الموريتانيون في" شنقيتل " مضطهدون في وطنهم

أربعاء, 03/09/2016 - 14:42

الكاتب : احمد ولد اعمر

 

 تعيش الشركة الموريتانية السودانية للاتصالات "شنقتيل" منذ بعض الوقت حربا طاحنة بين المدير العام الجديد  ومقربيه الذين تم استجلابهم من شركة" زين" بالكويت من جهة ،وبين فريق  "شنقتيل" الأصلي والذي يبدو ا ن اللوبي الجديد يخطط لتصفيته نهائيا من إدارة الشركة  في محاولة لبسط سيطرته الكاملة عليها.

 

وحسب مصادر من داخل "شنقتيل" فان هذه الخلافات بدأت تؤثر بشكل فعلي على سير العمل، وتشحن الجو العام داخل المؤسسة إلي درجة أصبح معها الحديث عن الخلافات والمشاكل الشغل الشاغل لموظفيها خاصة من الموريتانيين المغلوبين على أمرهم، والذين يمثلون أول ضحايا حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

 

ويسعى فريق "زين "إلي استجلاب  مزيد من الموظفين من الخارج ليكمل سيطرة السودانيين على الشركة  ولاشك أنها بذلك ستمثل نشازا في سوق الاتصالات الموريتانية حيث يتقلد الموظفون الموريتانيون مواقع قيادية هامة في نظيرتيها العاملتين في المجال:موريتيل وماتال ، اما في شنقتيل فكان تمثيل الموريتانيين يقتصر على مدير  واحد  قبل ان يتم تم إبعاده في العهد الجديد إلي الخارج في الوقت الذي يسيطر  فيه السودانيون على كل المواقع الحساسة والهامة فهم يسيطرون بشكل كامل على الإدارة الهندسية مع الصينيين في كل المراكز الحساسة فضلا عن استئثارهم بالادرة المالية والتجارية.

 

ويبقى الموريتانيون موظفون عاديون  يقومون بالأعمال العضلية  والبدنية الشاقة ويظل المعينون منهم في مناصب بسيطة  دون صلاحيات تذكر وفي استهتار واضح بخبرات  وقدرات هؤلاء غالبا ما يتم استجلاب خبراء من السودان يكون من بين الموريتانيين من هو أفضل منهم.

 

وتضيف المصادر ان المدير العام يخطط لتعيين مقرب منه على رأس إدارة المبيعات رغم ان من بين عمال هذه الإدارة من شاركوا في التأسيس ،و تفانوا في خدمة الشركة منذ انطلاقتها حتى اليوم ،وهم أحق بهذا المنصب.

 

وتقول نفس المصادر  ان العمال الموريتانيين في الشركة يستغربون تصامم سلطة التنظيم ،وصمت النقابات العمالية عن ما يعيشونه من ظلم  واضطهاد داخل وطنهم. حتى أصبحوا ضحية لتصفية حسابات تارة بين المدير العام والمدير لفني و مرة بين المدير العام والمدير التجاري كما هو الحال اليوم.

 

وأضاف المصدر  ان ادارة الشركة عقدت اجتماعا ساخنا الأسبوع الماضي عرف الكثير من الصخب والكلام غير اللائق بين مدير  وفريق "سوداتيل" مما يعني ان الحرب تتجه للتصعيد بين الفريقين اما الفريق الثالث: الموريتانيون فليس لهم في نهاية الأمر من شيء حيث ان الفائز لا محالة سيكون سودانيا وستسمر السيطرة .

 

كل ذلك يتم والسلطات في البلد لم تحرك ساكنا لحماية مواطنيها حتى بعد ان تجاوز العمال السودانيين العدد المسموح به ومع تخطيط الادارة الجديدة لجلب المزيد  منهم.

 

الموريتانيون الذين يمنعهم الخوف من  أي تحرك علني يتمنون على سلطة التنظيم فرض شروط الرخصة خاصة فيما يتعلق بنسب الموظفين من كل الرتب:مديرين،واطر،وعمال عاديين كما يتطلعون لمراجعة وزارة العمل، و كذا النقابات العمالية لوضع" شنقتل" غير السليم.

 

وأكد المصدر ان الشركة تعاني من أزمات عدة سبق وان أثارت الصحافة المحلية جوانب منها مثل التهرب الضريبي الذي تعتبر اكبر مؤسسة تمارسه في موريتانيا إلي جانب التحويل غير المعلن  للأموال الكبيرة عبر السوق السوداء  كما تمول من حين لآخر نشاطات مشبوهة لها علاقة بخطط وبرامج  بعض الأحزاب الإسلامية.. وفيما يتعلق بعلاقتها بتمويل الإرهاب وما يسمى علماء الإرهاب فقد تعرضت له الصحافة الموريتانية  بإسهاب إلي غير ذلك مما يضيق المقام عن ذكره.

 

وينظر الي أهمية أي شركة بالنسبة للدولة إما من خلال  العمال من أبنائها وسبق ان أوضحنا وضعية العمال الموريتانيين المزرية، وإما من خلال الشركاء من أبناء الوطن ومع الأسف لشركة شنقتيل شريك موريتاني واحد يمتلك نسبة ضئيلة من رأس المال وهو يمنع كل الحقوق حتى من اكتتاب كاتبة خاصة.

 

وخلاصة القول ان الشركة أسست كما يبدو لنهب الأموال الموريتانية وتحويلها إلي الخارج وان كانت تعود بالفائدة على أي جهة موريتانية فعلها تكون حزب تواصل. و قد نبه المصدر إلي انه الأوان  للدولة ان تتدخل لإنصاف مواطنيها ووقف تلاعب هذه الشركة الأجنبية التي تستنزف جيوبنا و تصادر أموالنا  لتأخذها إلي الخارج بحقوقهم.

الفيديو

تابعونا على الفيس