زار بان كيمون موريتانيا في إطار جولته بالمنطقة .. أفرش البساط الأحمر ودقت الطبول ونفخت المزامير وحشدت المستويات العليا من الجهاز التنفيذي لتستقبل وتسلم على بان كيمون وألقى الوزير الأول خطاب حصيلة موجه إلي الأمة وإلي العالم ، واقتيد الأمين العام لمراكز صحية بالعاصمة ، وكاد البرلمان أن يستنفر لكي يستمع إلي كلمة محتملة للكوري العجيب .. وعقدت الندوات الصحفية وتفاعل الأسيوي المسن مع الصخب الكرنفالي .. وكاد أن يرقص ووعد ممثلي الأمم المتحدة المقيمين في انواكشوط خيرا ظنا منه أنهم وراء كل هذا الابتهاج العبثي الذي لا مبرر له على الاطلاق .. فبان كيمون لا يستحق أكثر من استقبال روتيني ومن كرم ضيافة أصيل .. فليس في جعبته أي جديد لموريتانيا أو للمنطقة ، ها قد غادر من حيث أتى فما هي النتائج؟
هل هنالك جديد في قضية الصحراء؟
هل هنالك جديد في قضية مكافحة الارهاب على المستوى الإقليمي؟
هل هنالك جديد بالنسبة للأزمة الليبية أو لمحن سوريا وفلسطين واليمن والصومال؟
هل هنالك جديد بالنسبة لاصلاح الأمم المتحدة ومنح القارة الافريقية مقعدا دائما يناسب دورها المتنامي على الصعيد الدولي؟
هل هنالك جديد في علاقات موريتانيا مع المنظمة الدولية؟
هل فتحت الزيارة آفاقا لمنح لزيادة موظفينا في هيئات الأمم المتحدة وترقية من يستحق الترقية منهم؟
ما سر تجاهل الجانب الموريتاني في خطاباته العلنية لكل هذه الأمور الحيوية؟
هل لأننا لانطمح لأكثر من شكلية الزيارة؟ أم إن موريتانيا تضحى بمصالحها الحيوية مقابل إنعاشات مايستروها العجوز الأسيوي الذي يقود منظمة كانت مهمتها الحفاظ على السلم العالمي ، فحولتها حروب العالم وصراعاته إلي مجرد أداة باهتة بيد أطراف تتغير تغير قطبية عالم ما بعد الثورات الكبرى التي أنهكت كل شيء وأسلمت العالم إلي شركات وكرتلات قد لايتجاوز دور الأمم المتحدة دور احدى وكالاتها الاشهارية المسوقة للأوهام.