما تسخر به شواطئها من ثروة سمكية ومناظر سياحية خلابة وجهة للعديد من المستثمرين والسياح.
ناهيك عن مظهر وجود العديد من الأحياء العشوائية في المدينة فاعادة تنظيم المدينة ووضع مخطط عمراني لها كان حلما بعيد المنال ، وظلت المرافق الصحية هي الأخرى تحتاج إلى اصلاحات كبيرة سواء في مجال المنشآت أو التجهيزات أو حتى الكادر البشري الذي هو ضمان نجاحها .
والأخطر من كل ذلك هو الواقع الصعب الذي كان يعيشه التعليم حيث كان يفتقر إلى منشآت وتجهيزات وسياسة تأخذ في الاعتبار ضرورة البحث عن حلول سريعة وفعالة لانتشاله من ذلك الواقع .
أما في ما يتعلق بالعدالة فمن المعروف أن وتيرة الجريمة ترتفع وترتبط بالواقع الاقتصادي لكل مدينة فالحاجة في معظم الأحيان سبب مباشر في ارتكاب الفعل الجرمي وتتراجع نسبتها يتماشى طرديا مع تحسن الأوضاع الاقتصادية ، فالسجن المدني في المدينة كان يعيش أوضاعا مزرية بسبب الاكتظاظ و عدم احترامه للمعايير والنظم المطلوبة . فرغم التمويلات الحكومية و الأجنبية فقد باتت أوضاع السجناء في المدينة غاية في الصعوبة .
أما الحديث عن الطرق والأرصفة و الموانئ ووسائل مراقبة الثروة السمكية وتوفير المعدات الضرورية لذلك وتحسين ظروف المواطنين من خلال سياسة تجعل من المواطن هدفها الأول فالحديث عنه يطول إلا أنه باختصار يمكننا القول أن شوارع المدينة كانت عبارة عن كومة من الرمل لا تسبب في الغالب سوى أمراض الحساسية والصدر بسبب ارتفاع الغبار أثناء مرور السيارات والمواطنين ناهيك عن انعدام الإنارة العمومية على الشوارع الرئيسية وحتى داخل أحياء المدينة التي كانت تفتقر إلى الماء والكهرباء في معظمها بسبب وجود الأحياء العشوائية التي كانت التحدي الأبرز.
ولكنه في نهاية كل نفق مظلم هناك بصيص ضوء يعبر عن وجود أمل فبعد سنوات عجاف من المعاناة والانتظار عاشتها مدينة انواذيب الحالمة جاءت لحظة الانطلاقة نحو آفاق جديدة مع وجود إرادة سياسية حقيقية فكانت البداية مع نجاح غير مسبوق لشخص وضع نصب عينيه المصلحة العليا للبلد وقرر خوض المعركة من أجل وضع البلاد على جادة الصواب ورأٍى فيه غالبية الشعب الموريتاني شخصا يجسد بحق شخصية القائد المناسب للمرحلة فبدأ الرئيس محمد ولد عبد العزيز حربا لا هوادة فيها ضد الفساد والمفسدين وارسل رسالة قوبة لكل خصومه ومؤيديه أن الأموال العمومية هي خط أحمر وأنها ستوجه إلى بناء موريتانيا جديدة ينعم فيها الجميع بالعدالة والاستقرار والرفاهية .
فمنذ توليه مقاليد السلطة أطلق الرئيس : محمد ولد عبد العزيز جملة من المشاريع التنموية الهامة في مدينة انواذيب فاستطاع بمتابعته المستمرة لها وبوجود إداريين قادرين على تحقيق أهداف تلك التنمية بامتلاكهم الخبرة و الإرادة الضرورية أن يحول تلك المشاريع من مجرد شعارات إلى واقع معاش حيث تحقق في فترة وجيزة ما لم يتحقق خلال عقود من الزمن :
القضاء بشكل نهائي على كل مظاهر الأحياء العشوائية بالمدينة و تقسيم عدد كبير من القطع الأرضية على المواطنين بطريقة أشاد بها السكان أنفسهم وتمت وفق مخطط عمراني تمت دراسته بعناية كبيرة وهو نجاح غير مسبوق يجسد صدق الإرادة السياسية.
