أمنا الحنون موريتانيا ناهز عمرها نصف قرن أو يزيد ،
ومع أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من سن الشيخوخة ، غير أنها ما زالت تعيش عصر ماقبل التحضر ،
وربما تعيش عدم الجاذبية ، فالتخلف ضارب أطنابه على طريق المؤسسات بفروعها ،
وإن المتأمل في أخواتها اللواتي أخذتا استقلالهن معها أو قريبا منها ، أصبحا يعيشان مستوى من التقدم لا بأس به ،
والذي يعارض ما أقول ما عليه إلا أن يزور إحدى المؤسسات ليرى بأم عينه .
ولا بد أن أنوه على أن هذه المسألة كلنا يتحمل جزء منها ، كي لا يظن البعض أني أعني القمة وحدها ، بل الجميع مسؤول عن وطننا الحبيب ،
وخير شاهد على أن الجميع مسؤول هو وجه وطننا حيث أن المجموعة الحضرية تقوم بعمل لا بأس به من تنظيف ، لكن يبقى المواطن لا يتحمل جزء من المسؤولية ،
فيرمي القمامات حيث شاء .
أمنا الحنون تتوق في وسط عمرها ، أن يرحمها أبنائها ، لتغدق عليهم العطاء ، ويعيشون بأمن وسلام فوق أرضها ، ويوم يعيدهم الردى منها إلا الأعماق .