قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إن هجوم مدينة بنقردان كان يستهدف إقامة ولاية جديدة "لتنظيم الدولة الإسلامية" في تونس، مشيرا إلى ان السلطات التونسية كانت تتوقع مثل هذا الهجوم لكن ليس بالحجم الذي ظهر عليه.
وقدم السبسي، في كلمته التي ألقاها من مقر غرفة العمليات المركزية لقوات الحرس الوطني التونسي بالعاصمة، التعازي في ضحايا الهجوم من أبناء مدينة بنقردان وقوات الأمن، كما أشاد بأداء قوات الأمن وتعاملها مع الهجوم.
وأكد أنه لا تراجع عن محاربة الإرهاب في تونس سواء في المناطق الجنوبية أو في جميع أنحاء تونس.
وكانت السلطات التونسية اعلنت حظرا للتجول في بنقردان عقب هجمات على مقار للجيش والشرطة أسفرت عن مقتل 53 شخصا بينهم 35 مسلحا و18 من أفراد الأمن والمدنيين، حسب إحصائية وزارة الدفاع.
ويسري حظر التجول اعتبارا من السابعة مساء بالتوقيت المحلي حتى الخامسة صباحا.
وتواصل وحدات مشتركة من الجيش والشرطة عمليات تمشيط لمطاردة وتعقب من تبقى من عناصر منفذي الهجمات مع تكثيف الطلعات الجوية بالمنطقة وعلى مستوى الشريط الحدودي وغلق المعابر الحدودية برأس الجدير والذهيبة-وازن، بحسب بيان نشرته وزارة الداخلية على صفحتها على فيسبوك.
وأشار البيان إلى أن السلطات ألقت القبض على "7 إرهابيين".
كما أغلقت منافذ مدينة بنقردان وجزيرة جربة، بحسب ما نقلته وكالة تونس أفريقيا للأنباء الرسمية.
ولم يتأكد بعد ما إذا كان المسلحون قد جاءوا عبر الحدود من ليبيا، حيث يسيطر مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" على مناطق فيها.
ونقلت وكالة رويترز عن شخص يدعى حسين، مقيم في بنقردان، قوله "رأيت مسلحين كثر فجرا، كانوا يهرولون حاملين الكلاشنكوف، وقالوا إنهم تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية وإنهم جاءوا لاستهداف الشرطة والجيش".
وأشارت مصادر أمنية إلى أن المهاجمين تسللوا عبر الحدود الليبية، واستخدموا سيارات دفع رباعي في الهجوم الذي بدأ في الرابعة من صباح الاثنين.
واستهدف المسلحون "مواقع للشرطة والحرس الوطني ومعسكرا ببن قردان في هجمات منسقة"، بحسب بيان صادر عن وزارتي الدفاع والداخلية في تونس.
وكان مسلحون يعتقد أنهم تلقوا تدريبا في ليبيا شنوا عدة هجمات في تونس في العام الماضي.
وشيدت تونس حاجزا طوله 200 كيلومتر على الحدود مع ليبيا لمنع تسرب المسلحين.
وتشير تقارير إلى أن أكثر من 3000 تونسي سافروا للقتال مع تنظيم "الدولة الإسلامية" ومجموعات أخرى مسلحة في سوريا والعراق على مدار الأعوام الماضية.
ويخشى مسؤولون تونسيون من عودة هؤلاء للانضمام إلى صفوف مسلحي التنظيم في ليبيا.