توسعة شبكتي الماء والكهرباء في المدينة وتوفير هذه الخدمات لصالح سكان الأحياء الجديدة بأسعار رمزية وهو ما كان له الأثر الإيجابي على حياة المواطنين .
وضع بنى تحتية بهذه الأحياء مكنت من توفير الخدمات الأساسية لصالح السكان (أسواق – مدارس – طرق – مستوصف ...) .
إحصاء الأسر الأكثر احتياجا والشروع في توفير وبناء مساكن لصالحهم بهدف وضعهم في ظروف مناسبة مع تقديم معظم المساعدات لهم من أجل التحسين من ظروف حياتهم ( عن طريق وكالة تضامن – هيئة اسنيم الخيرية – وسائل الدولة الأخرى...
نزع بقايا السفن التي كانت تشكل خطرا كبيرا على الملاحة البحرية .
توسعة ميناء انواذيب المستقل لزيادة طاقته الاستعابية وتطويره
إنشاء ميناء معدني جديد يوائم الطلب ويمكنه تلبيته مما كان له الأثر الإيجابي على شركة اسنيم و يعتبر كذلك دفعة قوية للاقتصاد الوطني .
توسعة ميناء الصيد التقليدي لتلبية الطلب وزيادة الطاقة الاستيعابية – قيد الانجاز-
بناء مستشفى جهوي عصري لأول مرة في تاريخ المدينة من المتوقع أن يبدأ تشغيله قريبا .
شق طرق جديدة في المدينة ووضع إنارة عصرية وبناء أرصفة مكنت من الحد من الوضعية الصعبة التي كانت تعيشه طرق المدينة .
تقسيم قطع أرضية على المزارعين ووضع خزان ماء بها مع توفير شبكة للماء بداخل المزارع قصد توفير الماء للمزارعين مكنت من تغذية السوق المحلي بالخضروات الضرورية الصحية بأسعار منافسة.
بناء مقارحديثة لمفوضيات الشرطة بهدف تحسين المنشآت مع توسعة مقر الإدراة الجهوية للأمن ومفوضية الشرطة المركزية وسط المدينة – الأشغال جارية-
بناء ثانوية الامتياز– وهو مشروع هام ستنتهي أشغال بنائه خلال أشهر قليلة-
توفير معدات صحية التصوير الطبقي بالأشعة " أسكانير" مع فتح مركز لتصفية الكلى الصناعية hémodialyse لأول مرة في انواذيب.
توفير باخرة عصرية دعمت أسطول المراقبة البحرية شكلت دفعة قوية له مع تزويد خفر السواحل الموريتانية GCM بمعدات ووسائل العمل الضرورية مما عزز من قدرات المراقبة البحرية .
تراجع الهجرة السرية من البوابة الموريتانية بسبب الصرامة والسياسة المراقبية المحكمة التي تبنتها الدولة في هذا المجال .
بناء سجن جديد وبمواصفات لائقة لإيواء المساجين ويتوفر على بنية عصرية.
إعادة تنظيم قطاع النقل من خلال استفادة المدينة من ادارة جهوية للتجمع العام لأمن الطرق وهو الشيء الذي كان له الأثر الإيجابي من خلال توفير فرص عمل لصالح المواطنين مع إلزامية توفر السائقين في القطاع على رخصة سياقة خضراء وفتح مكتب جهوي لسلطة تنظيم النقل البري التي عهد إليها برخصة النقل بالنسبة للسيارات مستوفية الشروط .
استفادة المدينة من سياسة الدولة الهادفة إلى تطوير التكوين الفني وتشجيعه في فئات الشباب من أجل خلق يد وطنية قادرة على ولوج سوق العمل والمنافسة .
حصول العديد من المواطنين على فرص لخلق مشاريع اقتصادية من خلال قروض ميسرة عن طريق صندوق الإيداع والتنمية والتي مكنت من تحسين ظروفهم وخلق المزيد من فرص العمل .
