هل تشكل عودة الرئيس بداية للحوار في موريتانيا ؟/الحاج ولد أحمدو

أحد, 02/28/2016 - 00:43

عودة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى العاصمة نواكشوط بعد مشاركته في جهود دعم الحوار الشامل بين فرقاء الطيف البوروندي في العاصمة بوجمبورا ضمن الوساطة الإفريقية تفتح للموريتانيين على الأقل حلم الحوار المطلوب بين الطيف السياسي في بلدهم لحل الأزمة السياسية بين النظام والمعارضة.

وتعيش موريتانيا أزمة سياسية بدأت مع وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلي السلطة على خلفية انقلاب عسكري قاده للإطاحة بالرئيس  سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في العام 2008 لينتخب بعدها في العام الموالي ـ بعد ما عرف باتفاق داكارـ رئيسا للبلاد قبل أن يعاد انتخابه في العام2014 عبر انتخابات قاطعتها أطياف من المعارضة احتجاجا على رفض السلطات للاستجابة لبعض الشروط المتعلقة بالإشراف على الانتخابات وحياد الجيش .

وكانت الحكومة الموريتانية تقدمت إلى أحزاب المعارضة بوثيقة حول الحوار لتجاوز الأزمة السياسية في البلاد تضمنت : بناء الثقة بين السلطة والمعارضة و إجراء انتخابات برلمانية وبلدية توافقية وتعديل السن القانونية للترشح لمنصب الرئيس ومنع تدخل الجيش في الحياة السياسية وأمور أخرى تتضمن محاربة الفساد وتحقيق الشفافية في تسيير المال العام .

لكن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة قابل الوثيقة بعدة شروط وصفت بممهدات الحوار مع الحكومة شملت:تشكيل حكومة توافقية وعدم المساس بالدستور وحل كتيبة الحرس الرئاسي وإعلان الرئيس عن ممتلكاته الخاصة ووضع مؤسسات انتخابية ذات مصداقية تضمن حياد الإدارة .

وبين وثيقة الحكومة وممهدات المنتدى ظل الحوار المنشود  يراوح مكانه لكن هل تفتح عودة الرئيس آفاقا جديدة للحوار؟

لست من المبالغين في التفاؤل إلى حد الإفراط كما أنني لست من المتشائمين جدا ويمكن القول من باب "التشاؤل" بأن عودة الرئيس محمد ولد عبد العزيز تأتي في ظروف خاصة قد تساهم في البحث عن نقطة التقاء بين الفر قاء فقد جاءت بعد التعهد الموريتاني باستضافة القمة العربية و بعد مطالبة التكتل برحيل ولد عبد العزيز وجاءت بعد رئاسة القطب السياسي للمنتدى كما جاءت بعد الحديث عن قيام المنتدى بجولات في الولايات الداخلية والتي من المنتظر أن تختتم بنشاط كبير على مستوى العاصمة كما تأتي مع اقتراب موعد جولة الرئيس التفقدية داخل البلاد وجاءت أخيرا بعد مشاركة الرئيس نفسه في رأب الصدع بين الأطراف البوروندية...

إذا افترضنا أن كل ما سبق لايعني أو لا يفيد لنا شيئا وأن النظام ماض في سياسته التنموية التي تخدم البلاد وتنفع العباد وأن المنتدى إذا حافظ على تماسكه مستمر على نهجه ومواقفه فإن الأزمة السياسية القائمة قد تتواصل إلى حين وقد تزداد حدتها بين الطرفين بسبب الفعل و الفعل المضاد وعندها يحق للمؤمنين بحتمية الحوار أن يرددوا مع ابن النحوي القيرواني قوله:
اشتـــــــــــــــــدي أزمة تنفرجي= قد آذن ليــــــلك بالـــــــــــــــبلج
                              ولله الأمر من قبل ومن بعد 

الفيديو

تابعونا على الفيس