الكاتب : حبيب الله أحمد
لابد من تصحيح هذه الأوضاع الكارثية فالفقراء يزدادون فقرا وتوشك الضرائب والمكوس والمضايقات أن تلحق بهم من كانوا يعتبرون أغنياء في البلد
لا فرق بين طوابير المواطنين الموريتانيين الذين يصلون ليلهم بنهارهم أمام عنابر ومخازن هنا وهناك للحصول على عدة كيلو غرامات من الأرز و شيء قليل من الزيت والطحين هو ما بقي من مساعدات عالمية كانت مخزنة لسنوات طويلة فنال منها المفسدون والسوس والأرضة والفئران وخيوط العنكبوت لا فرق بين طوابيرهم وطوابير المتسولين السوريين و الأزواديين وغيرهم في شوارع العاصمة
مواطنون غرباء في بلدهم جوعا وتهميشا وحرمانا
إن الأوضاع كارثية فارتفاع الأسعار وكثرة الضرائب وتحكم بعض الأسر ضيقة الانتماء في أرزاق الناس وأعناقهم كلها أمور تبعث على الرعب من مصير بلد تنهشه الخلافات العرقية والسياسية والاجتماعية وما الأزمة الاقتصادية إلا الزناد الذي قد يشعل الفتيلة في أية لحظة عندما لا يجد الأب ما يسد به رمق عياله ويضيق الوطن على الفقراء بما رحب فتستقبلهم الشوارع مفجوعين محبطين لا يسألون تحت صدمة الجوع والفاقة عن أي تصرف مهما كان نوعه
يخيفني جدا أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز لم يجلس دقيقة ليتذكر أن الأجواء الحالية هي نفسها التي كانت سائدة أيام الانتفاضة الناصرية الشهيرة ضد نظام ولد هيداله المتغطرس
ـ ارتفاع للضرائب والمكوس
ـ تسريح جماعي للعمال
ـ انهيار اقتصادي شامل
ـ جوع يعصف بسكان الأرياف وانحسار للتنمية المحلية والجماعية
ـ سياسات قاراقوشية جعلت الدولة عالة على المواطنين
ـ تراجع أداء قطاعات الزراعة والصيد والتعدين
ـ تفشى المحسوبية والقبلية والانتهازية والفوضى الإدارية
إن الرئيس عزيز يجب في هذه اللحظة الفارقة أن يملك شجاعة استثنائية لتصحيح الأوضاع ومنع البلاد من التردي نحو المجهول وذلك بالآتي:
ـ الدخول في حوار وطني جامع مانع صادق حقيقي لا يستثنى أحدا هو في جوهره حوار سياسي و في نصه حوار اجتماعي يداوى الجراح ويقرب وجهات النظر ويفتح أفقا جديدا من التالف والحب والتعايش والمصالحة الحقة
ـ إقالة هذه الحكومة الفاسدة وتشكيل حكومة كفاءات لا مكافآت وخبرات لا مخابرات و ولاءات لا ولايات حكومة تكنوقراطية لا مكان فيها للمحاصصة لتكن زنوجا كلها أو عربا كلها سوداء أو بيضاء لا يهم المهم أن أعضاءها مواطنون موريتانيون أسرعت بهم أعمالهم قبل أنسابهم
ـ خفض الأسعار ولو بأقل القليل خاصة المحروقات والمواد الأساسية
ـ إطلاق سراح سجناء "إيرا" وفتح صفحة جديدة من التسامح الوطني
ـ فصل ما هو عسكري عن ما هو سياسي وفتح وسائل الإعلام الرسمية أمام الجميع
ـ إنشاء صندوق للتضامن الوطني يهتم بالمرضى والفقراء وسكان الريف ويتكفل بهم ويمول مشاريع الإنارة والماء والطرق في موريتانيا الأعماق حيث الفقر والبؤس والمعاناة
تلك نصيحتي للنظام ونحن نقف بمنعرج اللوى
أتمنى أن يستبين النصح قبل ضحى الغد
نقلا عن صفحة الكاتب في الفيسبوك