استفادة المدينة من سياسة الدولة في التعاون والشراكة حيث تم إنشاء مؤسسة عملاقة في مجال الصيد البحري وهي شركة هونغ دونغ التي مكنت من خلق العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة .
إنشاء الشركة الوطنية لتوزيع الأسماك و بناء مقرها و التأكيد على دورها الاجتماعي غير الربحي وخلقها للعديد من فرص العمل .
إنشاء الشركة الموريتانية لبناء السفن والتي مكنت القباطنة الشباب من الاستفادة من خلال صندوق الإيداع والتنمية CDD على قروض متمثلة في سفن للصيد حديثة بالتعاون مع دولة اليابان التي أطلقت المشروع ودربت كوادر ويد عاملة وطنية كل ذلك في إطار سياسة الشراكة الناجحة التي مكنت من خلق العديد من فرص العمل .
شركات دقيق السمك التي مكنت من خلق العديد من فرص العمل ناهيك عن عائداتها على الخزينة العامة للدولة .
توزيع 140 سيارة ثلاثية الدفع WAW على سكان الولاية– بطريقة شفافة (القرعة) عن طريق صندوق الإدخار والقرض CAPEC
القيام بعديد حملات التوعية والتحسين في مختلف المجالات خاصة في إطار الوحدة الوطنية وثقافة التعايش بين مختلف مكونات المجتمع الموريتاني .
تم وضع سياسة محكمة لمراقبة المال العام والتصدي بكل حزم لمحاولات الاستيلاء عليه بمختلف الطرق والحيل وتم تقديم المخالفين إلى العدالة .
ومن الجدير بالملاحظة أن معظم هذه المشاريع تم توجيهها لتطوير قطاع الصيد البحري وهو نجاح كبير إذ يعتبر هذا القطاع إحدى الدعامات الأساسية للاقتصاد الوطني يضاف إلى ذلك الاتفاقيات الهامة التي مكنت من الاستفادة من هذا القطاع ووقف النهب والاستنزاف الذي كان يعاني منهما هذا القطاع خلال عقود من الزمن .
والحقيقة أنه لا يمكن أن نسرد كل الإنجازات التي تحققت في المدينة وهو ما جعل أي محاولة للتقليل من أهميتها تتعرض للفشل ويتهم أصحابها بمحاولة تزوير الحقائق وطمس الواقع و مجانبة الحقيقة.
فالمواطن المخلص لا يمكنه إلا أن يتوقف عند مختلف هذه الإنجازات والمشاريع منوها بها ومن حقه أن يواصل طلبه المشروع في ضرورة مواصلة هذه المسيرة الناجحة التي تنم عن إرادة مطلقها وكل الإداريين في المدينة الذين استطاعوا تجاوز كل الصعوبات والمعوقات التي اعترضت طريق هذه الإنجازات الخالدة التي تحققت لصالح السكان ومن العدالة والإنصاف أن نخص بالذكر والي ولاية داخلت انواذيب : السيد محمد فال ولد احمد يورا الذي يحظى بكل الاحترام والتقدير وجسد قرب الادارة من المواطن من خلال تواصله مع المواطنين وسعيه الدؤوب لحل مشاكلهم . و هي مسألة غاية في الأهمية.
ساكنة مدينة انواذيب ، وأنتم تحتفلون معنا بالذكرى 56 لعيد الاستقلال الوطني عليكم استحضار التاريخ لتقارنوا بأنفسكم واقع المدينة قبل وبعد العام 2009 . أما حين نتحدث عن الانجازات خارج انواذيبو المدينة فحدث و لا حرج.
نتمنى أن تتواصل هذه المسيرة الناجحة وأن ينعم الجميع في هذه المدينة بالأمن والأمان في حو تسوده العدالة ونحس فيه جميعا بالمساواة .
وفي الختام نتمنى للجميع عيدا مباركا سعيدا .
عاشت موريتانيا حرة ومستقلة حرر بتاريخ 26/11/2016
محفوظ باب محمد عبدي محمد سيدي سوله
46555059 36840004