استعرض الدكتور عبدوتي ولد عالي خلال محاضرة له في المؤتمر الخامس للعلوم الاجتماعية والإنسانية بالدوحة نظمه المركز العربي لتحليل السياسات، أهم مسارات ومآلات التحولات في مدينة نواكشوط.
وتتبع ولد عالي خلال محاضرته أهم مظاهر وإشكالات التحولات التي شهدتها نواكشوط خلال أكثر من نصف قرن، وكيف ساهمت في إعادة صياغة واقع المدينة، وأثرت على ساكنتها، "وقد تمت معالجة التحولات من منظور متعدد الاختصاصات للحصول على صورة ثلاثية الأبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية، تسمح بتفسير واقع المدينة وكيف عكس نقيضا شبه تام لما كان مأمولا".
وركز المحاضر على ثلاثة محاور، تعرض أولها للسياق التاريخي للمدينة، والذي "جعلها قطبا وطنيا، ومنحها دورا سياسيا رمزيا، استفادت المدينة من ايجابياته حينا ودفعت فاتورته أحيانا أخرى".
أما المحور الثاني فتناول المسارات الأساسية للتحولات في المجالات العمرانية والاقتصادية والاجتماعية، "وكيف أثرت على واقع المدينة الراهن".
وركز المحور الثالث على نماذج من التحديات التي آلت إليها أوضاع المدينة بعد أكثر من نصف قرن من "الجهود التنموية" والتي اعتبر أنها تعكس فشل السياسات المنتهجة، وتؤكد ضرورة إعادة النظر فيها، واعتماد رؤى ومناهج وآليات مختلفة لمعالجة الاختلالات الملاحظة.
واعتبر المحاضر أن نواكشوط كغيرها من عواصم الدول الفقيرة حديثة الاستقلال كانت ضحية لعدم الاستقرار السياسي وما يخلقه من ضبابية في الرؤية وتقلب في التوجهات وتفويت لايجابيات التراكم.
وأشار إلى أن "نقص الخبرة الحضرية لمجتمع بدوي، فقد ثبطت المركزية الشديدة والاستقطاب المرضي للعاصمة، و التقلبات المناخية، والانفجار الديموغرافي، وشح الموارد المالية، كل محاولات التخطيط والتنظيم الحضري، فعمت الفوضى التي وجدت من يستثمرها، ما عقد الوضع العقاري وأدخل فاعلين غير مرعوبين في المنظومة الحضرية لتدخل المدينة حلقة مفرغة من المشاكل والتحديات المتشابكة والمتفاقمة عبر الزمن" بحسب قوله.