شكل مهرجان حزب تكتل القوى الديمقراطية مفاجئة من العيار الثقيل بعد أن كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الانسحابات المتكررة من الحزب مما دفع البعض إلى القول بأن الحزب على وشك التلاشي.
وتعود أسباب المفاجئة حسب تصورنا المتواضع إلى نقطتين أساسيتين تتعلق أولاهما بالحضور وترتبط الثانية بالخطاب المعلن في المهرجان وسأتوقف بشيء من التجاوز الاختصار مع هاتين النقطتين كما يلي:
أولا:الحضور الجماهيري:
الذي برهن على التعلق الشعبي - كما يقول التكتليون – بالحزب والانحياز إلى خطه السياسي والتجاوب مع خطابه المساند للمواطن ويحق للمشاهد في العاصمة انواكشوط أن يقوم بمقارنة بسيطة بين هذا الحضور ومهرجان المنتدى الذي يضم عدة أحزاب ومركزيات نقابية والعديد من الشخصيات المستقلة الوازنة في البلد ليدرك بجلاء حجم الحزب الذي لايمكن تجاوزه أوتجاهله.
ثانيا:خطاب المهرجان:
لقد جاء خطاب الحزب فوق التوقعات ليس فقط عندما تجاهل الحديث عن الحوار وليس عندما أعلن عن انطلاق حملة الانتساب للحزب وليس في دعوته إلى تغيير المنكر وليس أخيرا عندما ألمح إلى دعم حملة " ما ني شاري كزوال" فحسب ولكن عندما طالب رئيس الحزب أحمد ولد داداه الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالتنحي عن السلطة والتعهد له بعدم الملاحقة من قبل الشعب الموريتاني.
وإذا كان مهرجان التكتل جاء ليؤكد حسب المتابعين على حضور الحزب وعودته القوية إلى الساحة فإنه جاء أيضا - وهذا الأهم- ليقدم لنخبنا المثقفة وخاصة الإعلامية منها درسا مفاده أن الأحزاب المبنية على المبادئ وليس المصالح لايؤثر فيها انسحاب شخصية من هنا أوهناك مهما كان حجمها.
لقد آن الأوان لهذه النخب أن تبتعد عن الاصطفاف خلف النظام أو المعارضة وأن تدرك أن البحث عن الحقائق هو الأهم وأن الخير كل الخير مع الجماعة و"الجماعة كما قال - ابن مسعود – هي ما وافق الحق ولوكنت وحدك" وليس الخير بالضرورة أن نكون في المعارضة وقد لايكون بالمحض أن نكون مع الموالاة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد